كشفت صحيفة “دايلي تليغراف” البريطانية، السبت، معلومات صادمة بشأن مساعي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الحثيثة لطرح أسهم عملاق النفط السعودي في السوق، ونشرت مقالا بعنوان “الطرح الأولي لأسهم أرامكو السعودية العملاقة يبدو أنه محكوم عليه بالفشل”.
الكاتب وهو محرر الشؤون الاقتصادية أندي كريتشلو، يقول إن الطرح الأولي لأسهم شركة أرامكو النفطية السعودية يبدو أنه سيفشل؛ حيث أن مبلغ تريليوني دولار الذي تتوقعه السعودية كتقييم لإجمالي أسهم الشركة يبدو بعيد المنال في ظل الظروف العالمية الراهنة.
ويوضح كريتشلو أن الشركة تسعى لطرح نسبة من أسهمها في السوق المحلية بشكل مبدئي، لكن جهودها منيت بضربة كبيرة قبل أسابيع بعدما تعرضت منشآت تابعة لها شرق المملكة لقصف أوقف تدفق نحو ستة ملايين برميل يوميا من إنتاجها بما يعادل 6 في المئة من الإنتاج اليومي العالمي.
ويقول المقال: “رغم أن المملكة تجنبت قفزة في أسعار الوقود على مستوى العالم بعد الهجوم بسبب مخزونها الاحتياطي واستجابتها السريعة في إصلاح الأضرار، إلا أن ذلك كله أثر سلبا على أرامكو التي يرغب مالكو أسهمها في التأكد من تأمين أصولها قبل الشراء عند طرح الأسهم في الأسواق”.
ويعتبر كريتشلو أن هذه مشكلة معقدة بالنسبة للشركة التي لطالما اتسمت بالسرية الشديدة، وهو ما لا يتناسب في الغالب مع متطلبات من يرغبون عادة في شراء أسهم شركات عملاقة بهذا الحجم لأنهم يبحثون عن إدارة تعمل بشفافية.
ويضيف أن الشركة قدمت لمحة لمن يفكرون في شراء أسهمها بإعلان أرباحها نصف السنوية المتوقعة قبل شهرين والتي تقدر بنحو 50 مليار دولار، وهو ما يجعلها وبفارق كبير أكثر شركة على وجه الأرض درا للأرباح.
وكانت “وول ستريت جورنال” أكدت أن أمل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الكبير في قيمة ما يوصف بـ”بقرة السعودية الحلوب”، أي “أرامكو”، قد تبخر.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن أشخاص مطلعين على الأمر قولهم إن الترجيحات تشير إلى أن السعودية قد تخفض القيمة من تريليوني دولار، كما كان يأمل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وتجعلها 1.5 تريليون دولار فقط.
وجاء في تقرير لرويترز الجمعة أن وثائق من أرامكو أظهرت أنها تجني نسبة ضئيلة فقط من أرباحها من مشاريع التكرير الخارجية، وهو مجال تخطط الشركة لاستثمار ضخم فيه.
يأتي ذلك في الوقت الذي أرجأت فيه أرامكو الإطلاق المزمع لطرحها العام الأولي على أمل أن تعزز نتائج أعمال الربع الثالث المنتظرة ثقة المستثمرين، وذلك بحسب مصدرين مطلعين على الأمر.
وتظهر حسابات اطلعت عليها رويترز أن شركة تابعة تحوز حصص أرامكو في إس-أويل الكورية الجنوبية للتكرير وشوا شل اليابانية حققت ربحا صافيا بلغ 319 مليون دولار في 2018.
وكشفت حسابات منفصلة أن الشركة السعودية للتكرير، حققت 423 مليون دولار العام الماضي.
والوثائق، التي اطلعت عليها رويترز، لا يبدو أنها متاحة للجمهور.
وتمثل الأرباح حصة ضئيلة من صافي ربح أرامكو الذي بلغ 111 مليار دولار في 2018. كما تسلط الضوء على مدى الربحية لنشاط أرامكو الأساسي في إنتاج النفط، الذي يضخ نحو عشرة بالمئة من النفط العالمي.
وتقوم أرامكو باستثمارات ضخمة في عمليات المصب في الخارج. وتستعد مع شركات هندية وشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) لبناء مشروع عملاق للتكرير والبتروكيماويات تقول مصادر إنه سيتكلف 60 مليار دولار.
وامتنعت أرامكو عن التعقيب.
وبيع حصة في أرامكو هو حجر زاوية في (رؤية 2030)، وهي خطة يدعمها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لتنويع الاقتصاد السعودي بعيدا عن النفط.
ويبدو أن أرامكو تحقق نسبة ضئيلة من ربحها من التكرير مقارنة مع نظيراتها المدرجة. فعلى سبيل المثال، ربحت رويال داتش شل 7.57 مليارات دولار من أنشطة المصب في 2018، وهو تقريبا ربع أرباحها السنوية التي بلغت 23.83 مليار دولار.
ووفقا لحسابات أرامكو المنشورة، جنى عملاق النفط السعودي في 2018 إيرادات بلغت 138.67 مليار دولار من عملياته في أنشطة المصب و216.9 مليار دولار من أنشطة المنبع.
ويقول محللون إن أداء أرامكو أفضل من نظيراتها المدرجة، وذلك استنادا إلى مقاييس يتبعها مستثمرون في شركات النفط.
وقال جيسون كيني من سانتاندر إن أرباح أرامكو في النصف الأول من 2019 أظهرت عائدا أعلى على رأس المال العامل من نظيراتها المدرجة وأداء أقوى فيما يتعلق بالمعايير التشغيلية.