تهمت أمريكا اثنين من الموظفين السابقين في تويتر ومسؤولاً سعودياً سابقاً بالتجسس لصالح المملكة من خلال البحث عن بيانات خاصة بمستخدمين وتقديمها لمسؤولين سعوديين مقابل مكافآت.
ووفقاً للشكوى التي قُدمت، الأربعاء 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، يواجه (علي الزبارة وأحمد أبوعمو)، اللذان كانا يعملان في تويتر، وأحمد المطيري، الذي كان يعمل آنذاك لدى العائلة المالكة السعودية، تهماً بالعمل لصالح المملكة دون تسجيل أنفسهم كعملاء أجانب.
حصلوا على معلومات شخصية عن معارضين للعائلة المالكة السعودية
وتقول الشكوى إن أبوعمو دخل مراراً على حساب أحد أبرز المنتقدين للعائلة المالكة السعودية في أوائل عام 2015، وفي إحدى المرات استطاع الاطلاع على البريد الإلكتروني ورقم الهاتف المرتبط بالحساب.
كما دخل على حساب منتقد سعودي ثان للحصول على معلومات تسهل عملية التعرف عليه شخصياً.
وقالت وزارة العدل في بيان صحفي: “كان بالإمكان استخدام هذه المعلومات للتعرف على مستخدمي تويتر الذين نشروا هذه المنشورات وتحديد موقعهم”.
تفاصيل أكثر حول القضية وخلفية حول المتهمين..
فقد عمل احمد ابو عمو المتهم من قبل المدعي العام الاميركي بالعمل لمصلحة الحكومة السعودية دون التسجيل كعميل لها كان يعمل في قناة الحرة بين ٢٠١١و ٢٠١٣ وبنك الراجحي في الرياض
أما المتهم الثالث بالتجسس على الولايات المتحدة بحسب المدعي العام الاميركي، احمد الجبرين المطيري درس الإنجليزية في الولايات المتحدة في ٢٠١٤ وحضر بدر العساكر زواجه في فبراير ٢٠١٧.. كان حلقة الوصل بين العساكر واحمد ابو عمو وعلي الزبارة ، وادار حسابات الديوان الملكي من بينها ولي العهد
ونشر الاعلامي زيد بنيامين تحليل حول الفضيحة السعودية الجديدة، مشيراً إلى أنه بين 12 ديسمبر 2014 و12 مارس 2015 قام احمد أبو عمو بالعمل داخل الولايات المتحدة عن علم بالنيابة عن الحكومة السعودية كعميل لحكومة اجنبية دون ابلاغ المدعي العام الأميركي حتى تاريخ 1 نوفمبر 2019.
وأضاف بين 21 مايو 2015 وديسمبر 2015 عمل السعودي علي الزبارة داخل الولايات المتحدة بالنيابة عن الحكومة السعودية كعميل لها دون ابلاغ الحكومة الأميركية حتى تاريخ 1 نوفمبر 2019.
وزاد كاشفاً عن أن احمد الجبرين المطيري كان متواجداً في الولايات المتحدة بين 21 أغسطس 2014 وحتى 24 مايو 2015 وكان يتولى مسؤولية الشركة التي تروج لحسابات (المنظمة غير مذكورة) وعدد من افراد العائلة المالكة (عضو العائلة الحاكمة رقم 1) وسافر الى الولايات المتحدة بفيزة طالب ليدرس الإنجليزية.
وأشار إلى أن احمد أبو عمو وعلي الزبارة لديهما القدرة على الوصول الى معلومات المشتركين على تويتر بما في ذلك ارقام هواتفهم وايميلاتهم والمواقع التي يدخلون منها على الحساب ووفقاً لعقود تويتر يمنع عليهم العمل في الخارج في أي مهمة تؤدي الى تضارب المصالح مع تويتر.
وقال بنيامين أنه وفقاً لسياسات تويتر ينبغي على أي موظف ابلاغ الإدارة في حال تلقيه هدية تفوق قيمتها 100 دولار ويجب ابلاغ نائب الرئيس في قسم شؤون الموظفين، كما ان وظيفتهما لا تحتاج الوصول الى معلومات المستخدمين.
ويقول الاعلامي البارز انه في ابريل 2014 طلبت شركة علاقات عامة نيابة عن السفارة السعودية في واشنطن توثيق حساب احدى الشخصيات الإعلامية واتصلت بتويتر التي احالت الطلب الى احمد أبو عمو. احمد أبو عمو قدم نفسه باعتباره مسؤولاً عن الشراكات الخاصة بالشرق الأوسط.
وكشف بنيامين انه في نوفمبر 2014 اتصل ابوعمو بـ (المسؤول الاجنبي رقم 1) لترتيب لقاء في لندن وتراسلا معا عبر الرسائل الخاصة في تويتر بشأن موعد الرحلة. في 29 نوفمبر سافر ابوعمو الى لندن لحضور قمة تويتر العالمية وحوالي هذا الوقت التقى باحمد المطيري.
ويقول أن احمد المطيري أرسل رسالة الكترونية لاحمد ابوعمو يطلب فيها اللقاء على نحو عاجل في سان فرانسيسكو باعتباره ممثلاً لرجل مهم للغاية في العائلة المالكة. وفي 20 نوفمبر التقيا معاً والتقطا صورة ونشرها جبرين على حسابه على تويتر.
اعتقل أحدهم وبقي اثنان في السعودية بعد تلقي أموال مقابل المعلومات
وأضافت الوزارة أن أبوعمو اعتقل في سياتل بينما يتواجد الاثنان الآخران في السعودية.
وأفادت الشكوى بأن الرجلين حصلا على أموال ومكافآت أخرى منها ساعة باهظة الثمن مقابل المعلومات.
أما المطيري فوجهت له تهمة العمل كوسيط بين الحكومة السعودية وموظفي تويتر.
فيما قالت تويتر إنها ممتنة لمكتب التحقيقات الاتحادي ووزارة العدل، وتابع بيانها: «ندرك إلى أي مدى قد يذهب الأشخاص السيئون في محاولتهم لتقويض خدمتنا.. نتفهم المخاطر التي تواجه كثيرين ممن يستخدمون تويتر لمشاركة وجهات نظرهم مع العالم ومحاسبة من يتولون السلطة».
تويتر حذف آلاف الحسابات التابعة للسعودية بينها مستشار ملكي سابق
يذكر أنه في أواخر سبتمبر/أيلول الماضي، علق تويتر حساب المستشار الملكي السعودي السابق سعود القحطاني، بعد نحو عام من إقالته بسبب الاشتباه بضلوعه في قتل الصحفي جمال خاشقجي، مرجعةً السبب إلى «انتهاك سياسة تويتر».
وجاء ذلك ضمن حملة حذف طالت آلاف الحسابات المرتبطة بأجهزة إعلامية تديرها الدولة في السعودية وحسابات أخرى في الإمارات ومصر كلها تعمل على توجيه رسائل مكثفة تدعم السعودية، وفق بيان تويتر وقتها.
وتواجه السعودية، الحليف الرئيسي للولايات المتحدة في مواجهة إيران، انتقادات غربية مكثفة بشأن سجلها في مجال حقوق الإنسان، بما في ذلك في قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي العام الماضي، ومشاركتها في الحرب المدمرة في اليمن.