اعتبرت بعض وسائل الإعلام الغربية أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، برر خلال زيارته إلى الصين إنشاء سلطات هذه البلاد معسكرات خاصة باحتجاز المسلمين الأويغور الصينيين.
وخلصت وسائل الإعلام هذه، بما فيها مجلة “نيوزويك” الأمريكية، إلى هذا الاستنتاج استنادا إلى ما نقله التلفزيون الصيني عن الأمير محمد قوله أمس الجمعة، خلال لقائه الرئيس الصيني، شي جينغ بينغ: “لدى الصين الحق في ممارسة أنشطة مكافحة الإرهاب والتطرف من أجل أمنها القومي”.
وفي اقتباس أوسع من تصريحات ولي العهد السعودي، نقلت وكالة “شينخوا” الصينية عن الأمير محمد قوله: “تتمسك السعودية بقوة بسياسة “صين-واحدة”، ونحترم وندعم حقوق الصين في اتخاذ الإجراءات اللازمة لمكافحة الإرهاب والتطرف من أجل حماية الأمن القومي، ونحن مستعدون لتعزيز التعاون مع الصين”.
ويشار إلى أن التلفزيون الصيني الناطق باللغة الإنجليزية استخدم في نقله تصريحات ولي العهد السعودي عبارة “De-extremization”، وهو مصطلح تلجأ إليه بكين لوصف سياساتها المثيرة للجدل تجاه المسلمين الأويغوريين.
وحسب تقديرات منظمات دولية، احتجزت الصين في المعسكرات الخاصة مليونا أو حتى أكثر من ذلك من المسلمين الأويغوريين، حيث يتعرض هؤلاء لـ”برنامج إعادة التعليم” الذي تقول بكين إنه يهدف إلى مكافحة التطرف، وسط أنباء عن تضييق حقوقهم وإلزامهم بدراسة العقيدة الشيوعية.
وتعرضت بكين لانتقادات دولية واسعة على خلفية سياساتها تجاه الأقلية المسلمة المقيمة في غرب البلاد، حيث حذرت منظمة “هيومن رايتس ووتش” من أن هذه الجهود المضرة بحقوق المسلمين تكثفت منذ أواخر 2016.
وسبق أن وجهت جماعات من المسلمين الأويغوريين دعوة إلى ولي العهد السعودي لاستخدام زيارته الرسمية لبكين كي يضغط على الصين في مسألة المعسكرات، باعتبار المملكة مدافعا عن حقوق المسلمين في شتى أنحاء العالم.
وخلصت “نيوزويك” إلى أن الأمير محمد يسعى لبناء تحالفات جديدة في الشرق، في ظل الانتقادات التي تعرضت لها المملكة على خلفية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في اسطنبول.