منير الشامي
عمليات القوة الصاروخية والطيران المسير يوم أمس تؤكد أن قيادتنا قد قررت الدخول في مرحلة جديدة من مراحل معركة النفس الطويل وعلى ما يبدو أنها مرحلة متقدمة، وتسير في اتجاه مرحلة دق العظم.
فتصاعد هذه العمليات الهجومية وتوسعها بهذا الشكل واستهداف مطار أبها ثم قاعدة خميس مشيط ثم صاروخ نكال الذي أطلق على تجمعات الجيش السعودي ومرتزقته قبالة السديس وتلاها أكبر عملية هجومية للقوة الصاروخية على هدف واحد هو مطار نجران يؤكد ذلك وهو في ذات الوقت يعكس جوانب هامة أخرى لعل أبرزها الدلالة على أن اليمن أصبح يملك مخزوناً استراتيجياً من هذه الأسلحة ، وعلى توسع إنتاجها ، وزيادة الطاقة الإنتاجية لها.
توقيت هذه الهجمات وتوسعها ونجاحها في إصابة أهدافها بدقة متناهية ، وتحديد تلك الأهداف من قبل الناطق الرسمي لوزارة الدفاع ، والآثار التي تمخضت عنها تلك العمليات من توقيف الملاحة تماما نتيجة لنجاح كل عملية بقصف أهدافها العسكرية يدل على نجاح العمل الاستخباراتي لجيشنا ولجاننا الشعبية وعلى دقة المعلومات العسكرية ، وكل ذلك يشير إلى نجاح الاستخبارات العسكرية في اختراق العدو من خلال مصادر مؤكدة وهذا لحاله يعد انتصارا بحد ذاته ، وهو ما يعكس تنامي القدرات اليمنية طرديا مع مرور الزمن .
هذه العمليات أيضا تمخضت عن نتائج كارثية ومتعددة على النظام السعودي، حاضرا وعلى المدى المتوسط والمدى طويل الأجل سواء اعترف بها النظام السعودي أم لم يعترف وحتى لو كذبها فذلك لن يقلل من حجم النتائج المترتبة عليها.
وستنعكس آثارها المختلفة على مختلف جوانب النظام عسكريا واقتصاديا وماديا واجتماعيا ومخابراتيا.
الناطق الرسمي وبعد تصريحه عن كل عملية يؤكد دوما أن هذه العمليات تأتي في إطار الرد المشروع على استمرار العدوان وأن هذه العمليات ستتوسع أكثر فأكثر في ظل استمرار العدوان وهذا التأكيد إنما يأتي تجسيدا لرسالة السيد القائد ابو جبريل سلام الله عليه لنظام آل سعود وتحذيره ونصحه لهم قبل تنفيذ هذه العمليات وقبل غيرها ودعوته المستمرة أن يأخذوا العبرة من عملية التاسع من رمضان وتنبيهه بشكل مستمر بأنهم اصبحوا الخاسر الوحيد في استمرار العدوان وهذه حقيقة ثابتة ومعلومة.
هذا بطبيعة الحال يعني أن السيد القائد ما زال حليما في تعامله معهم ولا زال باسطا يده للسلام المشرف والعادل وما زال حريصا عليهم للخروج بهم من المستنقع الذي يزدادون غرقا فيه مع مرور كل يوم من أيام العدوان.
من جانب آخر فإن استمرار هذه العمليات وتوسعها على هذه الوتيرة وتنوع أهدافها سيؤدي إلى تدمير الاقتصاد السعودي وهو ما أثبته التراجع المستمر والانخفاض في مؤاشرات البورصة السعودية وأسهمها رغم أن أهم الأهداف التي تمثل ركائز الاقتصاد السعودي لم يتم استهدافها حتى الآن .
عملية الأمس التي نفذها الطيران المسير بطائرات صماد ? في الرياض بقصف هدف حيوي لم يكشف عنه تشير إلى أن هذا الهدف هو هدف استراتيجي وعدم الكشف عن ماهية هذا الهدف إنما هو رسالة للنظام السعودي لمراجعة نفسه وإعادة حساباته وإقرار مصلحته بإيقاف العدوان والعدول الى طاولة المفاوضات وتأكيد له أن لا سلام سيتحقق في ظل استمرار العدوان.
وخلاصة القول يبدو أن هذه العمليات ستتضاعف تدرجيا وتتزايد يوما عن يوم حتى الوصول إلى نقطة اللاعودة إن ظل هذا النظام يكابر ويتغابى عن الحقائق التي تفرضها المجريات ويتصنع مظاهر القوة الكاذبة خوفا من مرارة الفضيحة ، وهذا يدل على حماقته وغبائه لأنه لو كان نظاما حكيما لعلم أن مرارة الفضيحة خير من كارثة السقوط .