المستقبل نت – وكالات
عبد العزيز بوتفليقة، الرئيس الجزائري الذي أصبح خلال فترة قليلة ماضية، واحداً من أبرز الشخصيات التي تتهافت لمعرفة أخبارها أولاً بأول وسائلُ الإعلام العربية والعالمية؛ فالتقارير الطبية جميعها تؤكد أن الرئيس لم يعد قادراً على إدارة أبسط احتياجاته الخاصة، فكيف الحال مع إدارة بلد!
الاحتجاجات الشعبية الغاضبة التي خرجت منذ 22 فبراير الماضي، لتمتد لاحقاً في مختلف مدن الجزائر، معلنةً رفضها بوتفليقة، لم تُثنِ الأخير عن الترشح لولاية رئاسية خامسة.
الرئيس الذي كان يرقد في مستشفى بسويسرا، وجرى التكتم الشديد على حالته الصحية، يحكم البلاد منذ عام 1999، ويبدو أنه اضطر لترك المنصب بعد أربعين يوماً من الحراك الشعبي الرافض لبقائه.
يأتي هذا في وقت تثار فيه أيضاً مواضيع طالما كانت مثار حديث وسائل الإعلام، التي فشلت في كشف أسرار حياة بوتفليقة الخاصة، التي تتعلق بعدم زواجه؛ ومن ثم عدم إنجابه أبناءً ينافسون لتولي الحكم.
غزوات بوتفليقة النسائية
من المعروف أن بوتفليقة، المولود في مارس 1937، والمنحدر من أسرة تضم أربعة إخوة وبنتين، في زمن سابق، لم تكن حياته كلها رهبانية.
فالرئيس عُيِّن وزيراً في سن الـ26 بعهد الرئيس أحمد بن بلة (1963-1965)، وكان زبوناً لكبرى علامات الملابس الباريسية، ومن هواة السيجار الكوبي.
في تجاويف السلطة الجزائرية، يُحكى أن الوزير الأنيق كان ينظم بمعية زملاء بالحكومة سهرات في “فيلات” فاخرة بالعاصمة أو في الضواحي الشاطئية. لقد كانت من نوعية تلك الحفلات التي وُصفت في “الليالي المجنونة بالجزائر”، وهو الكتاب المنسوب إلى زوجة إسكندنافية لوزير جزائري في عهد الرئيس الأسبق هواري بومدين.
وبحسب ما يشاع، فإن قصدي مرباح، مسؤول جهاز الأمن العسكري الجزائري حينها، (مديرية الاستعلامات والأمن حالياً)، كان يجمع ملفات حول أخلاق المسؤولين الكبار بالدولة.
هذه التفاصيل لم يكن المسؤولون الفرنسيون غافلين عنها، ففي الجزء الثاني من مذكراته “السلطة والحياة”، (1991)، أفرد فاليري جيسكار ديستان، رئيس الجمهورية الفرنسية من 1974 حتى 1981، بورتريهاً مادحاً لعبد العزيز بوتفليقة.
وكشف فاليري ديستان في كتابه أن سفرات بوتفليقة إلى باريس لم تكن سراً بالنسبة إلى أجهزة الاستخبارات الفرنسية.
“إنه نشيط، ومستقيم وجريء”، يقول ديستان، مضيفاً: “إنه كان يختفي أسابيع عديدة، دون العثور على أي أثر له. ويحدث أن يأتي إلى باريس متخفياً، في زيارات لا يتم إعلام الفرنسيين بها”.
ويقول أيضاً: “كان يختبئ في شقة بفندق كبير، حيث يستقبل زيارات جميلة، بوتفليقة كان يحب النساء، وكن يبادلنه ذلك الحب بسخاء، وخلال مدة طويلة شارك حياته مع أستاذة طب، وكان متعلقاً بها قبل أن يتفارقا”.
زواج غريب بفتاة جميلة
الكاتب والصحفي المتخصص بالشأن الجزائري في مجلة “جون أفريك-jeuneafrique” فريد أليلات، كشف في تقرير صحفي، نُشر في مارس 2015، مجموعة من التفاصيل الشائقة عن حياة بوتفليقة.
يوضح أليلات أن الرئيس الجزائري خرج على طاعة والدته “منصورية الغزلاوي”، التي تُوفّيت قبل 10 أعوام، بوضع حدٍّ لحياته كرجل أعزب عام 1989، وقد كان بوتفليقة يبلغ من العمر حينها 52 عاماً عندما تعرّف على آمال التريكي في القاهرة ثم خطبها.
وفي عام 1990، تزوج الرئيس الجزائري بآمال، طالبة الطب الجميلة والذكية المثقفة، المولودة عام 1968 (21 عاماً آنذاك)، وهي منحدرة من تلمسان وابنة الدبلوماسي الجزائري الذي كان يعمل في القاهرة يحيى التريكي.
من الغريب في قصة بوتفليقة مع الشابة الجميلة آمال، أنه على الرغم من زواجه رسمياً بها، فإنه لم يُسكنها معه في منزله.
إذ يقول عبد القادر الدهبي، وهو من الوجوه السياسية البارزة في الجزائر، وكان صديقاً لبوتفليقة ويزوره بشكلٍ دوري في منزله، إنه لم يلحظ وجود نساء بالمنزل في جميع المرات التي زاره فيها، بحسب أليلات.
وأضاف، عندما سأل الدهبي، بوتفليقة عن سر غياب زوجته الدائم عن المنزل، كان الجواب بأنَّها تقيم بمنزل والديها، “سيأتي يوم وتتعرف عليها”، يقول الدهبي الذي أكد أن هذه المرأة كانت -وما زالت- لغزاً محيّراً في الحياة العاطفية للرئيس الجزائري.
ورغم قلّة المعلومات عن العلاقة بين الرئيس بوتفليقة وآمال، فإن علاقتهما انتهت بالطلاق، وعادت آمال إلى حياتها الطبيعية والاستقرار بين القاهرة وباريس، لكنها ما زالت تحظى باعتبار كبير لدى السفارة الجزائرية في باريس، فضلاً عن كونها مستشارة دبلوماسية رسمية.
لا ذرية للرئيس
بوتفليقة الذي أصبح فيما بعد رئيساً للجزائر، فرض عليه ذلك بعضَ البروتوكولات التي تتطلب وجود زوجة لديه.
ففي عام 2003، عندما زار الرئيس الفرنسي جاك شيراك الجزائر، كان لا بد من اختيار إحدى الوزيرات في حكومة بوتفليقة لمرافقة برناديت شيراك، زوجة الرئيس الفرنسي.
ومنذ عام 2014، لم تعد تلك البروتوكولات تمثّل أمراً مهماً لدى الرئيس الجزائري؛ إذ إن المانع الصحي بات يحول بينه وبين الظهور الإعلامي، فضلاً عن عدم قدرته على السفر، بسبب وضعه الصحي الحرج، بحسب موقع “الصباح” المحلي.
بانتهاء زواجه الوحيد المعلن، بهذه الطريقة المعروفة، يكون الرئيس بوتفليقة لم يُرزق بِذُرية، ربما كان من بينها من يتنافس حالياً على تولي الحكم بالبلاد، في حال رُزق بذكر أو أنثى.
لكن بعد أن أبلغ بوتفليقة المجلس الدستوري، الثلاثاء (2 أبريل)، قراره بإنهاء ولايته الرئاسية، يكون الرئيس الجزائري أعطى أمراً للأضواء المسلطة عليه أن تغير وجهتها عنه؛ فلن يكون له بعد هذا الوقت أي دور يؤديه على الساحة السياسية.