توفيق الشرعبي
بعد مايقارب الخمس سنوات من عدوان التحالف الامريكي السعودي الاماراتي البريطاني الصهيوني على اليمن نجد السعودية غارقة حتى النخاع في ورطة هذا العدوان الحاقد والبشع على الشعب اليمني ولاخيار أمامها إلا الاستجابة لدعوة السلام اليمنية المعلنة منذ اول يوم للعدوان والمتمثلة في وقف تدميرها لليمن وقتل ابنائه ورفع الحصار عنه والجلوس لتفاوض ندي يضمن سلاما يقوم على احترام السيادة وعدم التدخل في الشئون الداخلية..
ولأن النظام السعودي بطبعه الأحمق والاستعلائي في نظرته للشعب اليمني تأخذه العزة بالإثم ويعتبر ان السلام العادل والشامل يعني بالنسبة له هزيمة من شعب مفقر لاينبغي له ان ينتصر حتى للسلام.
تحالف السعودية- المسمى زوراً عربيا- المعتدي على اليمن وصل تآكله الى إعلان الحليف الخليجي الأوثق- ونعني الإمارات – الانسحاب منه ليجد ابن سلمان نفسه أمام الاستنجاد بترامب الذي وجد في هذا الاستنجاد مشروع “حلْب” جديد للمال النفطي الذي هو على حساب شعب الحجاز ونجد..!!
وهنا لا نستبعد أن إعلان الحليف الاماراتي انسحابه جاء بطلب امريكي لحشر بن سلمان الطامح للعرش في زاوية المقامرة بكل ماتملكه مملكته في سبيل تحقيق طموحه..!
هذا كله يوصلنا الى توقيع صفقة حماية امريكية للنظام السعودي من ضربات أبطال اليمن الميامين المدافعين عن سيادة ووحدة واستقرار وطنهم من كل اشكال الهيمنة الخارجية وعلى وجه الخصوص الوصاية السعودية..
طليعة قوات ترامب الامريكية تصل الى قاعدة الامير سلطان لتولي بصورة مباشرة قيادة استمرار العدوان على اليمن وستلحقها منظومة “الثاد” الصاروخية التي دفعت السعودية ثمن بطارياتها الأولى أكثر من مليار ونصف دولار -حسب ماأعلنته وسائل الاعلام- لمواجهة سلاح الصواريخ والطائرات المسيرة اليمنية التي باتت تقض مضاجع النظام السعودي وحلفائه الامريكان والبريطانيين والصهاينة..
والخشية في أوساط صناع القرار في الولايات المتحدة ان يُفشِل اليمانيون فخر الصناعة الامريكية الدفاعية الجوية الاعتراضية منظومة” الثاد” كما افشلوا قبلها منظومة” الباتريوت” وهذه وحدها ستشكل فضيحة للسلاح الامريكي والأكثر من ذلك التداعيات السياسية والاقتصادية والعسكرية على المجمع الصناعي العسكري الامريكي..!
بالطبع الوجود العسكري الامريكي القيادي في الحرب العدوانية الاجرامية على الشعب اليمني ليس هو الجديد بل تسليم مصير السعودية الكلي الى الامريكي هو الجديد إذا ما ربطنا ذلك بالتحالف الدولي الذي تسعى الولايات المتحدة الى تشكيله عبثاً لتأمين الممرات المائية في جنوب البحر الاحمر والخليج بحجة حماية مرور التجارة الدولية في مضيقي باب المندب وهرمز بادعاء التهديد الايراني لها ،في حين ان العالم كله يعرف أن الخطر الحقيقي على أمن المنطقة والاستقرار العالمي هي الولايات المتحدة الامريكية التي تسعى لفرض سيطرتها الجيوسياسية على الموقع الاستراتيجي للشرق الاوسط من أجل هيمنة نظام دولي أحادي القطب.!!