المستقبل نت – خاص
وتمكنت جماعة أنصار الله (الحوثيين)، الأحد، من السيطرة على مديرية كشر، بمحافظة حجة، بعد مواجهات عنيفة خاضتها الجماعة، مع مسلحين قبليين (موالين للشرعية والتحالف) في مديرية كشر، في حين تركزت المواجهات في منطقة حجور، قرابة شهرين، ما أثار سخطًا شعبيًا ضد الحكومة الشرعية، التي يتهمها اليمنيين بـ“التخاذل والعجز والخذلان“ لهذه القبائل.
وقالت مصادر مطلعة لـ”المستقبل نت”، أن مديرية كشر بقيت على مدى فترة المواجهات الماضية، بعيدة عن أي دعم عسكري من قوات الجيش الموالية لـ”عبدربه منصور هادي”، في حين قام التحالف بعمليات إنزال جوي تضمنت أدوية وذخيرة وأسلحة بسيطة للغاية من أجل إسكات سخط اليمنيين.
وترددت أنباء عن مقتل قائد رجال القبائل في حجور، أبو مسلم الزعكري، خلال مواجهات مع الحوثيين يوم أمس، في حين تشير معلومات أخرى إلى أن الزعكري قتل خلال قصف طيران التحالف على منزله.
وقال رئيس مركز الجزيرة العربية للدراسات، نجيب غلاب، إن الجميع أصبح عاجزًا عن الدفاع عن قيادات الشرعية، بما في ذلك مسؤوليها وإعلامها، بعد خذلان حجور.
وأشار في منشور على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، إلى أن الغضب الشعبي قد بلغ ذروته مع مقتل أبو مسلم، وأن التأييد الشعبي للشرعية يتآكل بلا توقف، متسائلاً :“هل تتابع قيادات الشرعية غضب أهل اليمن؟“.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، أواخر الشهر الماضي، وثيقة صادرة من مركز القيادة والسيطرة في وزارة الدفاع التابعة للشرعية، تحمل توجيهات من عبدربه منصور هادي، بتحريك عاجل لثمان كتائب عسكرية تابعة للجيش لفك الحصار عن قبائل حجور بحجة، خلال فترة 72 ساعة.
وقال محافظ حجة، اللواء الركن، عبد الكريم السنيني، السبت قبل الماضي، إن التعزيزات العسكرية وصلت إلى المنطقة العسكرية الخامسة بمحافظة حجة، لكن هذه القوات لم تشترك فعليًا في معارك مديرية كشر، حتى سقطت المديرية في أيدي الحوثيين.
وأشار الصحفي كمال السلامي، إلى أن سقوط حجور ”ليس مهما على الصعيد العسكري، بقدر أهميته على الصعيد المعنوي، فسقوط حجور، تعني ضرب فكرة المقاومة الداخلية في مقتل، بحيث يصعب بعدها على أي قبيلة أو أي طرف آخر التفكير حتى في معارضة الحوثيين“.
وقال في منشوره على فيس بوك، إن ذلك يعني أيضًا ”فقدان اليمنيين الثقة بشكل تام، في حكومة اكتفت بتوجيه الدعم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتباكي على حجور من غرف الفنادق“.
وتأتي سيطرة جماعة “أنصار الله” على مديرية “كشر” بعد نحو شهرين من المعارك بين مسلحي الجماعة وقبائل حجور، وسط خذلان من التحالف الذي تقوده السعودية وحكومة هادي للمسلحين القبليين.
وتقع “كشر” على بعد 165 كيلو متراً من مدينة حجة، وتحدها من الشرق مديريتا “قفلة عذر” و”صوير” في عمران، ومن الغرب مديريتا “خيران المحرق” و”مستبا”، ومن الجنوب “الجميمة” و”أفلح الشام”، ومن الشمال مديريتا “وشحة” و”قارة”.
أما مساحتها فتبلغ نحو 344 كيلو متراً، ويصل ارتفاع جبالها عن سطح البحر 2500متراً، ويتجاوز عدد سكانها 75 ألف نسمة، حسب آخر إحصاء سكاني في 2004.