د/ أسماء الشهاري
احتلال الحديدة أو اتفاق يسرع افراغ الحديدة من الحوثيين كواحد من مخرجات مؤتمر_وارسو.
والتساؤلات التي تضع نفسها هنا، هي:
_هل هذا أول اتفاق ينص على ذلك، أو ألم يتم طرح ذلك مئات المرات منذ بداية العدوان؟
_هل تمت مناقشة ذلك فعليا تحت الطاولة عشرات إن لم يكن مئات المرات، أو هل كانوا بحاجة لإعلان ذلك لنعلم انه هدف من أهم الأهداف لديهم؟
_هل سيتم السعي لذلك، أو هل سعوا لذلك فعلاً مئات المرات واستنفدوا جميع الطرق والوسائل دون أن يحققوا شيئاً يذكر؟
_هل هناك معجزة يمكن أن يحققوها لينجزوا ذلك، أو ألم يجربوا كل ما يمكن تجريبه لما يقارب الأربعة أعوام؟
_هل تريد أمريكا وإسرائيل إيصال رسالة للشعب اليمني، أو هل لا يزال يخفى على أحد قيادة أمريكا للعدوان لمصالح صهيونية، وأن العدوان على اليمن والسيطرة على السواحل كالحديدة وعلى باب المندب يعني إسرائيل بالدرجة الأولى؟
_ما نوع التحالفات أو القوة أو العتاد والعدة التي سيستخدمونها هذه المرة، أو ألم يستخدموا كل ما لديهم من تحالفات وقدرات وإمكانيات مادية وترسانة عسكرية هائلة دون أن يحققوا شيئاً يذكر؟
_هل هي طريقة حرب جديدة، يستخدموا كل الطرق القديمة والحديثة بما فيها الاستهداف الهيستيري لكل ساكن ومتحرك ونقض العهود والهدن والمواثيق والمكر والكذب والخيانة والخديعة؟
تساؤلات كثيرة يمكن طرحها، لكن الإجابة عليها واحدة، هي أن “الهزيمة” أو “الفشل” هو المعلم الوحيد الواضح لكل ما يقومون به أو يصلون إليه في جميع تحركاتهم ومخططاتهم الأخيرة، ومخرجاتها المعروفة، والتي تحمل العديد من الدلائل، لعلّ أهمها:
1_التغطية على الهزيمة النكراء والفشل المدوي في اليمن وسوريا والعراق ولبنان وغيرها عبر عمل مؤتمرات مماثلة، مثل: وارسو
لكي يبدو أمام الرأي العام أن أمريكا وإسرائيل وأدواتها القذرة ذات نفوذ وشأن وأنها قد تمكنت من تنفيذ مخططاتها في المنطقة أو أنه لا يزال بإمكانها تحقيق شيء، رغم أن الواقع خلاف ذلك.
2_محاولة لتمرير صفقة القرن عبر خلق رأي عام بأن قبول العملاء والخونة للتطبيع يعني قبول الشعوب لذلك، لكن الشعوب حرة والنتائج على العبيد وأربابهم ستكون جداً مُرة.
3_حرب نفسية كسابقاتها عن طريق إعلان أن من مخرجات #وارسو احتلال الحديدة، وكأنّ العدوان الأمريكي الصهيوني السعودي الإماراتي وحلفاءه باليمن لم يستخدموا كل خبراتهم وأسلحتهم بشكل هيستيري كان يكفي لاحتلال كوكب آخر إلى جانب الأرض ولكنهم فشلوا في ذلك بفضل الله وعباده المخلَّصين.
4_استخدام خالد الغير يماني في أسلوب عدواني جديد وفي غاية الخطورة على اليمن وشعبه العظيم يستهدف أهم قيمه ومبادئه الإيمانية والأخلاقية والإنسانية والعقائدية الثابتة والأساسية والراسخة رسوخ الجبال، والتي لم يشن العدوان عليه إلا نتيجة أنه يحمل مبدأ العِداء لإسرائيل وهو الناصر الأول للقضية الفلسطينية ولجميع قضايا أمته وضربه في صميم هويته، والذي كان خطوة استباقية لثنيه عمّا يعلم الأعداء انه من واقعه لا شك مقدمٌ عليه، فكانت النتيجة ان العدو يسرع بغبائه وإجرامه من وصول شعب الإيمان والإباء إلى غايته مهما بلغ حجم التآمر عليه، ولعلّه قد ذاق وعلم عن بأسه وشدته، ولعلّ القادم سيعرفه أكثر وسيذيقه وبال أمره على تماديه في غيّه وضلالته، وكأنّ لم يأته من الرد بعد شئ، ولعلّ أمس الأحد كان بداية النهاية وسيعلم من الرد مدى جرمه وخطيئته، وما عليهم سوى الانتظار “وما يرونه ما لا يسمعونه من شعب النُّصرة والأنصار”.