بقلم/ عقيد/جمال محمد القيز
من صحراء الاجاشر في محافظة الجوف المحافظة الملتهبة مواجهة وصراعاً وقتالاً.. ومروراً بمحور البقع.. ووصولاً الى اختراقه جبهة الحدود الى جيزان ونجران وحتى مشارف مدينة الخوبة، في خاصرة العدو السعودي.. جاء تحرك القائد العسكري الشجاع والقائد الوطني اللواء الركن محمد ناصر العاطفي وزير الدفاع وحملت حركته هذه اقسى رسالة عسكرية لقوى العدوان، وكشفت لكل المراقبين العسكريين الذين يرصدون معطيات المواجهة المسلحة والثبات والصمود الاسطوري لأبطال الجيش واللجان الشعبية.. وقد تأكد لهم بالملموس ان لدى الجيش اليمني، ولدى قيادته العسكرية الكثير من القدرات التي لم تستخدم بعد، ولكن هناك استعداداً لدخول معادلات جديدة في تاريخ هذه المواجهة المفصلية في هذه المنطقة الحساسة التي تهافتت اليها قوى احتلالية اقليمية وقوى نفوذ دولية استعمارية، اتبعت اسلوباً جديداً في انماط استعمارية جديدة تعتمد جيلاً رابعاً في الحروب القذرة.. وللأمانة يأتي تحرك وزير الدفاع ليؤكد على قضايا اساسية غاية في الاهمية اولى واهم هذه القضايا ان الأرادة الوطنية لم تنكسر ولن يقبل الشعب وقواته المسلحة وقواه الوطنية ان تنكسر، وأولى خيارات المدافعين عن صنعاء واليمن في هذه المرحلة هي الانتصار مهما بلغ حجم التضحيات..
وثاني القضايا هي ايصال رسالة قوية وشديدة الوضوح إلى قيادة العدوان والى من تحالف معهم والي من يكابر من قوى النفوذ الدولي أن معادلة المواجهة والتصدي قابلة للتعبير لصالح الرجال المدافعين عن صنعاء وعن خيارات اليمن الواحد الذي لن يقبل بانصاف الحلول، ولن يتقبل البتة الرضوخ والانبطاح كما يتوهم قادة العدوان وراسمو خارطة الصراعات والعدوان..
أما ثالث هذه القضايا ان اليمن الكبرى بامتدادها التاريخي قابل للتحقيق طالما امتلكت رجالاً اشداء ومقاتلين شجعان، ومجاهدين صادقين.. وها هي مناطق نجران تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك، مقدمة على مرحلة انهيارات مؤكدة، وتحت السيطرة النارية وقواتهم لا حول لها ولا قوة وهي تتلقى الضربات تلو الضربات وافرادهم وضباطهم ومرتزقتهم يلوذون بالفرار المخزي امام المقاتل والمجاهد اليمني المسلح بالإيمان وبما تيسر من سلاح خفيف ومتوسط.. فلا استطاعت الإبرامز، على البقاء امام طوفان المقاتل اليمني الشجاع، ولا تمكنت البرادلي وغيرها من السيارات والمدرعة ان تنجو من ايدي مقاتلينا الابطال..
ولا تمكنت الاباتشي ان تمنع الهجمات المتوالية للابطال البواسل الذين اذاقوا قواتهم الويل والثبور، وجرعتهم مرارات الهزائم المتتالية طوال الاعوام الاربعة التي مضت من تاريخ هذه المواجهة التاريخية.
نعود الى طبيعة التحرك الذي قام به وزير الدفاع الذي جاء ليعطي العدوان وراسمي خطواته العدوانية، لمحة موجزة عن حقيقة اليماني الصلب الذي هو عصي على الانكسار، وعصي على التطويع وليقول للجميع عاد المراحل طوال، ومعركة النفس الطويل لم تنته بعد وان امام المعتدين عقد واكثر وفي ختام المطاف لن يجنوا غير الخسران، والمزيد من الخسائر والمزيد من الارباك والفوضى لصفوفهم وسيكون عليهم ان يفقدوا عروشهم لانهم سيكونون امام اكثر من استحقاق ومن تحد سيعصف بهم..
والايام بيننا فلينتظروا إنا صامدون ومنتظرون.