قالت الباحثة والمعارضة السعودية، مضاوي الرشيد إن الغموض ما زال يكتنف اختفاء سعود القحطاني، أحد أهم أعوان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الرجل الذي يقال إنه ضالع في جريمة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في إسطنبول قبل أحد عشر شهرا.
وأكدت الرشيد في مقال لها على موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، أن القحطاني منذ أن طرد من منصبه بعد جريمة مقتل خاشقجي مباشرة لم يظهر على الملأ، كما أنه لم تظهر له أي مدونات في مواقع التواصل الاجتماعي، رغم أنه كان قبل ذلك معروفا بمشاركاته الكثيرة.
وتقول إنه حتى الآن لم يتسن تأكيد ما ورد في سلسلة تغريدات إياد البغدادي، الفلسطيني المعروف بانتقاده للنظام السعودي، حول تعرض القحطاني للقتل سمّا من قبل طرف ثالث، ولكن في الوقت ذاته لم يصدر لا عن القحطاني ولا عن النظام السعودي تصريح يؤكد أنه ما زال على قيد الحياة، أو أنه فعلا قد قضى نحبه.
وحسب الرشيد، فإنه في غياب دليل قاطع على أن القحطاني ما زال على قيد الحياة، أو ربما في حالة من التخفي، لا يمكننا افتراض أن ما ورد في تغريدات البغدادي مجرد افتراء، أو أنه يجافي ما هو وارد وممكن.
وترى الرشيد أن لدى محمد بن سلمان عددا من الأسباب التي تدعوه إلى إخفاء القحطاني من على وجه المعمورة، وذلك أن اسمه لم يقترن فقط بفضيحة جريمة قتل جمال خاشقجي، بل وبعدد من الدسائس الأخرى التي لا تقل قبحا ولا جرما.
وقد ورد اسم القحطاني في عدة تقارير، كأحد العقول المدبرة لجريمة القتل التي ارتكبت في إسطنبول، بما في ذلك في تحقيق الأمم المتحدة الذي ترأسته خبيرة حقوق الإنسان أغنيس كالامارد، في شهر حزيران/ يونيو 2019. كما كان اسمه واحدا من أوائل الأسماء التي حظر على أصحابها دخول الولايات المتحدة وبريطانيا وعدد من البلدان الأوروبية الأخرى.
وتتهم الرشيد ولي العهد السعودي بأنه ما زال عازما على إسكات جميع منتقديه، وعاكفا على تشجيع الخطاب القومي المتطرف، وتشكيل فرق الموت، التي برز دورها في إشاعة الرعب داخل المملكة العربية السعودية. ولقد رسمت فرق الموت ونفذت عمليات قتل واختراق وتخويف للمنتقدين والمعارضين داخل البلاد وخارجها؛ بحجة حماية الوطن والدفاع عنه.
وختمت الرشيد مقالها بالقول إنه إذا ما ثبت فعلا أن القحطاني لقي حتفه بالسم، فسوف تبرز المزيد من الأسئلة حول دور محمد بن سلمان في جريمة قتل خاشقجي. وذلك أن تسميم واحد من أقرب الأعوان يشبه اختفاء جثة خاشقجي بعد ارتكاب جريمة القتل.