يحيى صلاح الدين
وإن كنا ندين بشدة الحادث الاجرامي الذي وقع في نيوزيلندا على مجموعة من المسلمين هناك بينهم نساء وأطفال الا أن هناك تعامياً متعمداً وصمتاً رهيباً لدى المجتمع الدولي ولدى العالم العربي عن مئات المجازر التي يرتكبها تحالف العدوان السعودي الامريكي يوميا في اليمن .. هناك حوَل وانفصام في الشخصية لدى هؤلاء، ومواقفهم المتناقضة تلك تؤكد انهم جبناء لا يجرؤون على قول الحقيقة بوجه امريكا والنظام السعودي، لكن اليمنيين لم ولن يراهنوا في صمودهم ونصرهم الا على ملك السموات والارض القادر على اركاع الجبابرة وطواغيت الارض على ايدي اليمنيين بإذن الله البسطاء في امكاناتهم العظيمة بنفوسهم الأبية وأخلاقهم العربية الاصيلة ، فهم ارق قلوباً وألين أفئدة، وقلَّما تجد عربياً او غير عربي تنطبق عليه صفة (العفو عند المقدرة)..
هناك مثل اوروبي يقول “اذا جئتنا ضعيفا لن تجد منا الا سكاكين قوية” الاغلب عندما تكون لديهم مقدرة وقوة ووجدوا الخصم ضعيفا فتكوا به الا اليمنيين يعفون ويسامحون ،ولذلك نزل فيهم قول الله تعالى (بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ) صدق الله العظيم، وفيهم قال رسوله الكريم “الايمان يمان والحكمة يمانية” وقال (جاءكم اهل اليمن هم ارق قلوباً وألين أفئدة)..اليمنيون هم الأنصار الذين نصروا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفضل أن يعيش بينهم وترك قريش وأجلافها، قبلوا بصدر رحب ان يتقاسموا ما يملكون مع اخوانهم العرب الآخرين (المهاجرين) طباعهم اصيلة، ولازالت الشهامة وإكرام الضيف فيهم، ولازالت بقية الخصال الكريمة حاضرة وتعيش بينهم ، لا يقبلون بالضيم، يغيثون المظلوم ولا يتركوه حتى ينتصر، لم يعتدوا طوال الازمان على الآخرين كما يفعل الاعراب اليوم .. اليمنيون لا يوجد موطئ جرح لدى العرب الا وهبوا لمداواته، فلسطين في قلوبهم، يتألمون على سوريا، يبكون مع العراق، يحزنون على ليبيا، يخافون على السودان، يفرحون لمصر، يجلَّون شهيد الجزائر، يتشوقون لأخبار تونس، ينصهرون في العرب، ومع ذلك لا نجد للعرب اهتماماً يذكر أو يتناسب مع حجم الظلم الحاصل لليمنيين من قبل اذناب امريكا في المنطقة صهاينة العرب بني سعود وبني زايد رغم هول ما يعيشونه من حرب ظالمة عليهم إنها اليمن يا عرب!
الوسوماليمن أيضاً نيوزيلندا يا عرب ! مقالات يحيي صلاح
شاهد أيضاً
الفساد.. والإرادة السياسية (7)
أحمد يحيى الديلمي الفساد في مجال القضاء (ب) كان الشهيد المرحوم ابراهيم محمد الحمدي أول ...