المستقبل نت – متابعة خاصة
قال وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، إن بلاده غيّرت مشاركتها في التحالف العربي، الذي تقوده السعودية باليمن، وإن المغرب ليس دوره الاصطفاف مع طرف ضد طرف، ولكنه يحاول تقريب وجهات النظر بين دول مجلس التعاون الخليجي.
ويعد تصريح “بوريطة” بشأن اليمن هو الأول من نوعه، عقب تقارير محلية أشارت إلى انسحاب الرباط من العمليات التي يقودها التحالف العربي.
وجاءت تصريحات الوزير، في مقابلة مع شبكة “الجزيرة”، بُثت مباشرة، مساء الأربعاء، من الرباط، وقال بوريطة إن المغرب شارك في أنشطة التحالف، و”غيّر مشاركته، انطلاقاً من تقييمه للتطورات على أرض الواقع، ومن تقييم البلاد للتطورات في اليمن، خصوصاً في الجانب الإنساني”.
وعلّق “بوريطة” على عمليات المغرب في حرب اليمن منذ سقوط مقاتلة مغربية من طراز “إف 16″، قائلاً: “كان هناك بعد ذلك مشاركة، ولكن البلاد قيّمت ذلك، وتم تطوير كيفية المشاركة في شكلها ومضمونها”.
وتوفي طيار مغربي في مايو 2015، بعد سقوط طائرة مقاتلة مغربية باليمن من طراز “إف 16” تابعة للجيش المغربي.
وأكد عدم مشاركة بلاده في آخر المناورات العسكرية التي شاركت فيها دول الخليج، مضيفاً أن بلاده لم تشارك أيضاً في عدد من الاجتماعات الوزارية لدول التحالف.
ويشار إلى أن المغرب غاب للمرة الثانية على التوالي، بداية شهر يناير الجاري، عن مناورات “الموج الأحمر”، في السعودية.
من جهة أخرى، علّق الوزير على موقف بلاده من الأزمة الخليجية وحصار قطر، قائلاً إن موقف المغرب مما جرى كان منطلقاً من طبيعة العلاقة الشخصية بين الملك المغربي محمد السادس والقادة الخليجيين، ومن العلاقات القوية بين الرباط ودول المنطقة.
وبيّن أنه كانت هناك قناعة بأن مجلس التعاون الخليجي هو “نقطة الضوء الوحيدة في الظلام العربي ويجب أن يبقى كذلك، كما أن المغرب يربط مصيره بأمن الخليج العربي؛ ومن ثم اعتبر نفسه معنياً برأب الصدع، فعرض الوساطة لحلها”.
وصدر بيان من الخارجية المغربية بعد 6 أيام من حصار قطر من الدول الأربع (السعودية، والإمارات، والبحرين، ومصر) ومقاطعتها دبلوماسياً واقتصادياً، في يونيو 2017، طالب بضبط النفس والحكمة، مؤكداً التزام الرباط موقف الحياد البنّاء واستعداده للوساطة، ثم تم إرسال طائرة مغربية تحمل مواد غذائية إلى الدوحة.
وحاول الوزير المغربي الابتعاد عن الإجابة عن بعض الأسئلة المتعلقة بقضايا شائكة، أو الرد بكلمات مقتضبة و”دبلوماسية”، خاصة فيما يتعلق بالموقف من تصويت السعودية ضد ملف المغرب لتنظيم كأس العالم 2026، وعدم زيارة ولي العهد السعوي، محمد بن سلمان، الرباط رغم الزيارات التي قام بها مؤخراً لدول منطقة المغرب العربي.
حيث قال بشأن الزيارة: “المغرب كان ضمن الجدول، ولكن كانت هناك ترتيبات وتوافقات حول التواريخ والمواعيد وغيرها، وحول الطموح الذي نريده من هذه العلاقات”.