بقلم: 26 سبتمبر
إعلان دويلة الإمارات سحب قواتها أو إعادة تموضعها في اليمن واعتمادها على التشكيلات المليشوية للمرتزقة التابعين لها للإبقاء على مصالحها في المحافظات اليمنية المحتلة وتبريرها, هذا الإعلان بأنه يأتي كانتقال توجهها من أجل السلام لا يعني بأي حال من الأحوال خروجاً من تحالف الحرب العدوانية الأمريكية السعودية البريطانية الصهيونية على الشعب اليمني وتبرير ما أعلنته بتوجهها نحو «السلام» يعيدنا إلى إعلان السعودية الانتقال من «عاصفة حزمها» إلى «إعادة الأمل» في بداية العدوان على الشعب اليمني, وكانت تعني تحقيق آمالها التي عجزت كما تصورت تحقيقه في الأسابيع الأولى, وهي آمال لم تحقق طوال خمس سنوات, خلالها حصدت أمام إيمان وصمود وتصدي الشعب اليمني الأسطوري الهزائم العسكرية والسياسية والاقتصادية والأخلاقية..
في هذا المنحى علينا أن نأخذ بالاعتبار الفارق الزمني بين «أمل» هذا التحالف الإقليمي والدولي المعلن لنظام بني سعود «وسلام» دويلة أولاد زايد, وما حققه الشعب اليمني وفي طليعته أبطاله الميامين في الجيش واللجان الشعبية وكيف استطاع هذا الشعب الحضاري العريق أن يحول استضعافه من قبل أعدائه إلى قوة تفرض قواعد اشتباك وقوة ردع وتوازن استراتيجي خلال هذه السنوات, والتي أسهمت في إفشال مخططات مشاريع التقسيم والتفتيت والهيمنة لا على اليمن, بل ودول المنطقة والأمة كلها وآخرها ما سمي بـ»صفقة القرن»..
من هذا كله نأتي إلى حقيقة أن السلام والأمل لن يصنعه إلا إيمان شعبنا وإرادته في بلوغ الانتصار الاستراتيجي النهائي على تحالف الإجرام السعودي الإماراتي الأمريكي الصهيوني..
في المحصلة لا يمكن فصل تزامن إعلان الإمارات «انسحابها» من اليمن ودعوة الولايات المتحدة إلى تشكيل تحالف لحماية التجارة الدولية في الممرات المائية العابرة لمضيق باب المندب وهرمز الذي يكشف ترابطاً بين ادعاء دويلة الإمارات ودعوة الدولة العظمى الذي يخلص بنا إلى واحد من أهم الاستنتاجات وهي أن الحرب العدوانية الوحشية القذرة على اليمن حرب أمريكية صهيونية غربية, وان النظام السعودي والإماراتي ومن انخرط في حلفهم ليسوا إلا أدوات تتوهم أنها تحقق أطماعها في اليمن خلال الدور الذي تقوم به..
في هذا السياق يمكن الإشارة إلى أن إعلان أمريكا إرسال قوات إلى السعودية ومحاولة تشكيل الحلف الجديد قد أعاد بعض الأمل والثقة للنظام السعودي الإرهابي الذي عبرت غاراته الهستيرية على العاصمة صنعاء يوم أمس..
هكذا بعد هذه السنوات من حرب الإبادة على الشعب اليمني يتراجع الوكيل الإماراتي لصالح حضور الأصيل الأمريكي البريطاني الإسرائيلي في تلازم صاحبه الفشل من اجتماع وارسو إلى اجتماع ورشة المنامة إلى الاجتماع للتحالف الجديد الذي دعت إليه الولايات المتحدة التي تسعى من خلاله لشرعنة سيطرتها على الممرات المائية في مياه البحر الأحمر والخليج والذي أيضاً تستضيفه «مملكة البحرين» كونها الفم الذي تأكل به مملكة بني سعود ثوم التطبيع العفن مع الكيان الصهيوني, مقدمة قضية العرب والمسلمين المركزية فلسطين أضحية لبقاء عرشها المترنح بسبب تورطها في مؤامرة تدمير الأمة وتفتيتها إلى كيانات ضعيفة ليسهل تمرير صفقة القرن التي لن تمر, وسيكون عرش بني سعود مصيره السقوط والزوال..
خلاصة القول إن مشروع التحالف العسكري الذي يسعى إليه العدوان الأمريكي وحلفاؤه من دول الاستعمار القديم وإسرائيل مصيره الفشل, وأن القوى المدافعة عن سيادة ووحدة واستقلال دول وشعوب هذه المنطقة هي المنتصرة مهما تعددت المؤامرات, وتنوعت السيناريوهات وانتصار الشعب اليمني سيشكل العمود الفقري في معادلات النصر القادم لحاضر ومستقبل شعوب هذه المنطقة الصابرة الصامدة المنتصرة.