نشرت وكالة “بلومبرغ” الأمريكية نص مقابلة لمراسلتها بالمملكة مع إعلامية سعودية تعرضت لإهانات بالغة جراء إعادتها نشر تغريدة بشأن وفاة المفتي تبيّن أنها مزيفة.
وقالت مراسلة الوكالة فيفيان نيريم إن تهمة الخائن صارت تعني الكافر الجديد في السعودية.
وأضافت أن الإعلامية السعودية منى أبو سليمان كانت مسترخية في سريرها الشهر الماضي عندما وصلتها تغريدة مفادها أن مفتى السعودية قد توفي.
وﺑﻌد أن ﺗﺣﻘقت منى ﻣن أن الرسالة قادمة من ﻣﺻدر رﺳﻣﻲ، سرعان ما بادرت إلى إعادة تغريدها إلى 544 ألف متابع لها في موقع تويتر.
غير أنه تبين أن قصة وفاة المفتي كانت مزيفة، مما حدا بالإعلامية السعودية إلى حذفها والاعتذار في غضون دقائق، لكن الضرر قد حدث.
وتنقل الكاتبة عن الإعلامية السعودية في منزلها بالرياض أنها ظلت لليال عديدة تشاهد التغريدة تلو الأخرى التي تصفها بأنها “حثالة” و”نجسة” وبأنها من المنطقة الغربية المتنوعة عرقيا وبأنها “خائنة” وممولة من الخارج، وبأنه يجب تجريدها من جنسيتها.
وتشير المراسلة إلى أنه من الواضح أن الإهانات التي تلقتها منى أبو سليمان لم تتضمن سمة “الكافرة”.
وتضيف أن هذه الإعلامية البالغة 45 عاما، تعتبر واحدة من النساء القلائل البارزات اللواتي ظهرن على شاشة التلفزيون مكشوفة الوجه خلال أوقات أقل تساهلا، في تحد لما يفرضه مشايخ الدين “المتشددون”.
وتوضح المراسلة أن السعودية تشهد تغيرات في عهد ولي العهد محمد بن سلمان من شأنها التقليل من هيبة ودور الهيئات الدينية في البلاد، قائلة إنه صار ينظر لمن يوصفون بالخونة بأنهم العدو الحقيقي وليس الكفار هم العدو.
ويبدو أن العديد من السعوديين قد أخذوا زمام المبادرة من الخطاب الرسمي، حيث يتم توجيه الاتهامات بالخيانة على الإنترنت، ومطبوعة على ملاحظات تهديدية بأحرف حمراء على صفحات الصحف الأمامية.
وتشير بلومبرغ إلى أن عضو المجلس الاستشاري عبد الله الفوزان سبق أن صرح العام الماضي بأنه يمكن وصف أي شخص بأنه خائن، إذا بقي محايدا أو كان يقف إلى جانب العدو.
وتقول الإعلامية أبو سليمان إن على الحكومة أن تتدخل بقوة كبيرة وأن تتأكد من أن هذه الحملات البغيضة لا تنتهي بتدمير نسيج المجتمع، مضيفة أن مخاطر الإساءة قد تؤثر سلبا على التغيرات التي تشهدها بلادها والتي التي تفخر بها.