اسكندر المريسي
يشهد الجنوب حاضرا تدخلات خارجية سافرة في الشأن الوطني اليمني ، حيث تتمثل تلك التدخلات بما يسمى الامارات كواجهة للاحتلال البريطاني القديم الذي يعيد انتاج ذلك الاحتلال بمختلف أشكاله السياسية والاقتصادية والعسكرية من خلال الامارات احدى أدوات الاستعمار الانجليزي القديم والجديد .
وما يثير الدهشة والاستغراب هو ان بعض الدهماء ممن يسمون انفسهم بالمحللين الاستراتيجيين في قنوات الدش الفضائي المتخصصين في الشأن اليمني خاصه في الجنوب عين اليمن ماضيا وحاضرا ومستقبلا اولئك المحللين ليسوا إلا جوقة ناعقين يفسرون احتلال الأعداء الخارجيين لليمن على نحو متناقض ، فهم مع الاحتلال السعودي لعدن والمحافظات الجنوبية ويعارضون الاحتلال الإماراتي متجاهلين ان الرياض وأبو ظبي كلاهما ضمن أدوات اليهود وليس ذلك فحسب بل ان أولئك المحللين اليمنيين نراهم ونشاهدهم في القنوات الفضائية يستنجدون بالاحتلال السعودي ضد الاحتلال الإماراتي .
وهو ما يعكس في الحقيقة والواقع ليس جهلا مركباً في الوعي الزائف وتضليلاً واضحاً للحقائق ولكن يمثل ذلك عدواناً واضحاً على العقل الجمعي للشعب اليمني عندما يبررون احتلال باستدعاء احتلال اخر غير مدركين ان حقيقة التوافق ليس بالنسبة لدول مجلس التعاون فحسب ولكن في التوجهات والسياسة، فالإمارات ليست الامارات بقدر ما تمثل إمارة خاصه بالمملكة ضمن حالة التحالف القائم مع بريطانيا وأمريكا وهو ما يجهله اولئك المحللون في قنوات البث الفضائي غير واضحين في ما يقولون بقدر ما تؤكد اطروحاتهم المضللة تزييفاً كما أشرنا للوعي خصوصا والحالة القائمة في الجنوب تعكس بشكل واضح تبادل الأدوار بين القوى الخارجية والمتمثلة تحديدا بالإمارات والسعودية لا سيما وجنوب الوطن حاضرا ليس بصدد ما كان عليه قبل ?? مايو من تجزئة سياسية بين نظامي صنعاء وعدن سابقا ولا كان أيضاً كما كان في الماضي القريب عقب حرب صيف ??م تتجاذبه القوى السياسية الداخلية المتمثلة بالحراك الجنوبي السلمي الذي لم يكن حينذاك يدعو للتشظي السياسي او منساقا ضمن أطروحات مضللة كما هو الحال حاضرا يشهد الجنوب كما أشرنا انفصالاً إقليمياً بدعم وتمويل من قوى التدخل الخارجي.
وليس ذلك فحسب بل ان القوى المعتدية على اليمن تشرعن لظاهرة الاحتلال السياسي تحت مسميات وأشكال وهمية بل ان الاعلام الإقليمي والدولي الظالم لليمن يصور في أطروحاته المضللة ان اليمن ليس معتدى عليه وان اليمنيين ليسوا مظلومين وليست القوى المعتدية والمتربصة والمتكالبة هي من يعتدي على هذا البلد وانما ذلك التضليل الإعلامي يصور ان الرياض وأبو ظبي وعواصم الشر المحيطة بالوطن هي من تتعرض لاعتداء من قبل اليمن واليمنيين وهو ما يؤكد وبما لا يدع مجالا للشك ان ذلك التضليل ليس إلا تغطية واضحة لتبرير عدوان المملكة على اليمن ولاستمرار حصارها ضد هذا البلد .