صبري الدرواني
تلقّيتُ رسالةً من الفيس بوك إثرَ نشري مقاطعَ من تصريحِ عضو لجنة المصالَحة الوطنية الشاملة، فضل أبو طالب، لصحيفة المسيرة، الرسالةُ تشيرُ إلى أنني خالفتُ المعاييرَ!!؛ ولهذا السبب فإني أصبحتُ ممنوعاً من النشر أَو التعليق في الفيس بوك لمدة سبعة أيام!.
وفورَ قراءتي للرسالة أعدتُّ النظرَ كرَّتَين في ما نشرتُه لعلِّي أرى شيئاً مخالِفاً للمبادئ والقيم والأَخْـلَاق، ولكني لم أجدْ فيه إلا الدعوةَ للمصالَحة الوطنيةِ، ولَـــمِّ شَمْلِ اليمنيين، والحرصِ على تعزيز التآخي والتواصل بينهم.
ولا غـروَ، فما حصل ليس «شارةَ المنع» الفريدة، بل رُفعت هذه «الشارة الفيسبوكية» كثيراً في وجه كُتّابٍ وناشطين كُــثْــــرٍ خلال سنوات العدوان الأمريكي على اليمن.
إذن هي حملةٌ «مدروسةٌ بعناية» تشُـنُّها إدارةُ موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» وأصبحت واضحةً وجليةً وأشبهَ ببوليس أمريكي إلكتروني يمنعُ أيَّ نشاط إعلامي قد يؤدّي في نهاية المطاف إلى خلقِ الوعي لدى أبناء الشعب اليمني أَو يتعارَضُ مع المشروع الأمريكي الإسرائيلي الذي يبدو واضحاً أنه ضد المصالحة في اليمن، بل يقفُ وراءَ حالة الفُــرقة الموجودة راهناً بين اليمنيين.
هذا التصرُّفُ الذي تقومُ به إدارةُ فيس بوك جعلني أتساءَلُ عن ماهية معايير فيس بوك والتي يبدو واضحاً أنها معاييرُ الإدارة الأمريكية ذاتها التي تحرِصُ على تعميمِها لكافة شعوب العالم، وحقيقة الادّعاء الأمريكي الذي انكشف زيفُه بأن أمريكا بلدُ الديمقراطية في العالَم، وراعية حقوق الإنسان، والحريصةُ على حرية الرأي والرأي الآخر؟!
لكن الإجابةَ بعد التأمل في الواقع هي عكس ذلك تماماً، فالمعاييرُ الأمريكية هي غزو البلدان ونهبِ خيراتها، وَارتكاب المجازر الوحشية بحق الأطفال والنساء، وهو ما يحدُثُ اليومَ في اليمن، ومارسته أمريكا سابقاً بحق الشعبِ الأفغاني والشعب العراقي والشعب الفيتنامي وغيرها كثيرٌ.
فعلاً خالفتُ المعاييرَ الأمريكية؛ لأَنَّني تحدثت عن المصالَحة الوطنية الشاملة بين جميعِ اليمنيين، وضرورةِ تعزيز الأُخوّة ومواجهة الغزو والاحتلال، وخالفتُ المعاييرَ الأمريكية؛ لدعوتنا للحفاظ على القيم والأَخْـلَاق والمبادئ الإسلامية الأصيلة.
ليس غريباً على فيس بوك هذه الممارساتُ ومنبعُه أمريكا، خَاصَّةً وقد واجه الكثيرُ من الإعلاميين والناشطين في مواقعِ التواصل الاجتماعي استهدافات بإلغاء صفحاتهم؛ لأَنَّهم قاموا بنشر منشوراتٍ تعد من وجهة النظر الأمريكية مخالِفةً.
وهنا ندعو وزارةَ الإعلام إلى أن تُغلِقَ الفيس بوك في كافة المحافظات اليمنية، تزامناً مع حملتها المباركة في تويتر #أمريكا_عدو_السلام والتي وصلت تغريداتُها خلال الفترة الماضية إلى 240 ألفَ تغريدةٍ.