مطهر يحيى شرف الدين
العالم أجمع شعوباً وزعامات شاهدوا ما سُمي بمؤتمر حلف وارسو، ويظهر في الصورة وزير خارجية الشرعية المزعومة خالد اليماني وهو متكئ على أعمدة تحالف العدوان الأمريكي الإسرائيلي على اليمن وبكل جرأة ووقاحة بل ويشعر بالفخر والاعتزاز وهو يتوسط محور الشر والطغيان على هذه الأرض وقد جعل الله له سداً من خلفه وسداً من أمامه لا يرى إلا باطلاً ولا يسمع إلا خطاباً صهيوأمريكياً محتلاً طامعاً ، ولمن يرى في مثل هذه الشخصية ممثلاً عن اليمن واليمنيين فهو إما واهم أو ساذج مخادع وظالمٌ لنفسه ، ولمن يؤمل في ذلك الموقف الخير والبشرى بمستقبلٍ جميل، فهو إما ضال أو رهين لتلك الأدوات التي تستخدمها دول العدوان وسيلة وقفازات تعبث بالبلاد وتنهش في مقدراته وخيراته وتعيث في الأرض الفساد ، ولمن يعتقد أن في ذلك المشهد عظمة وقوة للدول الاستخبارية العظمى فليتذكر قوة الله وعظمته وجبروته على خلقه وعباده، وأن مخرجات المؤتمر لن تكون إلا سراباً ووهماً وستكون وبالاً وكيداً على نحور الأعداء وأتباعهم وأدواتهم ، ولمن يرى في مؤتمر حلف وارسو أمن وسكينة البلاد والعباد فليراجع ماذا حصل في سجون أبو غريب العراق وغوانتنامو أمريكا من سجن وتعذيب وتنكيل وهتك للأعراض بحق الرجال والنساء ، ولمن يرى في مخرجات المؤتمر السلام والتعايش في المنطقة فليستعد لبيع دينه وأرضه وعرضه، وليستعد أيضاً للانحناء إجلالاً وتقديساً للنتن ياهو إسرائيل وترمب أمريكا ، ولمن يرى في ذلك المؤتمر النجاة والخلاص والانتصار والركون فلينتظر الأشد والأنكى وليتذكر أن الله تعالى قال في محكم كتابه ” ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون” ولمن ينتظر من دهاليز ومطابخ مؤتمر وارسو مؤامرة رفض الوجود العسكري للمقاومة اللبنانية والسورية واليمنية المناهضة لدول الاستكبار العالمي فليقرأ قوله تعالى ” ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين” ولمن يرى أن مخرجات المؤتمر ترمي إلى مواجهة تطوير البرنامج الصاروخي الإيراني وتقويض الأنشطة الإيرانية فليعلم أن آية الله السيد علي خامنئي قد برهن على جهوزية الشعب الايراني ومدى اقتداره على التصدي لأي اختراق أمريكي أو أي محاولة للنيل من استقلال وكرامة الشعب وعزته، وكذلك حين رد على التهديد بالتهديد ورد الوعد بالوعيد وفضح الهستيريا الإعلامية الغربية التي تستهدف إيران وتسعى لشيطنتها وخصوصاً في المنطقة العربية والإسلامية.
، ولمن يرى في جدول أعمال المؤتمر بُعداً إنسانياً لشعوب المنطقة فهو عديم الإنسانية ولا يستحق أن يكون إنساناً، بعد أن شاهد بأم عينيه العدوان والقتل والدمار والحصار والخراب والتجويع والأزمة الإنسانية التي تعصف بالملايين من أبناء الشعب اليمني ، ولمن يرى أن مؤتمر وارسو رسالة لتصعيد العمليات العسكرية في اليمن فليعلم أن مقاومة الشعب اليمني لدول الاستكبار العالمي ليس لها حدود وستكون أكثر ثباتاً وصموداً وأقوى بأساً وأشد تنكيلاً بأعداء الله ورسوله والمؤمنين.. وأخيراً أسأل من هم في صف الشرعية المزعومة
أولئك من رأيناهم في موقف لا يحسدون عليه ومشهد لا يشرِّف أي عربي مسلم أن يكون في تلك الصورة المشينة، ها هم من يمثلون شرعيتكم التي تقاتلون من أجلها جنباً إلى جنب مع الاسرائيلي والأمريكي ، فهل هؤلاء يحملون راية حق وهل يحملون قضية أو أنهم أصحاب مبدأ ؟
وهل يريدون العزة والكرامة و الخير لليمن ؟
هل مثل تلك الشخيصة جديرة بتحمل المسؤولية الدينية والوطنية للبلاد والعباد ، وهل هذه الصورة وهذا الموقف و السلوك يرضي الله ورسوله ؟
وهل هؤلاء الذين يتوسطهم اليماني هم من أمرنا الله بموالاتهم ونيل رضاهم وودهم؟
وإذا لم يكن أولئك هم من حذرنا الله منهم في كتابه العزيز وأمرنا بمعاداتهم فمن سيكون غيرهم؟ ! قال تعالى ” ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم امنوا بما أُنزل إليك وما أُنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أُمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يظلهم ضلالاً بعيدا “