المستقبل نت عينك الثالثة على الحدث
مقالات مشابهة
قوبل ظهور وزير الخارجية لحكومة هادي ،خالد اليماني إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مؤتمر وارسو الدولي، بغضب في أوساط اليمنيين في مواقع التواصل الاجتماعي، ووصف مغردون ما حدث بأنه تطبيع ناعم.
وفتحت تلك الصور -التي حرص نتنياهو على نشرها في صفحته العربية بموقع تويتر- سيلا من الانتقادات والغضب على اليماني، الذي ظهر بوصفه أول مسؤول يمني يلتقي بمسؤول إسرائيلي بارز جنبا إلى جنب.
ومما زاد من غضب اليمنيين هو ما تحدث به مسؤولون أميركيون وإسرائيليون عن أن المسؤول اليمني بادر بإعارة مكبر الصوت الخاص به لنتنياهو بعد أن تعطل الجهاز الخاص بالأخير خلال المؤتمر.
بداية التعاون
ووفق تغريدة لمساعد الرئيس الأميركي والمبعوث للمفاوضات الدولية جيسون غرينبلات من داخل غرفة الاجتماع، فإن نتنياهو مازح اليماني قائلا “إنها بداية التعاون بين إسرائيل واليمن”.
وعلّق المراسل والمحلل السياسي في هيئة البث الإسرائيلية شمعون آران على الموقف، وقال إنه خلق جوا من الدعابة في المؤتمر، واصفا ذلك بأنه “تعاون جديد”.
ومنذ نشوء إسرائيل عام 1948، اتسمت علاقتها مع اليمن بالقطيعة التامة، رغم وجود أكثر من 400 ألف يهودي في إسرائيل هاجروا من اليمن منذ بداية القرن الماضي على مدد متقطعة.
وآخر هجرة ليهود من اليمن نحو إسرائيل كانت في العام 2016، ورغم ذلك فإن اليمن منع الإسرائيليين ذوي الأصول اليمنية من دخول البلاد في العام 2000.
تطبيع ناعم
لكن التطور الجديد دفع اليمنيين إلى وصف ظهور اليماني مع نتنياهو والموقف الذي حدث بينهما بأنه تطبيع ناعم، واتهموا اليماني بأنه تعمّد فعل ذلك مدفوعا من الإمارات والسعودية التي تقيم خطوط اتصال مع إسرائيل.
وقال وزير الخارجية اليمني السابق عبد الملك المخلافي في تغريدة له على موقع تويتر، “إن القضية الفلسطينية هي قضية القضايا، وإن التطبيع أو شبهة التطبيع مع العدو الصهيوني بأي صورة من الصور يخالف كل ثوابت شعبنا وتاريخه بل ودستوره”.
وأشار إلى أن اليماني ظهر في المؤتمر مجاملا، لكنه لم يشر إلى الجهة التي جاملها المسؤول اليمني.
اجتماعات التطبيع
ودوّن علي الفقيه نائب رئيس صحيفة المصدر على فيسبوك أنه حين تجتمع اللجنة الرباعية الدولية التي تضم سفراء السعودية والإمارات وبريطانيا والولايات المتحدة لدى اليمن، لا يدعون الحكومة للحضور، رغم أنها المعنية بالاجتماع. وأضاف “وحين تُعقد اجتماعات بغرض التطبيع مع إسرائيل يدعوننا، ولا نتأخر”.
وأشار إلى أن الإمارات والسعودية “تستخدم اليمن كمزلق، والتّبع اليماني لا يبخل عليهم بالاستجابة السريعة”.
وحاول الوزير اليماني أن يبرر موقفه، وقال إن الاجتماع كان مثل أي اجتماع تحضره اليمن، وإن جلوسه بجانب نتنياهو بترتيب من اللجنة المنظمة للمؤتمر، ليرد عليه اليمنيون بأنه ذهب لجلب العار فقط، وأن كبح التوسع الإيراني لا يأتي بالتمدد ناحية الصهاينة والتودد لهم.
وأجمع نشطاء على أن ما حدث “تطبيع هو الأول بين إسرائيل واليمن” بحكومته التي تقف عاجزة عن رفض أي توجيهات سعودية وإماراتية، وطالبوا بالاعتذار للشعب الذي يرفض التطبيع مع دولة محتلة، وبإقالة اليماني من منصبه.
هجوم حوثي
ومن جهته غرّد حسين العزي نائب وزير الخارجية في حكومة الحوثيين ، موضحاً أن ما حدث يؤكد لماذا ترفع جماعته في شعارها “الصرخة” عبارة “الموت لإسرائيل”.
ودرجت جماعة الحوثيين على القول إنها تواجه “عدوانا أميركيا إسرائيليا على اليمن، والإمارات والسعودية والحكومة اليمنية مرتزقة فقط يحاربون بدلا من الدولتين”.
وكتب الإعلامي البارز في جماعة الحوثيين حميد رزق في تغريدة على تويتر أن “كل الأحداث والتطورات في المنطقة والعالم تثبت صوابية بل إستراتيجية قرار الشعب اليمني في مواجهة العدوان”.
مساس بالثوابت
من جهة، يرى الخبير في العلاقات الإيرانية العربية ورئيس مركز “ساس” للدراسات الإستراتيجية عدنان هاشم أن ظهور اليماني بتلك الكيفية عزز من دعاية الحرب لدى الحوثيين، وأظهر أنها “تقاتل الاحتلال الإسرائيلي”.
وأضاف هاشم للجزيرة نت أن الحوثيين سيعملون على التشكيك أكثر في شرعية الحكومة، التي لا تعبر عن توجهات شعبها.
وقال “ما فعلته الحكومة سيئ للغاية، فهذه ثوابت لدى اليمنيين، والتحالف مع إسرائيل لمواجهة إيران مثير للضحك، فلا يمكن مواجهة إيران بالكيان الصهيوني، بل إن التحالف معه يضيع القضايا ويعطي إيران تعاطفاً أكبر”.
وتستضيف العاصمة البولندية وراسو، لليوم الثاني على التوالي، أعمال مؤتمر حول الشرق الوسط، بمشاركة دول عربية وغربية، وتأتي “مواجهة” إيران على رأس أجندته.
