عمر أحمد الجرموزي
يعتبر اليوم البحري العالمي مبادرة عالمية أطلقتها المنظمة البحرية الدولية (IMO) للاحتفال بالبحارة من شتى أنحاء العالم منذ العام 2011 م وتعقد في نهاية شهر سبتمبر من كل عام تقديراً للمساهمة الكبيرة التي يقدمها أكثر من 1.5 مليون بحار حول العالم.
عندما يتصفح أحدهم الموقع الإلكتروني للمنظمة البحرية الدولية (IMO) يلاحظ أن أهداف هذه المنظمة تتجسد في شعارها “سلامة النقل البحري وأمنه وفعاليته في محيطات نظيفة”.
وعندما نحاول أن نعكس الشعار على أرض الواقع اليمني نجد أنه لا يوجد أي سلامة لأي عائمة بحرية سواء كانت (سفناً تجارية – ناقلات نفطية – سفناً إغاثية) تقصد موانئ المؤسسة عبر النقل البحري وخاصة منذ بدء العدوان والحصار في مارس 2015م.
لقد رصد أكثر من اعتداء من قبل فريق الخبراء التابع للأمم المتحدة على العائمات البحرية القادمة إلى موانئ المؤسسة حيث يتم اختطافها وتفتيشها في موانئ مجاورة وهذا ما يتنافى مع شعار المنظمة البحرية الدولية (IMO) المتعلق بأمن و فعالية النقل البحري الذي يفترض أن 80 % من النقل في العالم يعتمد على النقل البحري.
ولكن للأسف فإن الإحصائيات لمؤسسة موانئ البحر الأحمر اليمنية تجعل المنظمة البحرية الدولية (IMO) في مأزق و خاصة عندما تتم مقارنة العجز الحاصل في أعداد العائمات البحرية الواصلة للمؤسسة ما بين عامي حيث أن العجز وصل إلى نسبة 72% 2014و2019م.
ولنا أن نتخيل أنه بدون النقل البحري سوف نكون عاجزين عن إنجاز المعاملات التجارية بين مختلف القارات سواء تلك التي تتعلق بالمواد الأولية أو منتجات مصنعة أو المواد الطبية في مجتمع خيمت عليه الأمراض والأوبئة.
ونحن في مؤسسة موانئ البحر الأحمر اليمنية و التي تعتبر أحد الأعضاء في المنظمة البحرية الدولية (IMO) لا زلنا نعاني جراء قيام ما تسمي نفسها “قوات التحالف” بتدمير شامل و ممنهج أستهدف البنية التحتية عبر تدمير الكرينات الجسرية في أغسطس 2015م و ما ترتب عليه من خروج محطة الحاويات عن الخدمة و التي مع خروجها فقدت المؤسسة 60 % من إجمالي القدرة التشغيلية كخسائر مباشرة و بحسب آخر احصائية بلغت الخسائر المباشرة و غير المباشرة للمؤسسة أكثر من 945 مليون دولار بالإضافة إلى ما تفرضه هذه القوى المعادية للإنسانية من حصار خانق وإجراءات تعسفية على السفن الواصلة إلى موانئ المؤسسة و الذي كانت له تداعيات كارثية و انسانية على نشاط المؤسسة أولاً وماينعكس سلباً على المواطنين اليمنيين في أرجاء الوطن.
ونصل إلى نقطة الفعالية المقامة سنوياً لليوم للبحري العالمي في نهاية شهر سبتمبر من كل عام، فإنني أنتهز الفرصة في هذه المناسبة ليس لتكريم البحارة بل لفضح الممارسات اللاخلاقية لقوات ما تسمي نفسها “التحالف”.
وبحسب التقرير المعنون (نظرة عامة على الاحتياجات الإنسانية في اليمن للعام 2018م) الصادر عن مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ديسمبر 2017م زاد عدد من هم بحاجة إلى أشكال المساندة الإنسانية أو الحماية إلى 22.2 مليون شخص نتيجة لانعدام الأمن الغدائي ويشمل هذا الرقم 11.3 مليون شخص بحاجة ماسة للمساعدة و تشير التقديرات إلى أن حوالي 17.8 مليون شخص (63 % من السكان) يعانون من انعدام الأمن الغذائي و نحو 8.4 مليون شخص يواجهون خطر المجاعة مع معاناة نحو 2.9 مليون شخص من سوء التغذية الحاد، من بينهم 1.8مليون طفل وحوالي 1.1 مليون امراة حامل و مرضعة.
و كل ما سبق أعلاه هي احصائيات لجهات تابعة للأمم المتحدة تنبئ عن حجم الأضرار التي تكبدتها المؤاني اليمنية خلال سنوات العدوان و الحصار الماضية في ظل صمت دولي و عدم تدخل من المنظمات ذات العلاقة لتحييد الموانئ اليمنية عن ويلات العدوان و تفعيل مدونة جنيف الرابعة الخاصة بالموانئ المدنية.
وكذا عند الرجوع إلى موضوع الأهداف للمنظمة البحرية العالمية (IMO) و التي تعمل منذ العام 1958م في مجال النقل البحري و هي “سلامة النقل البحري وأمنه وفعاليته في محيطات نظيفة ” فلا نجد أي بند من هذا الشعار يطبق في اليمن، متجاهلة معاناة أكثر من عشرين مليون مواطن يمني يمر غداؤهم ودواؤهم عبر موانئ المؤسسة وهي المنظمة الدولية المنوط بها رفع مثل هذا الاعتداء و رفع الضرر على مؤسسة موانئ البحر الأحمر اليمنية.