علقت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، على وفاة الحارس الشخصي للملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز، مشيرة إلى أن الغموض “يكتنف” العملية، وسط شائعات تتردد عن أنه قد أقيل قبل أيام قليلة، وربما كان لديه معلومات على قدر كبير من الأهمية حول القتل الوحشي للصحفي جمال خاشقجي.
إذ توفي اللواء عبدالعزيز الفغم مساء السبت 28 سبتمبر/أيلول 2019 في مدينة جدة غرب السعودية، بعد «نزاع شخصي» في منزل يعود لأحد أصدقائه.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن الحارس الشخصي للملك سلمان عادةً ما شوهد إلى جانبه، كما رافقه أيضاً في لقاء عقد مؤخراً مع رئيس وزراء العراق عادل عبدالمهدي.
وفاة مثيرة للشكوك لحارس الملك
لكن وفاته المفاجئة أثارت التكهنات بشأن السياسات التي تجري في القصر، بعد مزاعم أنه قد فُصل مؤخراً، وفقاً لما ورد في صحيفة The Times البريطانية.
هناك أيضاً شائعات بأن الحارس الشخصي ربما كان لديه معلومات تتعلق بوفاة الصحفي جمال خاشقجي، الذي قتل داخل القنصلية السعودية في إسطنبول في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي.
ذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (SPA) أن اللواء الفغم كان يزور صديقاً عندما دخل أحد معارفه، ممدوح آل علي إلى المنزل.
«تطور النقاش بين الفغم وآل علي… فخرج الأخير من المنزل، وعاد وبحوزته سلاح ناري وأطلق النار على الفغم، مما أدى إلى إصابته واثنين من الموجودين في المنزل، هما شقيق صاحب المنزل، وأحد العاملين من الجنسية الفلبينية».
ذكرت وكالة الأنباء السعودية أن آل علي قُتل فيما بعد، وأن خمسة من رجال الأمن أصيبوا أيضاً في تبادل لإطلاق النار عندما رفض المشتبه فيه الاستسلام.
هذا في حين ذكرت قناة الإخبارية الحكومية أن الحادث نجم عن «نزاع شخصي»، دون إعطاء مزيد من التفاصيل. وأضافت: توفي اللواء الفغم متأثراً بجراحه، وأطلق تحقيق في مقتله الآن.
اللواء كان معروفاً بين السعوديين
ولجأ كثير من المسؤولين السعوديين إلى الكتابة عبر وسائل التواصل الاجتماعي في رثاء اللواء الفغم، وقال وزير الصحة توفيق الربيعة: «اللهم ارحمه رحمةً واسعةً، واجعل مثواه الجنة، وأكرم نُزله، وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان… حرسَ ملوكنا فسكنَ قلوبنا».
وفي الوقت نفسه، كتب مستشار الديوان الملكي، تركي آل الشيخ، تغريدة: «كنت معي على الهاتف اليوم وتضحك وتتكلم عن الرياض… رحمك الله، رحمك الله يا أبو عبدالله… الحمد لله على قضائه وقدره… غير مستوعب أني لن أراك بعد اليوم!».
وفاة اللواء الفغم ستمثل صدمةً لسكان المملكة العربية السعودية البالغ عددهم 30 مليون نسمة.
إذ تحظى البلاد بمعدل منخفض للجريمة بسبب القوانين الإسلامية الصارمة التي تقضي بإعدام القاتل الذي يدان بجريمته.
من يكون قاتل اللواء الفغم؟
كشفت الشرطة السعودية، في بيان رسمي، اسم القاتل وقالت إنه يدعى ممدوح بن مشعل آل علي، في حين قال مغردون إنه نجل عضو مجلس الشورى السعودي السابق الدكتور مشعل بن ممدوح آل علي، وينحدر من قبيلة شمر، وكان أجداده من حكام حائل، في فترة ما قبل حكم بن رشيد لما يعرف اليوم بالسعودية.
وقال المغردون إن عمة القاتل، هي مشاعل بنت ممدوح آل علي، وهي طليقة الأمير سلطان بن عبدالعزيز، الأخ الشقيق للملك سلمان.
وتداولت مواقع سعودية ورواد مواقع التواصل الاجتماعي صوراً قالوا إنها تعود لقاتل اللواء عبدالعزيز الفغم، الحارس الشخصي للملك سلمان بن عبدالعزيز، خلال إطلاق نار متبادل السبت 28 سبتمبر/أيلول 2019.
وقال موقع «عربي 21» إنه توصل بعد البحث عن هوية قاتل حارس الملك إلى صورة له في حفل زفاف لشقيقه فهد آل علي، وكان خلف الحضور الذين تجمعوا لالتقاط صورة تذكارية.
وأضاف الموقع أنه بدا لافتاً في أخبار الأفراح عدم وجود أي صورة له في المناسبات، على الرغم من التقاط العديد من الصور لوالده وإخوانه مع المدعوين، بل خلت الأخبار من حتى التعريج على اسمه، مما يدل على حساسية الموقع الذي يعمل به، وهو القوة الخاصة بالحرس الملكي السعودي.
علاقة «صداقة» بين الحارس الشخصي للملك وقاتله
أقرَّت السعودية، بشكل رسمي، بمقتل اللواء الفغم، إثر خلاف مع صديقه، ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن المتحدث الإعلامي في شرطة منطقة مكة المكرمة -لم تذكر اسمه- قوله إنه «في مساء يوم السبت الموافق 29/ 1/ 1441هـ، وعندما كان اللواء الفغم في زيارة لصديقه تركي بن عبدالعزيز السبتي، بمنزله بحي الشاطئ بمحافظة جدة، دخل عليهما صديق لهما يدعى ممدوح بن مشعل آل علي».
وأضاف: «أثناء الحديث تطوَّر النقاش بين اللواء الفغم وممدوح آل علي، فخرج الأخير من المنزل، وعاد وبحوزته سلاح ناري، وأطلق النار على اللواء عبدالعزيز الفغم -رحمه الله- ما أدى إلى إصابته واثنين من الموجودين في المنزل، هما شقيق صاحب المنزل، وأحد العاملين من الجنسية الفلبينية».
وأشارت الوكالة إلى أنه عند وصول الجهات الأمنية للموقع الذي تحصَّن بداخله الجاني، بادرها بإطلاق النار، رافضاً الاستسلام، الأمر الذي اقتضى التعامل معه بما يحيّد خطره.
وأكدت أن حادثة إطلاق النار وما تبعها أسفرت عن مقتل اللواء الفغم، والجاني، وإصابة تركي بن عبدالعزيز السبتي، سعودي الجنسية، وجيفري دالفينو ساربوز ينغ، فلبيني الجنسية، الموجودين بالمنزل، كما أصيب خمسة من رجال الأمن بسبب إطلاق النار العشوائي من قِبل الجاني.