المستقبل نت – وكالات
قال مصدر أممي، الاثنين، إن طرفي النزاع في اليمن توصلا لاتفاق جزئي في مدينة الحديدة (غربا)، يقضي بسحب قوات الطرفين من بعض مناطق خطوط المواجهات، وانسحاب جزئي من ميناء المدينة الرئيسي ومينائي راس عيسى والصليف.
وذكر مصدر في مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن، لوكالة “الأناضول” أن الاتفاق جاء عقب جولة جديدة من مفاوضات لجنة إعادة الانتشار التي تضم ممثلين من جانب حكومة هادي وجماعة الحوثي في فندق بمدينة الحديدة، دون تحديد جدول زمني لإتمام عملية انسحاب القوات المذكورة.
وبدأت الجولة الجديدة التي قادها رئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار وفريق المراقبين الدوليين الجنرال الدنماركي مايكل لوليسغارد، السبت، بعد شهرين من المفاوضات، بقيادة الرئيس السابق للجنة الجنرال الهولندي باتريك كاميرت.
وأضاف المصدر الأممي الذي فضل عدم الكشف عن هويته كونه غير مخول بالحديث للإعلام، إن الاتفاق تضمن إعادة انتشار قوات الطرفين في مناطق المواجهات.
وحتى اللحظة فإن قوات هادي مدعومه بالتحالف تطوّق مدينة الحديدة الواقعة على ساحل البحر الأحمر، من الجهتين الجنوبية والشرقية، فيما يسيطر الحوثيون على المدينة والجهة الشمالية منها، منذ تشرين الأول/ أكتوبر من العام الماضي.
وأوضح المصدر أن الحوثيين سينسحبون من ميناء الحديدة ومينائي راس عيسى والصليف (شمال الحديدة) بمسافة خمسة كيلومترات، ومن حي “7 يوليو” شرق المدينة؛ حيث تقع خطوط التماس بين الطرفين، بالتراجع إلى داخل المدينة بمسافة 350 متراً.
وأضاف أن قوات هادي ستنسحب من منطقة “كيلو 8” (جنوب المدينة) باتجاه الشرق بمسافة كم واحد.
وتقع تلك المطاحن جنوب الحديدة، على خطوط التماس بين الحوثيين وقوات هادي، وتسيطر عليها الأخيرة حاليًا، فيما تستخدمها الأمم المتحدة منذ بدء الحرب لطحن القمح المقدم كمساعدات للمدنيين.
ووفق المصدر، فإن قوات هادي ستنسحب أيضاً بمسافة كم واحد في حي “22 مايو” (شرق المدينة) حيث يمثّل الحي منطقة تماس بين قوات الطرفين.
وقال إن الخلاف لا يزال يتعلق بالقضايا الرئيسية، فمن سيدير المدينة، وهوية قوات الشرطة والأمن التي ستنتشر فيها، بالإضافة إلى السلطات التي ستدير ميناء الحديدة الذي يستقبل نحو 80 في المئة من واردات البلاد والمساعدات الإغاثية.
ولم يصدر عن الحوثيين أي تعقيب بشأن التوصل لهذا الاتفاق.
وهذه أول انفراجة في تنفيذ اتفاق السويد الذي توصلت له الأطراف اليمنية عقب مشاورات في ستوكهولم (6- 13 كانون الأول/ ديسمبر الماضي)، والذي قضى بالوقف الفوري لإطلاق النار والانسحاب إلى مواقع متفق عليها خارج المدينة والموانئ.
وقضى بأن تقع مسؤولية أمن مدينة الحديدة والموانئ على عاتق قوات الأمن المحلية وفقا للقانون اليمني، وإزالة جميع المظاهر العسكرية المسلحة في المدينة، وإزالة الألغام وتسهيل حرية الحركة للمدنيين والبضائع.
وخلال الشهرين الماضيين لم تتوصل الأمم المتحدة إلى أي تقدم في ملف الحديدة، وظل اتفاق وقف إطلاق النار بين الطرفين هشا رغم دخوله حيّز التنفيذ في 18 كانون الأول/ ديسمبر الماضي.
وعزا مراقبون في أحاديث سابقة للأناضول فشل الأمم المتحدة في تطبيق الاتفاق، إلى التباين بين الطرفين حول تفسير عدد من بنوده، مثل هوية السلطة المحلية التي ستدير المدينة بعد انسحاب الطرفين.