محمد عبدالؤمن الشامي
استكمالاً لمشروع بناء الدولة والتصدي للعدوان وفاء للشهيد صالح الصماد الذي أطلقه شعار “يد تحمي ويد تبني” جاءت الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة والتي صدر بها قرار من رئيس المجلس السياسي الأعلى، 12 محوراً للتعاطي مع 39 تحديا تواجه اليمن وتحقيق 175 هدفا استراتيجيا على مدى ثلاث مراحل زمنية حتى عام 2030م من أجل دولة يمنية حديثة، ديمقراطية مستقرة وموحدة ذات مؤسسات قوية تقوم على تحقيق العدالة والتنمية والعيش الكريم للمواطنين وتحمي الوطن واستقلاله وتنشد السلام والتعاون المتكافئ مع دول العالم، والذي نود طرحه هنا هو احد مكونات الرؤية الوطنية لبناء الدولة المدنية الحديثة، وهو محور الابتكار والإبداع والمعرفة والبحث العلمي الذي يجب أن تدرك الحكومة وأبناء الوطن أن بناء مجتمع الإبداع والابتكار ضرورة ملحة؛ وذلك من أجل مواكبة التحول نحو اقتصاد المعرفة، وتحقيق أهداف التنمية الشاملة والمستدامة، ولهذا جاء محور الابتكار والإبداع والمعرفة والبحث العلمي ضمن مكونات الرؤية الوطنية لبناء الدولة المدنية الحديثة من اجل التشجيع على الابتكار والإبداع، الذي يهدف إلى توسيع فرص المجتمع في الوصول للمعرفة وإنشاء منظومة وطنية للإبداع والابتكار وتطوير تشريعات حماية الملكية الفكرية وتشجيع الإنتاج المعرفي اليمني ونشره محلياً وخارجياً ورفع مساهمة اقتصاد المعرفة في الناتج القومي الإجمالي وتطوير منظومة وطنية لإدارة المحتوى الرقمي الوطني ورفع عدد براءات الاختراع المسجلة محلياً ودولياً وتشجيع استخدام التكنولوجيا الحديثة في المجتمع.
إن اهتمام الرؤية الوطنية ببناء مجتمع الابتكار والإبداع أصبح واقعاً ملموساً بدأت تظهر ثماره الإيجابية في وزارة الصناعة والتجارة، وذلك من خلال المسابقة الوطنية لرواد المشاريع الابتكارية التي أقامتها وتبنتها وزارة الصناعة والتجارة خلال الفترة ابريل – يونيو 2019م، التي هدفت الى تشجيع المبتكرين على الابتكار وتطوير روح المبادرة الخاصة بهم، وذلك عن طريق اعطائهم الفرصة لتطبيق الابتكارات وانشاء المشاريع الخاصة بهم، بالإضافة الى حماية ابتكاراتهم عن طريق تسجيلها وحفظها ومساعدتهم على تسجيلها في المراكز الدولية والإقليمية، نشر ثقافة الابداع والابتكار في المجتمع وخاصة بين قطاعات الشباب لبدء تنفيذ ابتكاراتهم و مشاريعهم الصناعية نحو ثورة صناعية في التنمية الصناعية وتحقيق افضل المستويات، تنفيذاً للمرحلة الأولى في إطار الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة مرحلة الصمود والتعافي 2019 -2020م.حيث حددت الوزارة جملة من الأولويات لتنفيذها في إطار الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة وترجمتها إلى واقع ملموس.
لذلك جاء الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة لاستنهاض الهمم والإرادات ولذلك قد حان الوقت فعلاً ليجد الشعب اليمني حلولاً للتحديات والمؤامرات والمخططات التي يواجهها بطريقة ممنهجة ومقصودة الهدف منها تركيع اليمن قيادة وشعبنا، من قبل دول العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي، ولن يكون ذلك ممكناً إلا باعتماد وثيقة الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة وآليتها التنفيذية وترجمتها على الواقع والاستفادة من الإمكانات الهائلة من الموارد البشرية المؤهلة، والاستثمار الجيد للعنصر البشري، الذي يعد محورا أساسيا في حفز الهمم للإبداع والابتكار وفي بناء الصناعات وتطويرها ومساهما أساسيا في دخول عالم الاقتصاد المبني على المعرفة.