وصفت صحيفة “آي” البريطانية، الاصلاحات “المزعومة” التي أطلقها ولي عهد السعودية، محمد بن سلمان، بـ”مجرد عمليات تجميلية”، خاطئة وقد انعكست سلباً على السعودية.
ونشرت الصحيفة البريطانية، مقالاً للكاتب المختص بشؤون الشرق الأوسط باتريك كوبيرن بعنوان “ماذا يمكن لولي العهد السعودي أن يتعلمه من الأمير أندرو؟” في إشارة إلى دوق يورك، نجل الملكة إليزابيث الثانية الذي أعلن “إنهاء التزاماته العامة” في ظل تفاعل الجدل بشأن صلته بقضية إبستين وقطع مؤسسات وجامعات عدة تعاونها معه، في إحدى أسوأ الأزمات في العائلة المالكة البريطانية منذ عقود.
ويقول المقال: “الأميران يتمتعان بصفات مشتركة؛ فكلاهما يتصف بالغرور، والغطرسة، وعدم الإنصات لمستشاريه، واتخاذ قرارات خاطئة انعكست بنتائج سيئة على تاريخ كل منهما”.
يقارن كوبيرن بين موقف بن سلمان والأمير أندرو، موضحا أنه في نفس الوقت الذي كان أندرو يجري مقابلة كارثية مع بي بي سي كان بن سلمان يستمع إلى ممثلي شركات كبرى وبنوك عالمية يؤكدون له فشل محاولته بيع جزء من شركة أرامكو.
وساءت سمعة الأمير أندرو على خلفية تداعيات علاقته مع الميلونير الأمريكي جيفري إبستين، الذي لقي حتفه انتحاراً، في آب/ أغسطس الماضي، خلال محاكمته بإدارة شبكة للجنس مع القصر الملكي البريطاني.
واشتهر إبستين بسلوكه المشين بين عامي 2002 و2005، وعلاقاته الوثيقة بالعديد من نخب المجتمع الأمريكي والعالم، بينهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والرئيس السابق بيل كلينتون، والأمير البريطاني أندرو، نجل الملكة إليزابيث.
وكانت عدة جمعيات ومنظمات خيرية أعلنت سحب روابطها مع العائلة البريطانية المالكة على خلفية ورود اسم دوق يورك في تلك القضية.
فضلاً عن هذا فإن فضيحة أخرى تلاحق الأمير أندرو؛ تتعلق بإقامة علاقة جنسية مع امرأة تدعي فيرجينيا روبرتس، قالت إنه عاشرها ثلاث مرات عندما كانت قاصراً.
وعلى الرغم من تلك الفضائح التي تلاحق الأمير البريطاني، يقول كوبيرن: “لكن قرارات الأمير أندرو كانت نتائجها محدودة بسبب محدودية سلطته خارج الدائرة المحيطة به، على عكس ولي عهد السعودية الذي تمتع بسلطات واسعة منذ تولى والده الطاعن في السن حكم المملكة، بداية عام 2015، وأصبح لاحقاً الحاكم الفعلي للبلاد”.
واعتبر كوبيرن أن “ما سماه بن سلمان تحديثاً للبلاد كان مجرد عمليات تجميلية فقط”.
ومن هذه العمليات، يشير المقال إلى “السماح للمرأة بقيادة السيارات، وهو ما سوقته المملكة خارجياً، لكن على المستوى الداخلي تزايدت مستويات قمع الحريات، حسبما تقول منظمة هيومان رايتس ووتش“.
ونقل كوبيرن عن المنظمة قولها في تقريرها الصادر الشهر الجاري إن “4 معتقلات من الناشطات السعوديات تعرضن لتعذيب تضمن الجلد على أفخاذهن، والتقبيل والاحتضان الإجباري، والصعق الكهربائي، والتحرش؛ كشرط لإطلاق سراحهن”.