عبدالفتاح حيدرة
أطلق السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي على يوم السادس والعشرين من شهر مارس من كل عام (يوم الصمود الوطني) مدشنا العام الخامس من الصمود أمام تحالف العدوان السعودي الصهيو أمريكي بتوجيهات للشعب اليمني وقيادات مؤسسات الدولة اسماها (معززات عوامل الصمود) من خلال الآتي..
1- تعزيز استمرار الزخم في التحشيد للجبهات من خلال التجنيد الرسمي في وزارة الدفاع ووزارة الداخلية
2 – تعزيز نشر الوعي الشعبي المواجه للعدوان كشعب يرفض التبعية والذل والعبودية وان هذا الخيار بعيد على العدو أبعد من عين الشمس، وحقنا أن نكون شعبا عزيزا ومستقلا وحرا ومن يريد أن يسلب منا هذا الحق سوف نسلب منه حياته..
3 – الاهتمام بمؤسسات الدولة وإدارتها وتنظيفها وإصلاحها
4 – تعزيز تطوير القدرات العسكرية التي هي الثمرة الحقيقية للصمود اليمني
5 – تعزيز التكافل الاجتماعي والإنساني والعناية بالزكاة
6 – تعزيز تحصين الساحة الاجتماعية والشعبية وحمايتها من تغذية العدو للفتن بكافة أشكلها..
7 – تعزيز عمل الوثيقة القبلية بصفة رسمية ومن خلال مؤسسات الدولة
هذه هي المحددات والموجهات التي وضعها السيد القائد، والتي سوف تجعل من العام الخامس للصمود اليمني بوجه تحالف العدوان عاما متميزا بالمزيد من الانتصارات والصمود، موضحا في خطابه أن لا أحد يمتلك حقا ولا شرعية وبأي صفه كانت لإباحة بلده أو إهدار دم شعبه وبكل الاعتبارات والمعايير هي خيانة ، و لا شرعية للعدوان والاحتلال بكل المقاييس، وهذا ما يعزز استمرار (التحشيد لمواجهة العدوان)، حيث أكد السيد أن العدو يتمترس خلف عناوين خالية لا مضمون لها في الواقع لمبررات واهية، لا يجوز لأحد أن يكون مرددا لتلك العناوين..
صمود الشعب اليمني كان قرارا حكيما وسليما وصحيحا ومسؤولا وهو موقف ينسجم مع طبيعة الشعب اليمني في بنيته وسجيته الدينية والشعبية والتاريخية وعاداته وتقاليده القبلية والاجتماعية الرافضة للذل والهوان، وقرار موقف الصمود والثبات والاستبسال والتصدي للعدوان افشل أهداف تحالف العدوان المتمثلة في، احتلال البلد، وإقامة قواعد عسكرية، واستعباد أبناء البلد وإهانتهم..
ما أبرزه خطاب السيد عبدالملك في عملية تعزيز الصمود الشعبي هو تماسك مجتمع (الجغرافيا الحرة) في اليمن، التي ما زالت محتفظة بعمقها الجغرافي الثابت والمتماسك، وهذا العمق هو النواة الصلبة للتحرك لاستعادة ما قد أخذه العدو في الساحل أو في المحافظات الجنوبية أو في الحدود، و لا يزال الشعب اليمني يعبر عن صموده الإيماني، وإرادته بالصمود في تماسك الدولة على الرغم من الحرب الاقتصادية وانعدام الأمن الغذائي والصحي، وتعطيل مؤسسات الدولة والفساد فيها..
وفي إطار التميز والجديد في بناء مؤسسات الدولة اليمنية، أكد خطاب السيد وجود ما اسماه (المضادات الحيوية لبناء مؤسسات الدولة اليمنية) وهي مضادات قادمة لتطهير مؤسسات الدولة، وقادمة بقوة، كما أوضح السيد مسألة مهمة للوعي الشعبي الصامد بوجه العدوان، وهي أنه حتى الإجراءات الشكلية لمبررات العدوان على اليمن غير موجودة ولم ولن تكسب تحالف العدوان الشرعية، وان التصدي للعدوان واجب ديني وأخلاقي ووطني وأنساني لا بديل عنه للشعب اليمني، وان اللجوء لأمريكا، فأمريكا هي الشر والخطر على العالم كله والكل يشتكي منها ومن سلوكها، أو اللجوء للجامعة العربية التي أصبحت جامعة عبرية تعمل لصالح إسرائيل، وهي في مصر ومصر تعاني من الإرهاب والتكفيريين بأهداف خطيرة جدا، ام اللجوء لروسيا أو الصين، وهذه الدول تعمل ضمن مصالحها فقط، وبالتالي نحن كشعب يمني مسؤولون عن مواجهة العدوان وهذا ما أفادنا وما سيفيدنا، أن نكون أحراراً بمبادئ إيمانية، لنضمن استقلالنا المشروع لنا بكل الاعتبارات..
وأكد السيد أن صمود الشعب اليمني هو الذي منحه الأرضية الصلبة للانطلاق في العام الخامس، وفي كل مسارات المفاوضات، موضحا ان كل المفاوضات أقامت الحجة على الجميع، وان تقديم التنازلات تم وإلى الحد الذي لا نفرط فيه باستقلالنا وتضحيات شعبنا، واستمرار جرائم العدو وتهربه من الاتفاقيات يكشف استمرار مساعي العدوان العسكري والحصار الاقتصادي، كاشفا للشعب اليمني اتفاق السويد بشأن الحديدة، والذي كان اتفاقا واضحا، متلخصا في إعطاء إدارة رقابية للأمم المتحدة للموانئ، والدور الرقابي للأمم المتحدة للميناء بوجود السلطة المحلية بكافة ملحقاتها التابعة للدولة في صنعاء..
وفي الكلمة لم ينس السيد عبدالملك تقديم النصيحة، التي تلخصت بالمضي قدما في تنفيذ اتفاق السويد، منبها في الوقت ذاته شعبنا وجيشنا ولجاننا من خيانات الأعداء، وموضحا أن اليمن جاهزة لتنفيذ الاتفاق بحقيقته الواضحة، وأن أي تصعيد عسكري قادم لن يكون في إطار الحديدة بل سيكون في عمق تلك الدول..