العميد-عزيز راشد
إذا كانت الحرب الفيتنامية الأمريكية سميت بحرب البراغيث فإن اليمن اليوم في العام الخامس من المواجهة ضد تحالف العدوان ينتقل من أحادية الضربات المسيرة إلى حرب الجراد المنتشر.
أي أن الطائرات المسيرة التي امتلك تكنولوجيتها الجيش اليمني من خلال البحث العلمي العسكري وتوصيات وتوجيهات قيادة الثورة على ضرورة العمل الجاد في البحث عن الوسائل المتاحة في التصنيع الحربي لما له من اثر ملموس على تغيير قواعد الاشتباك وخلق توازن في الرعب الذي يمثل استراتيجية ضاغطة في المعادلة العسكرية لفرض حلول السلام من خلال امتلاك مزيد من القوة العسكرية اللازمة.
التي باتت تؤرق تحالف العدوان وتسبب له حرجا سياسيا وإعلامياً وانتكاسة عسكريه مدوية مع فشل أنظمة الدفاعات الجوية السعودية أمام القدرات المتصاعدة للجيش اليمني التي أجبرتهم حتى على تغيير اللهجة الإعلامية التظليلية وبدأ يعترف بوصول الطائرات المسيرة إلى أماكن عسكرية مؤلمة وحساسة كان يتبجح بوجودها كقوة ضاربة لا يستطيع أحداً الوصول إليها ولم يكن يتخيل وصولنا إليها.
وباعتبار الطيران المسير سلاحاً أقل كلفة من الطائرات الحربية والصواريخ فبالإمكان استخدام أسراب من الطائرات المسيرة كعملية التاسع من رمضان 1440التي تم استخدام سبع طائرات مسيرة في مكان وزمان معين على هدف حيوي وهام ومؤلم.
وما هو أشد ألما عندما تتوسع العمليات إلى أسراب من الطيران المسير على أهداف مؤلمة كأسراب الجراد المنتشر وخصوصا مع نجاح هذه التكنولوجيا المتصاعدة في المدى والأثر العملي والقدرة على تشتيت الرادارات وخداعها وتخطي أنظمة الدفاع الجوي السعودي فإنها اليوم أثرت على تحالف العدوان الذي بدأ يتفكك من خلال مغادرة عدد من دول التحالف نتيجة الفشل وعدم سرعة الحسم للعام الخامس مع الاندفاع بكل ثقلهم العسكري والمالي والسياسي والإعلامي وهو ما سيشكل سمعة سيئة وعار تاريخي يلاحقهم إلى أبعد مدى في سجل الهالكين..
ومع امتلاكنا أسلحه استراتيجية متصاعدة في الردع والتأثير والتدمير والمدى حتما هو كفيل بالوصول إلى النصر بإذن الله تعالى.
ومن هذا المنطلق: فإن القاعدة العسكرية التي ننطلق منها قائمة على ثلاث عوامل رئيسية التي يجب أن يتمتع بها أي جيش في العالم في أي مواجهة عسكرية وهي :-
أولاً: الذاكرة الإستراتيجية لتقدير الموقف والاستفادة من تاريخ الحروب واتخاذ كافة الخيارات الممكنة.
ثانيا: الاستفادة من جغرافية القتال وكيفية إغراق الخصم فيها.
ثالثا: الأخلاق العسكرية في كيفية استخدام الأسلحة نحو الأهداف العسكرية والاقتصادية.
وهذا ما نجيده على أرض المعركة وما تفتقده دول تحالف العدوان .
وعليه نؤكد للعدوان وهو يدرك ويعلم ذلك بأن لا حل في استمرارية العدوان وخصوصا بأن مرحلة النصر والحسم من الناحية الإستراتيجية العسكرية قد تعدى وقتها وزمانها ونحن اليوم في العام الخامس ولا يعتبر نصرا عسكريا بعد هذه المدة الطويلة حتى وإن حدث ذلك لأن فارق الإمكانيات بحجم تحالف دولي امام شعب محاصر دوليا وعربيا وإسلاميا يعتبر معجزة بالنسبة للمقاييس المادية والعسكرية.
وبالنسبة لنا كقيادة وجيش ولجان شعبية بأنه نصر إلهي وتأييد رباني نسلم ونقر بذلك استنادا إلى آيات قرآنية عديدة أهمها من حيث الجمع قولة سبحانه وتعالى (أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُّنتَصِرٌ سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ) صدق الله العلي العظيم
وعليه نكرر وننصح النظام السعودي بأن مرحلة النصر أو الهزيمة لنا قد ولت واندثرت ولا يوجد أمامه سوى أمرين فقط للخروج من هذا المأزق
1 – إما هزيمة أحد الأطراف وهذا أمر مستحيل.
2 – أو قناعة الطرفين بعدم جدوائية القتال والبحث عن طرف ثالث ضامن للحقوق وتنفيذ الاتفاق ووقف إطلاق النار واحترام الالتزامات والتعهدات وعدم العدوان على شعبنا.
فإن لم يسمع لهذه النصيحة فليترقب الهزيمة .
* الخبير العسكري والاستراتيجي
شاهد أيضاً
الهيئة العامة للزكاة تدشن مشروع السلال الغذائية النقدية لـ 6 آلاف جريح بقيمة 150 مليون
المستقبل نت: دشنت الهيئة العامة للزكاة الخميس بصنعاء، بالتنسيق مع مؤسسة الجرحى، مشروع توزيع السلال ...