المستقبل نت – متابعة خاصة
شهدت الأحياء الشرقية لمدينة الحديدة، أمس السبت، معارك طاحنة بين قوات هادي المدعومة من التحالف، وجماعة “أنصار الله”، هي الأعنف منذ إعلان اتفاق “ستوكهولم”.
وأفادت مصادر محلية إن دوي الانفجارات وأصوات المواجهات في شارع الخمسين، ومحيط مجمع إخوان ثابت الصناعي، استمرت لساعات، وسط اشتعال النيران بشكل كبير في مجمع إخوان ثابت الصناعي.
وذكرت وسائل إعلام محلية بأن المواجهات هي الأكبر في المدينة منذ إعلان التهدئة عقب اتفاق ستوكهولم.
ويأتي هذا التصعيد العسكري في الحديدة عقب فشل الأمم المتحدة في تطبيق اتفاق ستوكهولم الخاص بالحديدة.
وتوصل طرفا الصراع في اليمن خلال مشاورات للسلام عقدت بينهما في السويد من 6 وحتى 13 ديسمبر الماضي، إلى اتفاق “ستوكهولم” الذي يقضي في أحد بنوده بوقف إطلاق النار في محافظة الحديدة الساحلية وموانئها المطلة على البحر الأحمر.
وواجه تنفيذ الاتفاق عقبات عديدة، ما اضطر مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ قرار منتصف يناير الماضي، بإرسال بعثة أممية لمراقبة وقف إطلاق النار مكونة من 75 فرداً، بعدما كان قرر أواخر ديسمبر الماضي، إرسال بعثة تتكون من 30 عنصراً أممياً برئاسة الجنرال الهولندي باتريك كاميرت.
وتتولى بعثة المراقبين الدوليين في محافظة الحديدة أربع مهام أساسية أولاها متابعة امتثال أطراف الصراع لاتفاق ستوكهولم بشأن وقف إطلاق النار في محافظة الحديدة، وإعادة الانتشار المتبادل للقوات من مدينة الحديدة وموانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى.
وتتمثل المهمة الثانية في العمل مع الأطراف لضمان أمن مدينة الحديدة وموانئها الثلاثة من قبل قوات الأمن المحلية، وفقا للقانون اليمني.
والمهمة الثالثة تسهيل وتنسيق دعم الأمم المتحدة لمساعدة الأطراف على التنفيذ الكامل لاتفاقية وقف إطلاق النار، بينما تتمثل المهمة الرابعة في قيادة ودعم آلية تنسيق إعادة نشر القوات الموالية للحكومة الشرعية المدعومة بالتحالف العربي الذي تقوده السعودية، وقوات جماعة الحوثيين (أنصار الله).
ومنذ سريان مفعول الاتفاق، في 18 ديسمبر الماضي، تبادلت الحكومة الشرعية وجماعة “أنصار الله” مرارا الاتهامات بخرقها، دون أن يتم سحب قواتهما من المدينة ونزع السلاح منها، الأمر الذي أخفقت الأمم المتحدة بسببه في فتح ممر إنساني في الحديدة في موعد تم تحديده أثناء الجلسة الأولى للجنة المتابعة أواخر ديسمبر.
وتقود السعودية تحالفا عسكريا عربيا في اليمن ينفذ، منذ 26 مارس/آذار 2015، عمليات لدعم قوات الجيش الموالية لـ”عبدربه منصور هادي” لاستعادة مناطق سيطرت عليها جماعة “أنصار الله” في كانون الثاني/يناير من العام ذاته.
وبفعل العمليات العسكرية المتواصلة، يعاني اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ قتل وجرح الآلاف بحسب الأمم المتحدة، كما يحتاج 22 مليون شخص، أي نحو 75 بالمئة من عدد السكان، إلى شكل من أشكال المساعدة والحماية الإنسانية، بما في ذلك 8.4 مليون شخص لا يعرفون من أين يحصلون على وجبتهم القادمة.