المستقبل نت – متابعة خاصة
قال مصدر يمني مطلع أن هناك مساعيَ حثيثة من قبل السعوديين لتوسيع انتشارهم العسكري في المهرة شرق اليمن، رغم حالة الرفض الشعبي لهذا التوجه.
وفي هذا الصدد، كشف المصدر عن تفاصيل خاصة بخريطة توزيع المعسكرات والثكنات العسكرية للقوات السعودية، وعددها، في محافظة المهرة الواقعة شرق البلاد.
وأضاف أن السعودية أنشأت حاليا 20 موقعا عسكريا في مناطق متفرقة بالمهرة، بينها ثلاثة معسكرات كبيرة، مؤكدا أن المحاولات من قبل المملكة تجرى على قدم وساق لتعزيز تواجدها العسكري أكثر في بعض المناطق الاستراتيجية، لكنها تصطدم بحائط الصد الشعبي الرافض لهذا الوجود الذي يعدونه “احتلالا”.
ونقلت صحيفة “عربي21” عن المصدر اليمني، الذي اشترط عدم الكشف عن اسمه، أن القوات السعودية تقيم 5 مواقع وثكنة عسكرية في مديرية المسيلة التي تحظى بأهمية استراتيجية في المهرة.
وتكمن أهمية “المسيلة” الواقعة غرب المهرة، في كونها منطقة ساحلية وغنية بالنفط، وتقع على مقربة من حقول النفط والغاز في وادي محافظة حضرموت المجاورة لها، بالإضافة إلى خصوبة تربتها، ووفرة المياه فيها، ويقع فيها أكبر الأودية في المحافظة.
أما مديرية سيحوت الواقعة على بحر العرب، جنوب غرب المهرة، فتوجد بها 5 ثكنات عسكرية للقوات السعودية، فضلا عن معسكر كبير في قرية درفات التابعة لهذه البلدة الساحلية، حسبما ذكره المصدر.
وكانت مصادر يمنية قد كشفت مطلع شباط/ فبراير الجاري، عن مساع سعودية لإنشاء برج مراقبة عسكري في شاطئ سيحوت، لكن الأهالي تجمعوا وأجبروا الفريق السعودي على المغادرة.
وأشارت مصادر إلى أن السعودية أنشأت في مديرية حصوين الواقعة على البحر العربي، جنوب مدينة الغيضة (كبرى مدن محافظة المهرة) معسكرا كبيرا في قرية جدوة التابعة لها.
وفي مدينة الغيضة، عاصمة محافظة المهرة، يؤكد المصدر أن المملكة حولتها إلى ثكنة عسكرية، حيث يوجد فيها 5 مواقع لقواتها، بالإضافة إلى معسكر كبير في منطقة “لوسيك”، فضلا عن مطار المدينة الذي بات قاعدة عسكرية، وتتم من خلالها إدارة كل الثكنات الأخرى في المهرة.
وتتواجد السعودية عسكريا في ميناء نشطون الواقع على بعد 35 كلم من الغيضة، وإلى الحدود مع سلطنة عمان، شرقا، أنشأت القوات السعودية معسكرين الأول في مديرية حات التي تعد أكبر المديريات في المهرة، وبالقرب من الحدود العمانية، شرقي المدينة، قرب اللواء 123 مشاه التابع للجيش اليمني.
أما الآخر، في مديرية شحن التي ترتبط بمنفذ بري مع عمان، فيوجد موقع عسكري قرب الحدود مع السلطنة.
وذكر المصدر اليمني أن هناك نية سعودية، لتعزيز تواجدها العسكري بشكل مكثف في هذه البلدة التي ترتبط بمنفذ بري عبر استحداث 12 موقعا جديدا بالاتفاق مع أحد شيوخ القبائل في المنطقة.
ويستدرك المصدر قائلا: “معارضة السكان للسياسات السعودية وهيمنتها العسكرية في مناطقهم، تعيق مساعيها، وسط مخاوف من تصاعد هذا الرفض إلى صدام عسكري مع العسكريين السعوديين في المهرة”.
وتزداد المخاوف في هذه المحافظة من احتمال حدوث مواجهة بين القوات السعودية والسكان المحليين الرافضين لوجودها العسكري في مدينتهم، في ظل “اتهامهم المملكة بمحاولة جرهم إلى مربعات العنف والفوضى وخلق ذرائع لذلك”، وفقا لما ذكرته صحيفة “عربي21” في وقت سابق.
من زاوية أخرى، أكد المصدر اليمني وثيق الاطلاع أن القوات السعودية تتحرك في أحيان كثيرة خلف واجهة قوات يمنية موالية لها.
ويضيف أنه في بعض المعسكرات يتواجد عناصر يمنيون قامت بتجنيدهم المملكة، لكن وبعد فترة وجيزة، يتم الاستعاضة عنهم بعسكريين سعوديين.
وبحسب المصدر، فإن عدد العسكريين من الجنود والضباط الموجودين داخل موقع أو ثكنة عسكرية يتراوح ما بين 40 و60 عنصرا.
لكنه قال إن ذلك العدد يتضاعف في المعسكرات الكبيرة وهي ثلاثة؛ تقع في الغيضة وحات وحصوين إلى ما يزيد على 150 عنصرا سعوديا.
وبشأن العتاد الحربي، لفت المصدر إلى أن السعوديين يخزنون أنواع مختلفة من الأسلحة الثقيلة في مطار الغيضة من “دبابات ومدرعات وطيران ووحدات اتصال”.
ولم يستبعد أيضا “وجود مدفعية وصواريخ في المطار تابعة للقوات السعودية.
أما باقي المعسكرات، فسلاح القوات المتواجدة فيها عبارة عن سيارات (مركبات) وأسلحة رشاشة وآليات مدرعة.
ورغم ابتعاد الحرب عن محافظة المهرة التي توصف بأنها بوابة اليمن الشرقية، إلا أنها، كما يقول المصدر ” تعاني من حصار متزايد وقيود مشددة، ضاعفت من معاناة السكان، حيث يعتبر الصيادون من أبرز الشرائح التي تضررت كثيرا بفعل إجراءات المنع من مغادرة الشواطئ للصيد”.
وأردف المصدر قائلا: “التواجد العسكري بات مثيرا جدا، حتى أصبح عسكريوها يمارسون مهام الأجهزة الرسمية”، وهو ما يشير إلى أنها ” تخطط للبقاء طويلا”.
وأواخر آب/ أغسطس 2018، تعززت التسريبات عن نية السعودية الشروع في إنشاء ميناء نفطي في محافظة المهرة، تمهيداً لقيام الرياض بمد أنبوب نفطي عبر اليمن، لنقل النفط عبره إلى بحر العرب.
وكشفت وثيقة مسربة، عن تقدّم شركة “هوتا” للأعمال البحرية، برسالة إلى السفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر، تشكره من خلالها لطلبه التقدّم بالعرض المالي والفني لتصميم وتنفيذ ميناء تصدير النفط، وتؤكد أنها ستقوم بترتيب زيارة ميدانية إلى الموقع والقيام بالمسوحات اللازمة لتقييم المشروع، فيما لم تفصح الرسالة عن اسم الموقع.
وتشهد المحافظة منذ أبريل/نيسان الماضي اعتصامات سلمية للمطالبة بخروج القوات السعودية والإماراتية من المهرة، وتسليم منفذي شحن وصيرفت وميناء نشطون ومطار الغيضة الدولي إلى القوات المحلية، والحفاظ على السيادة الوطنية.