2024/11/27 11:41:33 صباحًا
الرئيسية >> تيارات >> الفشل الثلاثي .. وانتصار اليمن

الفشل الثلاثي .. وانتصار اليمن

محمد الوجيه

صدق الشاعر العراقي الكبير مظفر النواب عندما وصف حال القمم العربية بقوله: «قمم قمم قمم.. معزى على غنم، جلالة الكبش، على سمو نعجة، على حمار بالقدم، وتبدأ الجلسة .. لا .. ولن .. ولم، وتنتهي فدا خصاكم سيدي، والدفع كم ؟!»
إلى أن قال في نهاية القصيدة «قمم، معزى على غنم، مضرطة لها نغم، تنعقد القمة، لا تنعقد القمة، لا تنعقدُ القمة، أي تفو على أول من فيها، إلى آخر من فيها، من الملوك .. والشيوخ .. والخدم»..
فبعد أربع سنوات من العدوان على اليمن بقيادة السعودية وبأوامر أمريكية صهيونية، أصبحت المملكة السعودية متخبطة وتواري فشلها بفشل أكبر، حيث دعت اليومين الماضيين لثلاث قمم خليجية وعربية وإسلامية، وكل هذا لأجل تحشيد العالم ضد اليمن الذي يتكالب عليه معظم دول العالم منذ مارس 2015، وحديث السعودية عن انتصارها على المليشيات الحوثية تبخر، وأصبحت تستنجد بالعالم، بل تشكي وتبكي من الوجع اليماني بعد سنوات أربع من عدوانها الوحشي والبربري.
كان النظام السعودي وإعلامه الهش رغم تعدد وسائله يتحدث عن انتصارات كبيرة، وأن بإمكانه الإجهاز والقضاء على اليمن خلال أيام أو أسابيع إن طالت المدة، وإن الجمع سيُهزم ويولون الدبر. لكن على أرض الواقع الأمر مختلف تماماً، فالسعودية التي كانت تصف نفسها بالدولة العظمى أصبحت تقيم عزاء (مأتماً وعويلاً) لصواريخ اليمن وطائراته المسيّرة التي أقضّت مضجع النظام السعودي وهزت أركانه، وبات يبحث عن مخرج لهذه الورطة وإنزاله من أعلى الشجرة.
السعودية اليوم بعد الوجع اليماني تستنجد بالعالم الإسلامي الذي عملت خلال سنوات طوال على تمزيقه ونشر الخلافات والصراع فيه، وإغراقه في بحور من الدماء من خلال أداتها الوهابية التكفيرية الداعشية، وتستنجد بالمكان «مكة المكرمة» الذين هم أبعد ايماناً وتواصلاً وروحية عنها، فهذا النظام السعودي الوهابي التكفيري هو من هدم بيت الرسول الكريم محمد، وبيوت أمهات المؤمنين، وبيوت صحابة الرسول الكريم وأهل بيته الطيبين الطاهرين، وحولها الى حمامات عامة، ثم يطلب اليوم النصر ويتوسل من هذا المكان الشريف، ويعلّق بيانات القمم على أستار الكعبة كما كان يعلّق الشعراء معلقاتهم أيام الجاهلية.
في مقابلات وحوارات كثر لولي العهد السعودي الصبي محمد بن سلمان، قال بأن السعودية اليوم دولة عظمى، وإن بإمكانها القضاء على اليمن واحتلاله خلال ساعات، لكنه لو فعل ذلك سيكون العزاء في كل بيت سعودي. هذا الكلام الصادر من وزير دفاع وقائد مباشر لهذا العدوان هو إعلان للهزيمة بعينها، لكن بن سلمان جرائمه أعمته عن إظهار نفسه مظهر القوي والقائد، فبعد إعلانه هذه الهزيمة ها هو اليوم مجدداً يعلن الفشل والهزيمة من خلال إقامته معرضاً للصواريخ والطائرات والمدافع اليمنية ويعرضها للمشاركين في القمم الثلاث في موقف هو أقرب للذل والخذلان والهزيمة النكراء.
الحاضرون يدركون مدى ورطة السعودية، ولكنهم أصبحوا يتعلمون من الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بأن هذا النظام السعودي «بقرة حلوب» وعليهم حلب هذا النظام إلى أن يجف ضرعه، أما استعطاف السعودية لهم من خلال قولها بأن الحوثيين يستهدفون مكة، فهذا الاستعطاف والاسترحام لا ينطلي على طفل، جميعهم يعلمون ان اليمن يتعرض لعدوان مدمر للبشر والشجر والحجر، وأن من حق اليمن أن يدافع عن نفسه بأي وسيلة كانت، وبأي سلاح يراه مناسباً في الوقت والزمان الذي يريد.
لقد أتى الرد على هذه المهزلة الثلاثية من قبل وزير الدفاع اليمني اللواء الركن محمد ناصر العاطفي الذي أكد على أن الصناعات العسكرية اليمنية تمضي قدماً في إنجازاتها التسليحية والتقنية المتطورة المواكبة لمتطلبات ومقتضيات الدفاع عن سيادة ووحدة واستقلال الجمهورية اليمنية.
وزير الدفاع اليمني يؤكد أن اليمن هو من يطور ويصنّع الصواريخ والطائرات المسيرة المسلحة والهجومية والقذائف، وأن اليمن في المراحل الأخيرة من إعادة جاهزية وتطوير وتصنيع الدفاعات الجوية المختلفة، وهذا لا يحتاج لإثبات بأن لا دخل لإيران أو غيرها بمساعدة اليمن، ولكن السعودي المهزوم يحاول بالهرب إلى شماعة ايران، بحيث يحاول فاشلاً بأن يوحي للعالم أنه يتلقى الضربات من دولة عظمى كإيران وليس من اليمن، لأنه كان يعتبر اليمن فقيرا ضعيفا وحديقته الخلفية وتحت وصايته، فكيف له أن يشب عن الطوق، ويتحرر ويكون سيد قراره بنفسه، ويطور ويصنع الأسلحة، وهذا ما جعل النظام السعودي اليوم في حالة من الذهول والهستيريا.
اليمن اليوم سيذهل المتكبرين والمتغطرسين والمعتدين عليه بالمفاجآت التي لن يتوقعوها على الإطلاق، طالما والعدوان مستمر، وطالما نمتلك قيادة حكيمة ورشيدة يقودها قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي.

اخبار 24

شاهد أيضاً

الفساد.. والإرادة السياسية (7)

أحمد يحيى الديلمي الفساد في مجال القضاء (ب) كان الشهيد المرحوم ابراهيم محمد الحمدي أول ...