عبدالصمد أحمد الخولاني
في يوم الخميس الموافق 26مارس 2015م قبل أربع سنوات، ومن عاصمة الشيطان الأكبر واشنطن أعلن السفير السعودي الحرب الغاشمة والظالمة على شعبنا اليمني العظيم. ودخلت على مسرح الأحداث تلك القوى الباغية والظالمة المجرمة بشكل مفضوح وبكل طغيان وتعنت ووحشية وإجرام وبدون مقدمات، مُعلنة ًعدوانها على شعبنا اليمني الأبي، بذريعة إعادة الشرعية إلى اليمن، كان أول ضحاياها من الأطفال والنساء في العاصمة صنعاء.
أربع سنوات منذ بداية العدوان الامريكي السعودي الإماراتي الظالم والبربري الهادف إلى احتلال بلادنا واستعباد شعبنا، والذي يمارس أبشع جرائم العدوان والمنتهك لكل الحرمات.
عواصف سميت بالحزم، وبعزم الرجال تحطمت، وأمال العدوان الامريكي على اليمن تبددت، ولم تعد لتلك العاصفة القدرة على لملمة غبارها بعد أربع سنوات من العدوان أو حتى إعادة الامل في أن تثور من جديد لتحقيق اهدافها.
الحمد لله تعالى أن أعاننا على هذا الصمود، ونشكره ونسأله أن يفرغ علينا المزيد من الصبر والثبات وأن يعيننا على ما تبقى كما أعاننا على ما مضى من أربع سنوات من العدوان والحصار وأن يزيدنا تأييدا، إنه سميع مجيب .
نحن اليوم معنيون بعد كل ما قد عشناه من عناء القتل والدمار والتجويع على مستوى ارجاء الوطن.
جميعنا يعيش حالة الظلم والطغيان والتكبر من قبل هذه العصابة المجرمة المتوحشة التي لا تفرق بين طفل أو مرأة أو مسن ولا ممتلكات عامة أو خاصة ولا تراعي حرمة لمسجد ولا سوق ولا مدرسة ولا صالة مناسبات ولا مستشفى ولا طريق ولا جسر ولا يراعون حرمة لأي شيء في هذا الوطن العظيم.
في المقابل اسمعوا إلى اخلاق اليمنيين المتمسكين بها منذ عصور ما قبل الاسلام وحتى يومنا هذا، والتي اقرها سيد الخلق محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم عندما جاءته الوفود من كل الأماكن ولكنهم جاءوا فرادا ما عدا اهل اليمن فإنهم جاءوا إليه افواجا لذلك نزلت سورة النصر في أهل اليمن (اذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا).
دخلوا على النبي بعد ان ان لبسوا الثياب النظيفة وتطيبوا بالطيب فأعجب النبي بهيئتهم البهية وأعجبه صمتهم وهيئتهم .فقال من القوم : قالوا فنحن المؤمنون . فقال لكل قول حقيقة فما حقيقة قولكم قالوا : حقيقة قولنا خمسة عشر خصلة . قال فما هي : قالوا خمس أمرتنا بها رسلك أن نؤمن بها وخمس امرتنا رسلك أن نعمل بها وخمس تخلقنا بها قبل ذلك فإن كرهت منها شيئا تركناها .
قال : فما الخمس التي أمرتكم بها رسلي أن تؤمنوا بها . قالوا أمرتنا رسلك أن نؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر . قال فما الخمس التي أمرتكم رسلي أن تعملوا بها .قالوا : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت . قال : فما الخمس التي تخلقتكم بها . قالوا : الشكر عند الرخاء , والصبر عند البلاء , والصدق في مواطن اللقاء , وعدم الشماتة بالأعداء . والرضى بمر القضاء . فقال صلى الله عليه وعلى أله وسلم : علماء حكماء من فقههم كادوا يكونوا انبياء .
انظروا إلى هذا الوصف والشهادة من خير خلق الله لأهل اليمن الذين وفدوا اليه . انظروا إلى تلك الأخلاق التي كان يتخلق بها اليمنيون والتي يجب علينا ان نتخلق بها ونحافظ عليها خاصة في هذه الأيام وفي هذه المرحلة العصيبة، وأهم هذه الخصال هي الثبات عند اللقاء .
كما يجب علينا الثبات ورفد الجبهات والتلاحم والتماسك المجتمعي بكل اطيافه وفئاته، وأن لا نترك العدوان يشق صفنا ويجعلنا لقمة سائغة لمخططاته ومآربه .