المستقبل نت – متابعة خاصة
كشفت وثائق حصل عليها “المستقبل نت” عن تصفية 23 معتقلاً يمنياً داخل السجون السرية الإماراتية في مدينة عدن، جنوبي اليمن، في الوقت الذي يواصل آخرون الإضراب عن الطعام للمطالبة بإخلاء سبيلهم.
ووفقاً لكشف مرفق برسالة وجهها المعتقلون في سجن بئر أحمد الشهير بمدينة عدن، إلى وزير الداخلية في حكومة هادي، أحمد الميسري، فإن المعتقلين تم تصفيتهم في سجون “شلال شايع، ومنير اليافعي، والمعروف بـ”أبو اليمامة”، وصالح السيد ويسران (قيادات موالية للإمارات) وبئر أحمد القديم والمنصورة”.
وفي وثيقة أخرى كتبت بخط اليد، كشف المعتقلون- بالاسم أيضاً- عن 23 مفقوداً في سجون شلال وأبو اليمامة ويسران وصالح السيد والتحالف، خمسة منهم على الأقل اعتقلوا على أيدي قوات التحالف السعودي الإماراتي، والبقية أغلبهم لدى قوات الحزام الأمني وأمن عدن.
وكشفت وثيقة ثالثة عن وجود 16 سجيناً من أفراد الجيش لا يزالون في سجن بئر أحمد، موضحين بأرقامهم العسكرية، لم تتجاوب الجهات المعنية مع مطالبهم بالنظر في ملفاتهم.
المعتقلون أوضحوا لوزير الداخلية الميسري أنهم مضربون عن الطعام منذ أربعة أسابيع دون تجاوب، وحملوه مسؤولية ما يحدث لهم؛ لكونه المسؤول عن السجناء، وعليه توجيه الجهات الخاصة للنزول والبحث في قضايا السجناء.
وتشير تقارير منظمات حقوقية وإنسانية دولية إلى انتهاكات عديدة ترتكبها الإمارات في اليمن، مستغلة مشاركتها التحالف العسكري الذي يقود حرباً ضد جماعة أنصار الله “الحوثيين” منذ 2015.
ومؤخراً، طالبت منظمة “رايتس رادار” لحقوق الإنسان في العالم العربي الأمم المتحدة بـ”التحرك العاجل لإنقاذ حياة المعتقلين في سجون القوات الإماراتية في محافظة عدن، بشكل عام، ومعتقلي سجن بئر أحمد بشكل خاص”، مشيرة إلى أن “الكثير منهم اضطروا إلى الإضراب عن الطعام للفت أنظار العالم إلى قضيتهم المنسية، بعد أن واجهوا أقسى أنواع التعذيب والتنكيل من قبل سجّانيهم”.
ودعت المنظمة المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، إلى أن يشمل قضية معتقلي عدن ضمن القضايا العاجلة والملحة في تحركاته الراهنة، لإنهاء معاناة عشرات المعتقلين في سجن بئر أحمد بمنطقة المنصورة في محافظة عدن، والذي تديره قوات أمنية مدعومة من الإمارات.
ودعت المنظمة في بيان لها في الـ16 من يناير/ كانون الثاني الجاري إلى “إجراء تحقيق محايد وشفاف للكشف عن ملابسات حالات وفاة وإصابات خطيرة في معتقلات عدن، وأيضا الكشف عن الأسباب التي أدت لفقدان ثلاثة من معتقلي سجن بئر أحمد قواهم العقلية مؤخراً”.
ونقلت المنظمة عن مصدر حقوقي أن “نزلاء سجن بئر أحمد يتعرضون لانتهاكاتٍ نفسية وجسدية فظيعة، ويتم إخضاعهم لجلسات تحقيق قاسية تستمر ساعات طويلة، كما لم تعقد لهم أي محاكمات ولم توجه لأكثرهم أي اتهامات، وكثير من السجناء لا يعرفون أسباب اعتقالهم”.