توفيق الشرعبي
أيام تفصلنا عن مناسبة العيد الوطني التاسعة والعشرين لإعلان الوحدة اليمنية في ال22 من مايو 90 وخلال هذه السنوات ولاسباب وعوامل متعددة تعرض هذا المنجز الوطني العظيم لاستهدافات داخلية من قوى بات اليوم واضحاً علاقتها المشبوهة بالقوى الخارجية والتي لاتريد لليمن وشعبه أن يقيم دولته الوطنية الديمقراطية المؤسسية الموحدة لحسابات بعضها صحيحة وبعضها خاطئة ومنها ان قيام دولة يمنية موحدة قادرة وعادلة يعني وضع حد للوصاية والتبعية لقوى اقليمية ودولية وفي مقدمة الجميع الشقيقة الكبرى مملكة ابن سعود..!!
وأما الخاطئة فهي أن توحد اليمن ونهوضه واستقراره هو استقرار لمنطقة شبه الجزيرة العربية والخليج واضعافه بالازمات والصراعات والحروب العبثية إضعاف وعدم استقرار للجميع في هذه المنطقة وهذا ما أثبتته وأكدته نتائج تلك السياسة من قبل الجارة السعودية التي أبت إلا ان تكون عدوا تاريخيا للشعب اليمني وهنا لا نحتاج لاعادة الحديث عن جهود النظام السعودي للحيلولة دون اعادة تحقيق الوحدة اليمنية ونجاحها في مراحل سابقة وفي ظل النظام الشطري لتحقيق النهوض في دولتي النظامين..
وتكثفت المؤامرة السعودية عشية توقيع اتفاقية نوفمبر 89 ولولا المتغيرات والتحولات الدولية الكبرى حينها لنجحت في اعاقة نضال اليمنيين وما قدموه من تضحيات في فترات سابقة لتحقيق هذا الحلم.
وما يجري اليوم وبعد أربع سنوات من حرب عدوانية اجرامية قذرة وشاملة يشنها تحالف عدوان تتصدره السعودية العدو التاريخي لليمن ووحدته ومعها دويلة الامارات وتقوده الولايات المتحدة ومعها بريطانيا وأمام هؤلاء وخلفهم الكيان الصهيوني والذي يأتي كاستثمار لأزمات واحداث لعبت فيها هذه الدول ادوراً تآمرية لإيصال اليمن الموحد ودولته الجمهورية اليمنية الى ما وصلت اليه في اطار السعي لتقسيم اليمن الى كانتونات مناطقية وطائفية ومذهبية متناحرة يعزز مشاريع مخططات العدوان عليه في الاحتلال والسيطرة على موقعه الاستراتيجي وبما يمكّن دول العدوان من نهب ثرواته، مشكّلةً- أي دول العدوان – خطرا وجوديا على شعب عريق حضارته ضاربة في أعماق التاريخ.
إن اهم استخلاص لنتائج هذا العدوان هو انه اكد لشعبنا في الشمال والجنوب والشرق والغرب ان وحدته هي حصن امانهِ الوحيد واساس نهوضه وقوته في مواجهة اخطار الحاضر والمستقبل..
أربع سنوات كانت كافية لتجدد هذه الحقيقة في الوعي الوطني اليمني من خلال مايجري في المحافظات المحتلة من سعي لتحقيق اطماع توسعية ذات طابع جيوسياسي واقتصادي استراتيجي والذي لن يتحقق دون اخضاع واذلال ابناء اليمن في هذه المحافظات لقوى الغزو والاحتلال وهو مايرفضه شعبنا ويجري مواجهته من قواه الوطنية الحية والتي اليوم لاتدافع عن السيادة فقط وانما عن وحدة اليمن واستقلاله وكرامة وعزة ابنائه..
مقصد القول :ان عيد الوحدة التاسع والعشرين يجب ان تكون مناسبة لرص الصفوف ومواجهة أعداء الوطن بعد ان اتضحت مخططاتهم الاجرامية ضد ابناء اليمن جميعا ؛ والمسئولية بدرجة رئيسية تقع على ابناء المحافظات المحتلة الذين يكتوون بنار الاحتلال الهمجي والنهوض لتحرير الارض وصون منجز الوحدة والتي سيعاد بناء دولتها بعد امتلاك اليمنيين لقرارهم الوطني لتكون دولة مدنية حديثة محققة للمواطنة المتساوية بين كافة ابناء اليمن.