المستقبل نت – خاص
كشفت مصادر حكومية مطلعة أن التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن، تخلى فعلياً عن قبائل حجور في منطقة “كشر” بمحافظة حجة شمال غرب البلاد.
ورفض التحالف العربي، طلباً من عبدربه منصور هادي بتحرك القوات الموالية له بإسناد جوي من التحالف إلى مناطق “مستبأ” و”عاهم” القريبة من “حجور” لفك الحصار المفروض عليها.
وأوقف التحالف فعلياً تحركات قوات هادي في “مستبأ” و”عاهم”، واقتصر دورها منذ أكثر من 30 يوماً على إيقاف تسلل الحوثيين.
وقال مصدر في حكومة هادي إن التحالف أنزل أدوية وذخيرة وأسلحة بسيطة للغاية من أجل إسكات سخط المسؤولين اليمنيين.
وأرجعت المصادر هذا التعثر إلى اللقاء الذي جمع بين عبدربه منصور هادي، وقائد القوات المشتركة للتحالف الفريق الركن فهد بن تركي، أواخر شهر يناير المنصرم، والذي جاء بعد أيام فقط من اندلاع المواجهات في منطقة حجور بين جماعة الحوثي من جهة، ومسلحين قبليين في حجور من جهة ثانية.
وأشارت المصادر، التي فضلت عدم الكشف عن هويتها كونها غير مخولة بالحديث لوسائل الإعلام، إلى أن اللقاء ناقش باستفاضة مسألة تصدي قبائل حجور ضد الحوثيين.
وأشارت المصادر إلى أن الفريق فهد بن تركي أبلغ هادي بأن تتوقف جميع الجبهات القريبة من منطقة حجور وألا تتقدم القوات المتواجدة في “عاهم” و”مستبأ” أو حرض للالتحام مع قبائل حجور، وأن على قبائل حجور مواجهة الحوثيين بقواتها القبلية دون إسناد من قوات التحالف.
وقالت أن الفريق تركي لم يوضح الأسباب إلاّ أنه اكتفى بالقول لهادي بأن هذا رأي القيادة في السعودية والإمارات دون مزيد من الإيضاح.
من جانبه نقل موقع “اليمن نت” عن مصادر محلية قولها بأن الطلعات الجوية التي تنفذها مقاتلات التحالف منذ نحو عشرة أيام فقط وعمليتي الإنزال الجوي التي تمت، خلال الأيام الماضية من قبل قوات التحالف العربي بقيادة السعودية، كانت نتيجة الضغط الإعلامي والسياسي الذي مارسه اليمنيون عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المختلفة.
وأضافت المصادر أن الضغط الإعلامي والسياسي شكل حرجاً شديداً للشرعية وللتحالف العربي الذي اضطر أمام هذا الضغط الإعلامي لتنفيذ بعض الطلعات الجوية استهدفت تعزيزات للحوثيين بعدة غارات ولم تغطي أي هجوم للقبائل، مشيرة إلى أن هذه الغارات تراجعت خلال الأيام الأخيرة.
واكتفت قوات التحالف بتنفيذ عمليتي إنزال جوي، وشملت مساعدات طبية وعدد من الذخائر دون سلاح.
يأتي هذا بعد أسبوع من توجيه ضابط سعودي رفيع في الاستخبارات الملكية تحذيراً من خطة خطيرة يخطط الحوثيون لتنفيذها في مديرية كشر القريبة من الحدود مع السعودية (شمال غربي اليمن).
وأوضح المصدر الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، أن معلومات استخباراتية دقيقة أكدت أن الحوثيون يتجهون لتنفيذ ضربة عسكرية قاضية وخاطفة للتخلص من خصومهم وحسم الأمور سريعا في غضون ساعات، بمنطقة كشر التابعة لمحافظة حجة.
واعتبر المصدر العسكري أنه من السذاجة بمكان البدء بفتح جبهة في تلك المنطقة وتقديم حلفاء المملكة لقمة سائغة للحوثيين، مؤكداً أن تقدير الموقف العملياتي يشير بوضوح إلى أن الحوثيون يطوقون المنطقة من جميع الاتجاهات ومستعدون لأسوأ السيناريوهات ويمتلكون قوة جبارة لإحراق المنطقة قبل تمكن التحالف من إنقاذ مناصريهم.
وأضاف أن الأخطر من ذلك كله أن الحوثيون يبدون ليونة وضعفاً شيطانياً يغري البسطاء حتى يورطوا الموالين للتحالف بتفجير الموقف في المنطقة والتوافد إليها ومن ثم يمتلكون ذريعة لتنفيذ ضربة عسكرية قاضية وخاطفة للتخلص من خصومهم وحسم الأمور سريعا في غضون ساعات، وذلك ما يتقنه الحوثيون جيدا .
وبين أن ما يظنه البعض تقاعسا من المملكة ليس سوى نتاج لتقدير الموقف العسكري والقتالي الذي قد تؤول إليه الأمور، وتفاديا للكارثة التي قد تحدث في حال فتح المعركة هناك وفقا للمعطيات الحالية. مؤكدا أن الوقت لم يحن بعد لمثل تلك الجبهة وعلى الجميع التريث بدلا من الانزلاق واهداء الحوثي نصرا جديدا .
وأوضح المصدر العسكري السعودي أن على الجميع عدم تكرار تجربة صالح الذي تم تقديمه لقمة سائغة للحوثيين بسبب التهور في اتخاذ القرار وإشعال المعركة وفقا لحسابات غير دقيقة، واندفاع عاطفي غير محسوب العواقب. مضيفاً أن الأهم الآن هو النتائج وليس الصوت المرتفع.