المستقبل نت – متابعة خاصة
أجبر سكان محليون؛ قوة عسكرية تابعة للسعودية على الانسحاب من مبنى يعود للقوات الحكومية في محافظة المهرة شرقي اليمن.
وقال مصدر محلي الاثنين، إن أهالي بلدة “حوف” شرقي مدينة الغيظة، عاصمة المهرة، أجبروا قوة عسكرية مدعومة من القوات السعودية المتواجدة في المحافظة، على مغادرة مبنى تابع لقوات “خفر السواحل” كانت سيطرت عليه أمس الأول.
وأضاف المصدر أن لجنة أمنية، استجابت لمطالب وضغط الأهالي الذين تجمعوا أمام المقر العسكري بعد دخوله من قبل قوة عسكرية وصفت بـ”المليشياوية” لا تتبع الأجهزة الأمنية الرسمية، وأقرت مغادرتها للمقر في مديرية حوف، بحسب “عربي 21”.
وكان مصدر محلي قد أكد أمس الأحد أن قوة مكونة من 15 عنصرا، وصلت بشكل مفاجئ إلى مقر قوات خفر السواحل في حوف، دون أن يكون للسلطات المحلية علما بهذا التحرك، معززة بمركبتين عسكريتين، ومدرعة سعودية، وهو ما دفع الأهالي لرفض هذه الخطوة وطالبوا بإخلاء المقر الحكومي.
جدير بالذكر أن أهالي المهرة تظاهروا في أكثر من مرة ضد سياسات السعودية والإمارات بالمحافظة، وفي ديسمبر الماضي احتجوا على تجاوزات التحالف في شؤون الجمارك ومضايقة التجار ومصادرة بضائعهم دون أي وجه حق.
وتحول الوجود السعودي والإماراتي بالمهرة إلى احتلال أو وصاية، فمطار الغيضة تحول إلى ثكنة عسكرية، فضلاً عن إقامة القوات السعودية نقاط تفتيش في المحافظة منذ نهاية العام الماضي، وسيطرتها بسرعة على مفاصل المحافظة.
وتعمل القوات السعودية منذ أشهر على نشر معسكراتها في مناطق ومديريات المهرة تحت مبرر مكافحة التهريب، كما تحاول إنشاء أنبوب نفطي يمتد من أراضيها إلى سواحل المهرة.
وحسب مصادر محلية تريد السعودية توظيف القوات العسكرية لحماية الأنبوب ومشاريعها الاقتصادية غير المتفق عليها مع أبناء المهرة.
وتمتاز المهرة بامتلاكها أطول شريط ساحلي باليمن يقدر بـ560 كلم يطل على بحر العرب، إضافة إلى محمية حوف الطبيعية، كما يوجد بالمحافظة منفذين بريين مع سلطنة عُمان هما “صرفيت” و”شحن”، إضافة إلى ميناء نشطون البحري.
كما تعد المهرة والواقعة في أقصى شرق البلاد ثاني أكبر محافظة يمنية من حيث مساحتها بعد حضرموت حيث تبلغ مساحتها ” 82405 كيلو متر مربع ” وترتبط بحدود شاسعة مع سلطنة عمان من الجهة الشرقية وتحدها من الشمال والغرب محافظة حضرموت وسكانها الذي يقدر عددهم بـ122 ألفا يغلب عليهم الطابع القبلي وأغلبهم يعيش في مناطق الاغتراب “عمان والسعودية”.
وتشهد المحافظة منذ أشهر، مظاهرات واعتصامات سلمية رفضاً لانتشار القوات السعودية وسيطرتها على منافذ حدودية ومرافق مهمة، ومنددة باستحداث مسار أنبوب للنفط يمتد من منطقة الخرخير الحدودية في السعودية إلى بحر العرب عبر محافظة المهرة.
وتصاعدت الاحتجاجات لتتطور إلى اعتصام مفتوح للمطالبة بخروج تلك القوات من المحافظة وتسليم منفذي شحن وصرفيت وميناء نشطون ومطار الغيضة الدولي إلى القوات المحلية، والحفاظ على السيادة الوطنية.
ووافق التحالف على تنفيذ مطالب المعتصمين، لكنه سرعان ما نكث الاتفاق لتسود حالة غضب غير مسبوقة في الشارع المهري الذي رأى في نكث التحالف بالاتفاق انتهاكاً للسيادة الوطنية.
ويشهد اليمن حرباً دامية منذ ما يقارب الأربع سنوات، بين قوات هادي المدعومة بالتحالف العربي، وجماعة الحوثيين (أنصار الله)، خلفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، وشردت ثلاثة ملايين مواطن داخل البلاد وفر الآلاف خارجها، فضلا عن تسببها بـ”أسوأ أزمة إنسانية في العالم” وفقاً للأمم المتحدة.