منير اسماعيل الشامي
تكشفت حقائق دول الاستكبار العالمي وحقائق هذا العدوان الإجرامي ودوله على وطننا أمام أعيننا يوما بعد يوم من لحظته الأولى وحتى يومنا هذا في أواخر عامه الخامس وقد تعرى باطنه كله فأصبح كظاهرة وبدا كما وصفه لنا الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين رضوان الله عليه وكما بين حقيقة أطماع المستكبرين بوطننا فصدق حينما قال أننا في زمن كشف الحقائق ،وها نحن نشاهد اليوم وقد تكشفت لنا كل الحقائق عن كل ما حذرنا منه وعن كل ما أخبرنا بمحاضراته لتتجلى حكمته في أبهى صورها ،وأوضح بيانها.
حذرنا من أطماع امريكا ببلادنا وفي السيطرة على سواحلها ومنافذها، وأكد لنا أنها عدو السلام العالمي وأم الارهاب الدولي وراعيته وها هي امريكا اليوم قد ظهرت كما وصفها كشفت عن تلك الأطماع التي أشار إليها، حذرنا من دخولها اليمن فأعلنت مشاركتها العسكرية رسميا في العدوان علينا ببوارجها وطائراتها وأحدث اسلاحتها وجنودها وخبراءها في غرف عمليات العدوان في البر والبحر والجو بصورة مباشرة ودون اي تحفظات .واعلنت عشرات المرات بدعمها الكامل واللا محدود للسعودية وتحالفها.
حذرنا من بريطانيا ومشاريعها التآمرية المستمرة في الجزيرة العربية وها هي تظهر في مواضع تحذيره وتشارك بقوات لها في العدوان على اليمن وبإعلان رسمي، بذوي القبعات وبغيرهم.
حذرنا من اهداف اليهود الصهاينة في السيطرة على الحرمين الشريفين ، ووضح لنا بأن إسرائيل لم يعد يهمها القدس ولا الأقصى بقدر ما يهمها السيطرة على الحرمين الشريفين ،وها هي تنكشف الحقائق يوما بعد يوم بدءاً من تعاقد النظام السعودي مع شركات أمنية في موسم الحج للعام الماضي بشكل سري وعلني هذا العام بتثبيت الأسورة الإلكترونية بأيدي الحجاج وبإشراف شركات أمنية إسرائيلية ، وحتى انكشاف العلاقات الوطيدة بين آل سعود وانظمة الخليج مع اليهود وإعلانها بنشوة الفخر لانبطاحهم تحت أقدام الصهيانة، وتجاوز نظام آل سعود ومن على شاكلتهم ويدور في فلكهم من مجرد التطبيع العادي إلى اعلان تأييدها الكامل بيهودة القدس واعترف محمد بن سلمان باسم دول الخليج بأن القدس عاصمة اسرائيل وحقهم الطبيعي والشرعي.
وليس ذلك فحسب بل وصلوا إلى كشف خضوعهم المطلق لإسرائيل عشقهم المفرط لها فصاروا حماة لها يدافعون عنها في كل محفل ومن على كل منبر، ويبادرون دون كل دول العالم وأنظمته لمهاجمة سيد المقاومة أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله حفظه الله ورعاه مؤخرا بطريقة لم تصل إليها اسرائيل نفسها على رد حزب الله الشرعي ضد عملية الطائرتين المسيرتين المفخختين التي استهدفت إحداهما احد المراكز الإعلامية لحزب الله في الضاحية وسقطت الأخرى ولم تنفجر ، فيسرفون في استنكارهم وشجبهم على رد حزب الله باستهداف مدرعة اسرائيلية ويصفونها بالعملية الإرهابية والإجرامية .
كما أننا رأينا الطائرات الاسرائيلية تشارك في العدوان على اليمن وتحوم في سماء الحديدة وعلى مرأى ومسمع من كل اليمنيين وكل العرب .
