المستقبل نت – خاص
يتعرض الجنود اليمنيين المتواجدين في الحدود الجنوبية للسعودية لممارسات تعسفية، تميزهم عن غيرهم من الجنود السعوديين، وتحرمهم مرتباتهم.
وكشفت مصادر إنَّ آلاف اليمنيين تُجنِّدهم السعودية للدفاع عن حدودها ضدَّ جماعة أنصار الله (الحوثيين).
وقالت المصادر أن السعودية تدفع بالجنود اليمنيون إلى الصفوف الأمامية، فيما يبقى الجنود السعوديين بعيداً عن القتال، وتنسيق الضربات الجوية على أهداف من بعيد.
وبينما يلاقي المقاتلون اليمنيون الأخطار والموت في مقدمة الصفوف بالحد الجنوبي للمملكة السعودية ويشكلون حائط صد ودرع بشري للجنود السعوديين، وجه ولي العهد محمد بن سلمان بصرف راتب شهر مكافأة ليس للجنود اليمنيين المقاتلين بل للجنود السعوديين الذين يتوارون خلف اليمنيين ويزجون بهم للصفوف الاولى.
واشتكى ضباط وجنود يمنيون في الحد الجنوبي، من تعرضهم لتمييز عنصري من قبل القوات السعودية.
وفي نظر حكومة هادي، فإنَّ اليمنيين الذين جرى استئجارهم للقتال إلى جانب حليفتها السعودية “مرتزقة”، ومن ثم فهي ليست مسؤولة عن سلامتهم.
مصدر عسكري مسؤول في قوات هادي قال لـ”المستقبل نت”، واشترط عدم الكشف عن هويته: “الحكومة ليست مسؤولة عن المرتزقة الذين يذهبون إلى السعودية عبر الوسطاء. الحكومة مسؤولة فحسب عن الجنود الرسميين الذين يقاتلون في كافة أنحاء البلاد”.
الانتهاكات والممارسات العنصرية للجنود اليمنيين ليست وليدة اليوم، ففي مطلع ديسمبر الماضي قامت السعودية بطرد لواء عسكري تابع للشرعية ويقاتل منتسبوا اللواء في صفوفها ودفاعاً عن حدودها، وتحديدا في منفذ علب، وذلك بعد فترة وجيزة من طرد وترحيل اللواء 143 مع مجاميع أغلبهم من قبيلة مراد بقيادة ذياب القبلي.
وقالت مصادر عسكرية في اللواء الخامس حدود أن “قائد ومنتسبوا اللواء يشعرون بالقهر جراء إهانتهم وإذلالهم من قبل السعودية التي تراهم مجرد مرتزقة وتتعامل معهم على هذا الأساس”.
وأكدت المصادر أن “السعودية استغنت بطريقة مهينة عن اللواء الخامس حرس حدود الذي يقوده العميد صالح قروش في جبهة علب وترحيله مع مسلحيه إلى جهة غير معلومة”.
وأشارت المصادر إن “قائد اللواء صالح قروش تفاجأ بقيادة القوات السعودية تصدر قرار الاستغناء عنه ولوائه بصورة مهينة، وقد تحدث قروش بحرقة شديدة أمام مجاميعه عن الإهانة والإذلال اللذان تعرضا لهما من قبل السعوديين”.
ووصف قروش قرار السعودية بالاستغناء عنه بالمؤامرة والاستفزاز، قائلاً: “نحن نتعرض لحرب شعواء ولو سمعتم ما قالوه لي لحاربتموهم قبل أن تحاربوا الحوثي”.
واشتكى قروش من ما وصفها بالحرب عليهم حتى على مستوى الدعم والتغذية وبأنه يعتمد على فاعلين الخير لشراء تغذية لمجاميعه التي قاتلت كمرتزقة تدافع عن حدود السعودية فكافأتهم بالطرد.
وأشارت المصادر إلى أن حالة الاستغناء عن اللواء الخامس ليست الأولى، ويبدو أنها لن تكون الأخيرة، فثمة حالات عديدة منها ما تخطى الطرد إلى القتل قصفاً والاعتقال.
وفي منتصف أغسطس الماضي قامت القوات السعودية باعتقال سالم ناصر بلعيد المرقشي و150 من أفراد لواء الكواسر ممن كانت السعودية قد دفعت بهم صوب جبهة محور علب الحدودي ووضعتهم تحت إشراف مباشر من قائد قواتها البرية هناك فهد بن تركي.
ما تعرض له المرقشي وعناصره، كان القيادي الجنوبي يوسف بن دهباش قائد اللواء الخامس حرس حدود قد تعرض له مطلع مارس الماضي ولكن بعد ارتكاب مقاتلات التحالف مجزرة بحق منتسبي ذاك اللواء.
تلك المجزرة راح ضحيتها 136 فرد، وأصيب 600 آخرين إصابات بالغة جداً، فيما تم اقتياد دهباش و36 ضابطاً بينهم قادة كتائب في اللواء الخامس إلى السجون السعودية.
هذه الانتهاكات والممارسات المهينة لم تقتصر على الجانب العسكري فقط، فقد امتدت إلى قيادات يمنية سياسية، ففي مطلع العام 2018 طردت السلطات السعودية محافظي حجة وريمة والمحويت المعينين من قبل عبد ربه منصور هادي من أراضيها ورفضت تجديد تأشيراتهم بعد أن احتجزتهم فترة داخل أحد سجونها.
ومطلع يناير الماضي، كشفت مصادر محلية عن فقدان 13 شخصاً من أبناء مدينة تبن بمحافظة لحج، أثناء مشاركتهم في معركة الدفاع عن السعودية.
ولفتت المصادر إلى أن الشباب تم الزجّ بهم في الخطوط الأمامية للجبهة على الحدود من دون تدريب أو تأهيل، الأمر الذي تسبب في سقوطهم قتلى والبعض أسرى بعد مواجهات مع قوات الحوثيين.
وأوضحت أن شخصيات عسكرية يمنية جندت المئات من الشباب للقتال على الحدود السعودية، مشيرة إلى إن عمليات استقطاب الشباب استهدفتهم بذريعة تدريبهم وترقيمهم في منفذ الوديعة والعبر، ومن ثم إعادتهم وتوزيعهم في وحدات تابعة لهم في المحافظات اليمنية.