المستقبل نت – متابعة خاصة
لم تمض ساعات على القرار الذي أصدرته المملكة العربية السعودية، حتى فوجئ الجميع بقرار آخر، نشر البهجة في نفوسهم.
وأقامت شركة “ميدروك” التابعة لرجل الأعمال السعودي المولود في إثيوبيا، محمد حسين العمودي، احتفالات بمقرها في ضاحية ساربيت في إثيوبيا، بمناسبة إطلاق سراحه، وفقا لوكالة الأنباء الإثيوبية.
واتخذت الشركة قرارا بزيادة رواتب وحوافز العاملين، وإلغاء الديون والإيجارعن مساكنهم احتفاء بإطلاق سراح العمودي.
كما تبرعت الشركة بمبلغ 250 ألف بر إثيوبي إلى بنك إثيوبيا للعيون، ومليون بر إلى مدارس مختلفة تقع في المناطق التي تستثمر فيها الشركات، وقدمت منحة لنصف الفترة الدراسية للطلاب الذين يدرسون في جامعة ينيتي (التابعة للعمودي).
ويتوقع أن يصل العمودي في وقت قريب إلى البلاد.
من جهته، عبر رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد عن فرحته بإطلاق سراح العمودي بعد اعتقاله في الرياض لأكثر من سنة وتمنى له العودة الآمنة إلى بلاده.
من جهته قال محامي العمودي، تكا أسفا: “لم أتحدث معه بالهاتف حتى الآن ولكني تأكدت أنه كان مع أخيه وكُنت أتواصل مع شخص قريب له والآن يوجد في بيته بجدة”.
وحول عودته إلى إثيوبيا أوضح المحامي: “نحن لا نعرف هل سيعود أم يبقى ونحن سعداء فقط لإطلاق سراحه”.
وأفرجت السلطات السعودية عن رجل الأعمال محمد حسين العمودي بعد احتجازه لأكثر من عام ضمن حملة ولي العهد التي قال إنها تستهدف “مكافحة الفساد”.
ويعد الإفراج عن العمودي أحد أبرز رجال الأعمال السعوديين والمولود عام 1946، لأم إثيوبية وأب يمني من حضرموت، الحلقة الأحدث في سلسلة عمليات الإفراج عن المحتجزين البارزين، التي تتزامن مع انتقادات دولية واسعة لولي العهد محمد بن سلمان بسبب قضية اغتيال الصحفي جمال خاشقجي.
وكان العمودي، الذي صنف من قبل مجلة “فوربس” الأمريكية بأنه أغنى رجل في إثيوبيا وثاني أغنى رجل في السعودية بين عشرات من كبار رجال الأعمال والسياسة الذين احتجزوا في فندق ريتز كارلتون في العاصمة السعودية خلال الحملة التي بدأت في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2017.
وكانت تقارير سابقة تحدثت في مايو الماضي عن بوادر أزمة دبلوماسية بين السعودية وإثيوبيا، حيث كشفت مصادر دبلوماسية اثيوبية أن أديس أبابا استدعت سفيرها في الرياض وقنصلها من جدة بسبب اعتقال محمد العمودي الذي ارجأت المملكة بشكل مفاجئ إطلاق سراحه بعد أن كانت قد وعدت رئيس وزراء إثيوبيا بتسليمه له والمغادرة معه على نفس الطائرة خلال زيارته إلى الرياض.
ونقلت مجلة (أديس ستاندارد) الإثيوبية الناطقة بالإنجليزية، حينها، عن مصادر في الخارجية الإثيوبية، قولها إن الوزارة استدعت سفيرها في الرياض أمين عبد القادر، وقنصلها في جدة وبشت دميس. يأتي ذلك بعد نحو 5 أيام من زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي، أبي أحمد علي، إلى السعودية، والتي استمرت يومين.
وعقب عودته من الرياض صرح رئيس الوزراء الإثيوبي، أن السعودية ستفرج في أقرب وقت عن العمودي.
وفي مارس 2018 أثارت صحيفة “نيويورك تايمز” لغز اختفاء العمودي، مؤكدة أنه لم يخرج من الفندق ضمن صفقة المفرج عنهم في فبراير الماضي، وكان ضمنهم الأمير الوليد بن طلال.
وقالت “نيويورك تايمز”: العمودي المعروف بـ”الشيخ مو”، الذي يمد سلسلة مقاهي “ستاربكس” بالقهوة، ويلقب بأغنى رجل ذي بشرة سمراء في العالم، ويمتلك علاقات واستثمارات كثيرة في إثيوبيا، وضمن الدائرة المقربة من وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون غير معروف أين مكان احتجازه”.
وتابعت: “الحياة الذهبية للعمودي، 71 عاماً، أخذت منعطفاً حاداً في نوفمبر 2017، من رجل يمتلك المليارات إلى محتجز مع مئات من المليارديرات والأمراء والشخصيات السياسية، ضمن ما سمي بحملة الفساد التي شُنت فى المملكة مؤخراً.
وقالت الصحيفة: ”يفتقر العمودي إلى أي نسب أميري، خاصة أنه ابن رجل أعمال يمني، كما أنه متزوج من إثيوبية، لكنه كان مندمجاً في مسرح السلطة بالمملكة، فهو ملياردير يمتلك أصولاً في جميع أنحاء العالم، ولديه علاقات وثيقة بحكومات سابقة وحالية في كل العالم”.
وأشارت إلى أن العمودي تبرع بملايين الدولارات لمؤسسة “كلينتون” الخيرية، كما أنه عرض طائراته الخاصة لنقل الرئيس الأمريكي الأسبق، بيل كلينتون إلى إثيوبيا في عام 2011، موضحة أن كل تلك التفاصيل ظهرت في رسائل بريد إلكتروني تم تسريبها عبر موقع ويكيليكس، من نقاش داخلي بداخل مؤسسة كلينتون.