هاهو تحالف العدوان اليوم يمزق شرعية عدوانه ومبرر طغيانه ويستهدفها ويضرب بعضها ببعض ويقصف مرتزقته في عدن وفي ابين وفي شبوة ويصفي الإخوان بعمليات حربية كبيرة ليؤكد حقيقة عداءه لكل يمني وطنيا كان أو مرتزقا مناهضا له أو تابعاً لأقدامه وهذا هو هدفه الأول والأخير من عدوانه .
وهنا وبعد انكشاف كل هذه الحقائق وإعلان هذه الأنظمة المستكبرة المجرمة عن مشاركاتها الفعلية المباشرة على اليمن ، وانفضاح الانبطاح الخليجي لهذه الأنظمة يحق لنا أن نسأل ونتساءل عن موقف المرتزقة اليمنيين من كل هذه الحقائق ، وفي مقدمتهم حمقى الإخوان فهل سيفيقون من سباتهم ويعودون إلى جادة الصواب أم سيظلون حطبا يوقدهم تحالف العدوان الصهيوامريكي لتدمير وطنهم ،وقرابين تحرق لتحقيق اطماع تحالف العدوان ؟
فلم يعد لهم حجة مقبولة بعد انكشاف هذه الحقائق ،ولا مبرر منطقي معقول في استمرار رضوخهم وخضوعهم للقتال مع اليهود والنصارى واذيالهم من حكام الخليج وانظمته العميلة.
لقد اصبح المرتزقة ملزمين بالعودة إلى صف وطنهم أو حتى على الأقل أن يتوقف من بقي منهم عن القتال في صف العدوان ، وينسحبون من ساحات المواجهة ويعودون إلى اسرهم فهذا أقل موقف يمكن ان يتخذوه ، لينقذوا ارواحهم من محارق الموت في سبيل طواغيت الأرض ، ويجبرون هذه الأنظمة المجرمة أن تأتي بجنودها وجيوشها ليواجهونا بأنفسهم إن كانوا يملكون ذرة شجاعة ولن يجرأون .
إمّا إذا استمر المرتزقة في غيهم فعليهم أن يدركوا أنهم في استمرارهم إنما يعينون النظام الصهيوا امريكي على المضي في استغلالهم وقودا لمحارق اطماعه ومعارك إرهابه ولن يتركهم حتى ينتهون وحينئذ سيجرجر تحالفهم أذياله وينسحب رغما عن أنفه فليس مستعدا أن يضحي بجيوشه مهما بلغت أطماعه ، وعندها يكون المرتزقة قد خسروا الدنيا والآخرة تحت اقدام اليهود والنصارى واذيالهم وسينتهون هم أما الوطن فلن ينتهي وفيه رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، سقوه من أطهر الدماء وأقدسها ليحيى ويزدهر ويبقى شامخا عزيزا كريما من فيض تلك التضحيات .
وكذلك الحال بالنسبة لمن يصفون أنفسهم بالمحايدين فإن انكشاف هذه الحقائق أدلة قطعية تدل على أن تحالف العدوان هو صف الباطل وماثل أمام اعينهم وأن انكشاف حقيقتهم في العام الخامس من عدوانهم كفيل بإزالة الغشاوة عن كل محايد، فلا محايد بعد اليوم ومن يظل مصراً على الحياد إنما يؤكد مولاته للعدوان ويثبت دعمه للطاغوت ويظهر نفاقه علانية بلا تحفظ .
وقد أصبحوا مجبرين على تحديد مكانهم بوضوح مع الباطل او مع الحق ، فحيادهم لم يعد مبررا بعد كل هذه الأحداث وحجتهم بالحياد داحضة واهية ، ولم يعد لهم سوى خيارين لا ثالث لهما أولهما أن يخرجوا من حيادهم وينضموا إلى صفوف الحق ويتحركوا للدفاع عن وطنهم وشرفه وكرامته أو أن يظلوا في حيادهم فيكون ذلك إقراراً منهم بأنهم مع طواغيت الأرض وأعداء الله ، وأن عليهم أن يدركوا أنهم بحيادهم متخاذلين عن نصرة الحق ، وأن تخاذلهم عن نصرة الحق يعني مناصرتهم للباطل وطواغيت الأرض ومجرميها.
#امريكا_عدو_السلام