محمد الوجيه
الثورة/استهداف العمق السعودي ليس بجديد ولا حدث مفاجئ، انه مسلسل يومي أبطاله رجالات من الجيش اليمني واللجان الشعبية، يعلمون العالم دروساً في المقاومة والدفاع عن الأرض والعرض والسيادة الوطنية.
اليمانيون من صنعوا التاريخ القديم، هم اليوم يجددون صناعة هذا التاريخ، يكتبونه بدمائهم الطاهرة، ويوثقونه بصواريخ وطائرات تحط حمولتها على مملكة الرمال شمالاً وجنوبياً شرقاً وغربا.
إن الضربات النوعية اليمنية ترسل العديد من الرسائل لقوى العدوان، ومثلما هذه الضربات تؤلم العدو، فهي تؤكد على أن من صنع ومن اتخذ القرار ومن أطلق الضربات هو اليمن ولا أحد غيره، بينما السعودي – الإماراتي الذي يتحدث دائماً بأن عدوانه على اليمن لأجل منع التمدد الإيراني، ها هم اليوم يبعثون بالوفود، ويرسلون بالبرقيات للإيراني سراً وعلانية.
خلال الأيام القليلة الماضية أعلن العميد يحيى سريع المتحدث الرسمي للقوات المسلحة اليمنية عن العديد من الضربات التي نفذتها القوة الصاروخية اليمنية مع وحدة الطيران المسير، والتي استهدفت العديد من الأهداف العسكرية والحيوية الهامة، كان من ضمن هذه العمليات النوعية ضرب هدف عسكري هام في منطقة الدمام شرق السعودية والتي تبعد عن الحدود اليمنية قرابة 1300كم، العملية النوعية نُفذت بصاروخ باليستي متطور بعيد المدى، نوع بركان3 في تجربة جديدة وعملية للقوة الصاروخية اليمنية، وهذا يعني أن القوات اليمنية قادرة على استهداف البحرين المجاورة للدمام، ثم استهداف وسط السعودية بما فيه العاصمة الرياض وما بعد الرياض، علاوة على استهداف الإمارات التي تقع تحت الدمام جغرافيا.
إن كشف النقاب عن الجيل الثالث من منظومة «بركان» الصاروخية البالستية بعيدة المدى القادرة على ضرب أهداف عسكرية وحيوية ستجعل النظام السعودي في مأزق، خصوصاً وان وعود القيادة الثورية والسياسية والعسكرية اليمنية مع بداية العام الخامس للعدوان والحصار على اليمن نُفذت على أرض الواقع، وهذا ما جعل النظام السعودي يعترف بالهزيمة، ويعقد مؤتمرات خليجية وعربية وإسلامية، ويقيم معارض لحطام الصواريخ والطائرات المسيرة اليمنية.
بحسب بيان العميد يحيى سريع فإن الصاروخ الباليستي بركان3 الذي ضرب الدمام قد خضع لعمليات تجريبية ناجحة، وعمليات تطوير تقنية لتجاوز المنظومة الاعتراضية لدى العدو، مؤكداً بأن الصاروخ مصنع بأيادٍ يمنية وتم تطويره بتكنولوجيا حديثة وبقواعد ثابتة ومتحركة، وهذا يكشف فشل منظومة الدفاع الجوية السعودية التي أنفقت عليها مليارات الدولارات من مال وقوت الشعب المظلوم في مملكة بني سعود، علاوة على ذلك فإن هذه العمليات النوعية التي ينفذها الجيش اليمني واللجان الشعبية ترعب الأمريكي الذي يدرك تمام الإدراك بأن الحرب اليوم هي حرب عقول، وإن هزيمة النظام السعودي واختراق منظوماته الدفاعية هي هزيمة للأمريكي بالأساس الذي توعد بحماية السعودية مقابل مئات المليارات من الدولارات.
ما يميز هذه العملية عن العمليات السابقة لإطلاق الصواريخ على مختلف المواقع في السعودية أثناء العدوان السعودي على اليمن، هو أنه تم إطلاق صاروخ لمثل هذه المسافة البعيدة لأول مرة، حيث كانت الرياض وينبع الصناعية في وقت سابق أبعد ما وصلت إليه الصواريخ اليمنية، بالإضافة الى أن استهداف الدمام له رمزية كبيرة وهو استهداف مدينة مرتبطة بصناعة النفط، حيث يوجد مقر أرامكو العملاقة، وهذه هي المرة الثانية التي تستهدف فيها الصناعة النفطية بعد ضرب مضخات النفط وخطوط الأنابيب التي تنقل النفط من شرق البلاد الى ميناء ينبع في الشاطئ الغربي للبلاد.
الدمام تعد عاصمة المناطق النفطية في شرق السعودية وبإطلالتها على مياه الخليج تعد أبرز الموانئ الحيوية، ويوجد في الدمام اهم وأكبر ثلاث مدن صناعية على مستوى المملكة، حيث يبلغ عدد المصانع المنتجة في هذه المدن الثلاث أكثر من 260 مصنعاً، بالإضافة الى 160 مصنعاً تحت الإنشاء.
خلاصة القول؛ هذه الضربات النوعية تؤكد لقوى العدوان انه لا مكان آمن لكم وإن اليد اليمنية ستطال أي نقطة في السعودية والإمارات، وإن الخطوات التصعيدية ستتطور أكثر فأكثر إن لم يتوقف العدوان ويُرفع الحصار عن الشعب اليمني.