كشف تقارير استخباراتي، رُفع إلى الديوان الملكي السعودي عن قناعات عامة المجتمع السعودي ونظرتهم إلى ولي العهد محمد بن سلمان، وعن حوارات الناس في مجالسهم عن وجود تعاطف (سعودي محلي) كبير مع الحالة الاسلامية التي يحاول ولي العهد أن يشيطنها في بلاد الحرمين.
وفي التفاصيل التي كشفها حساب “العهد الجديد”،، فإن التقرير الاستخباراتي الذي رفع إلى الديوان الملكي، رصد (حوارات السعوديين في مجالسهم، وحساباتهم المستعارة في تويتر، ورسائل الواتساب كذلك)، مشيراً إلى أن الخلاصة كانت أن هناك تعاطف محلي كبير مع الحالة الإسلامية، وأن المعركة مع الصحوة والتيار الإسلامي صعبة للغاية.
ورصد الحساب الشهير “العهد الجديد” كذلك تقرير آخر يخص طلبة جامعة الإمام, لافتاً إلى أن التقرير وجد أن نظرة الطلبة تجاه قرارات ابن سلمان سلبية للغاية، حيث يرون أن قرارته خاضعة لإملاءات دول كبرى وأن أبو ظبي متحكمة بأهمها، إضافة إلى أن المجتمع الدولي لن يرضى عنه مهما قدّم من تنازلات ومهما اتجهت الدولة نحو العلمانية وغيّرت من جلدها.
ويسود الشارع السعودي، حالة من التوتر والغضب بسبب نشاطات هيئة الترفيه التي يقودها تركي آل الشيخ، والتي توصف بأنها مخالفة لعادات المجتمع السعودي المحافظ.
وكان ابن سلمان قد أعلن الحرب على الصحوة الاسلامية بعد أشهر من انقلابه على ولي العهد السابق محمد بن نايف، وزج بالمئات من الدعاة والعلماء والاكاديميين في سجونه في حملة أثارت جدلاً واسعاً في الشارع السعودي.
وأطلق ابن سلمان في العام 2017, تصريحات اعتبرها الكثير انها أول هجوم عنيف من قبل مسؤول سعودي رفيع على أصحاب الأفكار المتشددة في المملكة المحافظة، التي بدأت تشهد في الأشهر الأخيرة بوادر انفتاح اجتماعي.
وأراد ولي العهد أن يسوق أفكاره على أنها تتسق مع التراث السعودي حين قال “نحن فقط نعود إلى ما كنا عليه، الإسلام الوسطي المعتدل المنفتح على العالم وعلى جميع الأديان وعلى جميع التقاليد والشعوب”، مضيفا “70 بالمئة من الشعب السعودي أقل من 30 سنة، وبكل صراحة لن نضيع 30 سنة من حياتنا في التعامل مع أي أفكار مدمرة، سوف ندمرها اليوم وفورا”.
وأضاف محمد بن سلمان “نريد أن نعيش حياة طبيعية، حياة تترجم ديننا السمح وعاداتنا وتقاليدنا الطيبة (…) وهذا أمر أعتقد انه اتخذت (في إطاره) خطوات واضحة في الفترة الماضية، وأننا سوف نقضي على بقايا التطرف في القريب العاجل”. وتابع “نحن نمثل القيم المعتدلة (…) والحق إلى جانبنا في كل ما نواجهه، ولذا فلا أعتقد أن هذا الأمر سيكون مصدر قلق”.