المستقبل نت – خاص
قال مصدر مسؤول، اليوم الخميس، أن عمليات تحشيد عسكرية واسعة في جبهات الحديدة، قام بها التحالف الذي تقوده السعودية، بالتزامن مع تعثر تنفيذ اتفاقية السويد، مما ينذر بانفجار الأوضاع العسكرية من جديد في مدينة الحديدة غرب اليمن.
وأكد المصدر الحكومي التابع للشرعية، في حديث خاص لـ”المستقبل نت”، إن التحالف دفع بتعزيزات عسكرية بينها مدرعات وجنود يمنيين وسودانيين، إلى مواقع تمركزه في جبهات الحديدة.
وقال المسؤول الحكومي، الذي طلب عدم الإفصاح عن هويته، أنه “في الوقت الذي لم نستطع إدانة الحوثيين بشئ يثبت عرقلتهم لاتفاق السويد الذي تؤيده كل دول العالم، فإن قيادة التحالف والشرعية تعمل على افقادنا ما بقي لدى المجتمع الدولي من تعاطف تجاه الشرعية بمثل هذه التعزيزات رغم انها لاتقدم ولا تؤخر شئ وأن من يقدمون على ذلك يتعمدون وضع التحالف والشرعية في مواقف محرجة”.
وحذر مراقبون من استمرار تلك الممارسات التي تهدد الهدنة الإنسانية المتفق عليها، مشيرا كذلك إلى أنها تنسف كافة الاتفاقيات المبرمة سابقًا بشأن الحديدة.
وقال المراقبون في تصريحات لـ”المستقبل نت” أن الأمم المتحدة هي المسؤول تجاه هذه الخروقات المتكررة للتحالف.
وصعد طيران التحالف من عملياته العسكرية في اليمن، حيث شن أمس الأربعاء، 15 غارة على محافظة الحديدة، في تصعيد غير مسبوق، منها 9 غارات على منطقة المرابيت شرق الجراحي، وغارة على مفرق الصليف، وغارة على الكدن، وأربع غارات على المعشور في السخنة.
وقال مصدر عسكري أمس الأربعاء أن “التحالف ارتكب 248 خرقا خلال 72 ساعة الماضية تنوعت بين إطلاق 149 قذيفة و12 صاروخا و56 إطلاق نار من القناصة والأسلحة الخفيفة والمتوسطة على مزارع ومنازل المواطنين ومواقع قوات صنعاء”.
وأوضح المصدر أن “طيران التحالف شن إضافة إلى الخمسة عشرة غارة في الحديدة، 67 غارة على عدد من المحافظات منها 26 غارة على صعدة وغارتين على حام بالجوف وغارة على صرواح بمأرب وغارة على نهم بمحافظة صنعاء وغارة على بكيل المير وغارة على مستبأ وعشر غارات على كشر وتسع غارات على حرض بمحافظة حجة وغارة على قبالة نجران و7 غارات على محافظة ذمار و7 غارات على محافظة ريمة وغارة على بني سعد بالمحويت”.
بدورة حمل المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة في صنعاء، العميد يحيى سريع، “دول التحالف والشرعية المسؤولية الكاملة عن تلك الخروقات والتصعيد الخطير وما سيترتب على ذلك من تداعيات”.
وأكد المتحدث العسكري على أن قوات صنعاء لاتزال تلتزم بأعلى درجات ضبط النفس واحترام القرارات الأممية وماتم الالتزام به في السويد.
ورغم مرور نحو 45 يوما على اختتام مشاورات أطراف الصراع اليمني في العاصمة السويدية ستوكهولم، والتي رعتها الأمم المتحدة، إلا أن الوضع على الأرض لم يشهد تغيرًا ملموسًا في هذا النزاع المعقد.
فبحسب متابعين للشأن اليمني، لا تزال هناك “تعقيدات” أمام تنفيذ بنود الاتفاق، لا سيما ما يتعلق بتبادل الأسرى، علاوة على أن اتفاق الحديدة يتضمن بنوداً “مطاطة”، تجعله “هشا” وتعطل تنفيذه بشكل كامل حتى اليوم.
وتوصلت الحكومة الشرعية والحوثيون في 13 ديسمبر/كانون أول الماضي، إلى اتفاق يتعلق بحل الوضع في محافظة الحديدة الساحلية الاستراتيجية، إضافة إلى تبادل الأسرى والمعتقلين لدى الجانبين الذين زاد عددهم عن 15 ألفا.
وعلى الرغم من موافقة الطرفين على البدء في إجراءات تنفيذ الاتفاق، إلا أن هناك “تعقيدات” تواجه ذلك، خصوصا حل الوضع في الحديدة، بحسب مراقبين.
وكان يفترض أن تكون أولى خطوات تنفيذ الاتفاق هي وقف إطلاق النار، مع انسحاب قوات الطرفين إلى خارج المدينة، وإعادة فتح الطرقات والمعابر ونزع الألغام، في موعد أقصاه 4 يناير/ كانون ثانٍ الجاري.
لكن حتى اليوم لم يتم تنفيذ أي انسحاب من موانئ ومدينة الحديدة في ظل اتهامات متبادلة بين طرفي الصراع بعرقلة ذلك.