قالت دوائر سياسية يمنية لـ” المستقبل” إن السلطات السعودية أبلغت المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ احمد “أنها قد تسمح بادارة مفاوضات بين الأطراف اليمنية في شأن البند الخاص بـ ” وقف العمليات العسكرية التي يشنها التحالف ” في جولة المفاوضات الثانية التي ترعاها الأمم المتحدة لحل سياسي للأزمة اليمنية بعدما تعطلت المفاوضات حول هذا البند خلال جولة المفاوضات الأولى التي عقدت الشهر الماضي في جنيف بسويسرا، مشيرة إلى أن السعودية اشترطت ” وقف القصف الصاروخي على مواقعها ومنشآتها الحدودية مع اليمن وسحب القوات المنتشرة في المناطق الحدودية السعودية ووقف الحملات الاعلامية بشكل كامل”.
ولم توضح المصادر في حديثها لـ “المستقبل” ما إن كانت السعودية ستشارك في مفاوضات مباشرة مع القوى الوطنية (جماعة انصار الله وحزب المؤتمر الشعبي العام) استجابة للدعوة التي وجهها الرئيس السابق علي عبدالله صالح وقادة في جماعة انصار الله وأيدتها عواصم أوروبية، لكنها رجحت أن “تمنح الرياض الضوء الأخضر لهادي ووفد الحكومة” المعترف بها دوليا لادارة مفاوضات في البنود المتعثرة في مفاوضات جنيف التي ترعاها الامم المتحدة وخصوصا في البند المتعلق بـ “وقف العمليات العسكرية التي يشنها التحالف بقيادة السعودية في مقابل شروع الاطراف اليمنية في الداخل بوقف فوري للقصف الصاروخي الذي يستهدف المواقع والمنشآت السعودي وسحب القوات اليمنية المتوغلة في المناطق السعودية في جيزان ونجران وعسير مع وقف كامل للحملات الاعلامية.
كما لم توضح المصادر ما إن كانت السعودية ستوقف دعم المليشيات المسلحة التي تخوض حربا عنيفة مع قوات الجيش واللجان الشعبية في محافظات مأرب والجوف وتعز وشبوة أو ستبادر إلى سحب قواتها المنتشرة في هذه المحافظات.
وتأتي هذه التطورات بعد تقارير اميركية تحدثت عن ترتيبات ينتظر أن ينفذها الملك سلمان بن عبد العزيز للتنازل عن العرش إلى نجله ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان والتي يتوقع أن تتم خلال الأسابيع القادمة، ناهيك بالتطورات الحاصلة في الملف النووي الإيراني والذي احرزت فيه طهران نجاحات كبيرة بعد قرارات الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي رفع العقوابات التي كانت تفرضها على أيران والتي يتوقع ان تؤدي إلى انعاش الاقتصاد الايراني في مقابل تفاقم المشكلات الاقتصادية في السعودية التي تتكبد زهاء مليار دولار شهرا في الحرب التي تشنها على اليمن.
واخفق المبعوث الأممي خلال زيارته الاخيرة إلى صنعاء في موعدا لجولة المفاوضات الثانية التي كانت مقررة في الــ 14 من الشهر الجاري، وتحدث عن ترتيبات متأنية لإجراء هذه الجولة التي ستبحث كذلك في المطالب التي تتبناها الحكومة المعترف بها دوليا وفي الصدارة اجراء مفاوضات شاملة للتوافق على خطة مزمنة لتنفيذ البنود الواردة في قرار مجلس الأمن الدولي 2216 .
وبعيد زيارته إلى صنعاء الغى ولد الشيخ زيارة كانت مقررة إلى محافظة عدن للقاء الرئيس المعترف به دوليا عبد ربه منصور هادي وتوجه إلى الرياض مباشرة رفقة معتقلين سعوديين أفراجت عنهما جماعة أنصار الله بعد شهور من اعتقالهما كما افرجت عن خمسة من قادة وكوادر حزب الإصلاح كانوا موقوفين احترازيا للاشتباه بنشاطاتهم في مساندة العدوان السعودي.