المستقبل نت – وكالات
كشف أبو العلا ماضي، رئيس حزب “الوسط” تفاصيل مثيرة، كانت سببا في خلافه مع عادل حسين أمين عام حزب العمل، وذلك بسبب الانقلاب الذي قام به البشير وأتى به إلى السلطة، حتى تم عزله من قبل الجيش السوداني يوم الخميس.
وكتب ماضى على صفحته الرسمية في “فيسبوك”: “التحرك الذي تم الخميس 11 أبريل 2019 من قبل الجيش السوداني بعزل البشير وأركان حكمه، يعيد الذاكرة إلى عام 1989 ، حيث قام البشير مدعوماً من الحركة الإسلامية فى السودان بقيادة الترابي بانقلاب عسكري على الحياة الديمقراطية”.
وأضاف ماضي “أنني أذكر أنه من اليوم الأول لهذا الانقلاب أعلنت رفضي له كمبدأ حتى لو قام به إسلاميون (وكان عمرى وقتها 31 عاماً )، وكان هذا الرأى مصدر خلاف مع الأستاذ عادل”.
وأشار ماضي في حديثه إلى أن “السودان اليوم أمام اختيارين، إما نموذج عبد الرحمن سوار الذهب الذي سلم السلطة لحكومة مدنية منتخبة، أو نموذج البشير والنميري مرة أخرى، لافتًا إلى أن الشعب السوداني فى الأيام القادمة هو من سيحسم الأمر”.
وعن سبب خلافه مع ” حسين” بسبب الانقلاب الذي قام به البشير أوضح ماضي في سلسلة ذكرياته التي يكتبها على صفحته الرسمية بعنوان ” شخصيات عرفتها”، وذلك في تناوله لشخصية” عادل حسين”، أن الأخير اصطدم مع السلطة في بعض قضايا السياسة الخارجية: مثل علاقته المميزة هو وكثير من رموز حزب العمل، ودفاعه عن نظام الحكم في السودان الذي أطلق على نفسه (ثورة الإنقاذ)، وزياراته الكثيرة للخرطوم رغم عداء السلطة آنذاك مع حكومة البشير.
وتابع قائلا : والحقيقة أن هذه النقطة كانت محل خلاف بيني وبين الأستاذ/ عادل حسين ، حيث كنت أرى أن نظام الحكم في السودان جاء بانقلاب، ونحن مع مبدأ رفض الأنظمة التي تأتي بانقلاب حتى لو كانت ترفع شعار الإسلام.
وأوضح أنه لم يعجبه هذا الرأي، وكان يرى أن المهم هو النظام الذي ينشأ في الدولة، وليس طريقة وصوله للسلطة، وحيث إن هذا النظام يرفع شعار الإسلام ويطبقه في ظنه فهو واجب الدعم، والحقيقة أنني رفضت رأيه بشدَّة.
وأشار ماضي إلى آخر هذه المرات كنَّا مدعوين على طعام الغداء في أحد محلات الكباب الشهيرة في حلمية الزيتون في وجود المحامي مختار نوح ، حيث شهد هذا النقاش الشديد حول خلافي معه في موقفه من نظام الحكم السوداني.
وعن علاقات حسين الخارجية قال ماضي إنه : زار ليبيا في فترات التوتر معها، وكان يدعو إلى تحالف (مصري – ليبي – سوداني) باعتباره مقدمة للوحدة العربية، ومقدمة لتوفير الطعام للعالم العربي بزراعة السودان بتمويل ليبي وأيدي عاملة مصرية، وهي الفكرة التي قال إن أمريكا تمنعها بكل ما أوتيت من قوة.
كما أن عادل حسين كان من الرعيل الأول من السياسيين اليسار الذين ارتبطوا بالقضية الفلسطينية منذ نعومة أظافرهم، وقد شارك مع الفدائيين الفلسطينيين في أغوار الأردن بعد خروجه من المعتقل عام 1964م، وظل منحازًا للقضية الفلسطينية حتى آخر يوم في حياته، ودافع عنها ووقف ضد الحلف الأمريكي الصهيوني، ووقف بصلابة ضد التطبيع مع الدولة العبرية.
وأضاف أيضا أنه قاد حملة في جريدة “الشعب” ضد ما أسماه (الاختراق الصهيوني للزراعة المصرية)، وصدرت ضدَّه أحكام بالغرامة في أكثر من قضية أقامها المتعاونون مع الدولة العبرية، آخرها قضية وزير زراعة مبارك (يوسف والي)، وكانت جريدة “الشعب” أول من أثار المبيدات المسرطنة، وأول من أثار فساد صديق مبارك وذراعه للتعاون مع إسرائيل “حسين سالم”.