عبدالفتاح علي البنوس
تلاشت أزمة المشتقات النفطية الحادة التي شهدتها معظم محافظات الجمهورية خلال الأسبوع المنصرم جراء توقف إمدادات شركة النفط لفروعها في العاصمة والمحافظات ، بسبب منع قوى العدوان السفن التجارية المحملة بالمشتقات النفطية من الدخول إلى ميناء الحديدة لتفريغ حمولتها ، وقيامها باحتجازها بشكل تعسفي رغم حصولها على تصاريح المرور من قبل تحالف العدوان ، الأزمة التي تلاشت تدريجيا عقب سماح قوى العدوان بدخول سفينتين من عشرات السفن المحتجزة ، وتم القضاء عليها نهائيا وعاد الوضع التمويني الخاص بالبترول والديزل إلى حالة من الاستقرار اختفت معها مشاهد طوابير السيارات والمركبات والدراجات النارية التي ظلت سائدة طيلة الفترة الماضية ، الأمر الذي مثل مرتعا خصبا للسوق السوداء التي نشطت خلال فترة الأزمة بتواطؤ قذر من بعض ضعفاء النفوس من أصحاب المحطات الذين يعشقون الأزمات ويستغلونها للتضييق على المواطنين بإطالة أمد الأزمة ، معتمدين في ذلك على أبواق الأزمات الذين ينشرون الشائعات ويروجون لاشتداد الأزمة وتفاقمها من أجل خلق حالة من الهلع والجشع لدى المواطنين والدفع بهم نحو تخزين كميات كبيرة من البترول والديزل تحسبا للأزمة المروج لها ، أو تحسبا لزيادة أسعارها وكلها تندرج في سياق الحرب الاقتصادية التي تشن على بلادنا.
قبل أيام تفاجأ سكان العاصمة ببوادر أزمة جديدة في المشتقات النفطية جاءت على خلفية شائعات وأقاويل وخبابير بعض الناشطين على شبكات التواصل الاجتماعي، وما هي إلا ساعات قليلة حتى ازدحمت المحطات بالسيارات والمركبات والدراجات النارية للحصول على البترول والديزل رغم استقرار الوضع التمويني ، وتوفر كميات كبيرة منها في المحطات ، ورغم تطمينات شركة النفط اليمنية ، حالة الهلع هذه لم تستمر سوى ساعات قليلة من مساء الأربعاء الماضي ومع بزوغ فجر الخميس بدت المحطات شبه خالية من السيارات والمركبات وخصوصا أن المحطات في بقية المحافظات لم تشهد أي مظاهر لهذه الأزمة المفتعلة ، حينها أدرك الكثير من المواطنين أنهم وقعوا ضحية لشائعات وأراجيف بعض الحمقى والمأزومين وتجار السوق السوداء الذين يرتاحون كثيرا للأزمات ويحرصون على افتعالها بهدف تأزيم الأوضاع والتضييق على الناس وخصوصا مع قرب حلول شهر رمضان المبارك.
وهنا ونحن على أعتاب شهر رمضان المبارك وفي ظل مراوحة أزمة الغاز مكانها وعدم حصول انفراج فيها ، في الوقت الذي تشهد فيه السوق المحلية حالة من الاستقرار في الحالة التموينية لمادتي البترول والديزل ينبغي أن يتحلى الجميع بالوعي والبصيرة ، وأن يكونوا عند مستوى المسؤولية الوطنية ، ويعملوا على إفشال كافة مخططات الأعداء التي تتعلق بافتعال الأزمات وتهويل الوضع التمويني ، وتحريض الناس على شراء البترول والديزل بكميات هائلة وكبيرة تحسبا للأزمات المرتقبة ، والتي يروج لها بعض ضعاف النفوس وتجار الأزمات والمعتوهين الذين ينشرون الشائعات والأخبار الكاذبة الهادفة إلى نشر حالة الهلع والجشع في أوساط المواطنين خدمة لقوى العدوان ، وخدمة لمصالحهم الضيقة التي لا تتحقق إلا في ظل الأزمات ، فعلينا التحلي بالوعي وعدم الذهاب خلف من يروجون للأزمات ، والتوكل والاعتماد على الله ، والإقلاع عن الهلع والجشع ، وعدم تكديس المشتقات النفطية والمواد التموينية كون ذلك كفيل بإحداث أزمات عديدة لا أزمة واحدة.
بالمختصر المفيد: الوعي عدو كل الأزمات ، وعلينا أن نتحلى بأعلى مستويات ودرجات الوعي لمواجهة الأزمات المفتعلة وغير المفتعلة ، والواقعية منها والوهمية ، خصوصا ونحن نواجه العدوان السلولي الذي دخل عامه الخامس ، وبقدر ما نحن في حاجة للوعي وبقدر الأهمية التي يمثلها في محاربة الأزمات ، بقدر ما نحن بحاجة بجانبه للحزم والضبط والردع من قبل السلطات الرسمية والأجهزة الرقابية والضبطية المختلفة لضمان اختفاء أي مظهر من مظاهر الأزمات المفتعلة التي تخدم قوى العدوان وتضاعف من معاناة أبناء الشعب.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.
الوسومالوعي عدو الأزمات عبدالفتاح مقالات
شاهد أيضاً
الفساد.. والإرادة السياسية (7)
أحمد يحيى الديلمي الفساد في مجال القضاء (ب) كان الشهيد المرحوم ابراهيم محمد الحمدي أول ...