المستقبل نت – وكالات
عندما أعلن البنتاغون في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، أنه توقف عن تزويد طائرات التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن بالوقود، بدا أن هذه خطوة كبيرة على طريق تخفيض دعم الولايات المتحدة للحرب هناك.
لكن الوثائق التي حصلت عليها شبكة “ياهو نيوز” الأمريكية حديثا تكشف أن الولايات المتحدة كانت تدرب أيضًا قوات من دولة الإمارات العربية المتحدة في الحرب الجوية في اليمن.
إحدى هذه الوثائق، خاصة بالقيادة الجوية المركزية الأمريكية وتعود لديسمبر/ كانون الأول 2017، أظهرت أن الولايات المتحدة “رافقت 6 طائرات إماراتية من طراز (إف — 16 إس) في تمرينات عسكرية تعرف باسم العلم الأحمر”.
وكشفت عن تقديم الولايات المتحدة “تدريبات جوية استفاد منها 150 طياراً إماراتياً في إطار التحضير للعمليات القتالية في اليمن”.
كما لفتت إلى الدعم المقدم من مركز الحرب الجوية التابع للقوات الجوية الأمريكية في قاعدة الظفرة الجوية، قرب مدينة أبوظبي، إلى برنامج تدريب مقاتلي إف-16 في الإمارات.
ونشرت الشبكة الأمريكية محتوى تلك الوثائق رغم إنكار المسؤولين الأمريكيين بشكل متكرر، المشاركة في أية عمليات قتالية باليمن.
ونقلت “ياهو نيوز” عن متحدث ومسؤول في القيادة المركزية الأمريكية (لم تسمه) قوله إن الجيش “لم يجر تدريبات مع أعضاء (التحالف العربي) في إطار التحضير للعمليات القتالية في اليمن”.
والشهر الماضي، أطلق الجنرال جوزيف دانفورد، رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، تصريحات مماثلة لتلك التي نقلتها “ياهو نيوز” عن المسؤول الأمريكي.
وحينذاك، شدد دانفورد على “عدم مشاركة الولايات المتحدة في الحرب الدائرة في اليمن، وعدم تقديمها الدعم لأي طرف من الأطراف”.
وكانت صحيفة “واشنطن بوست” نقلت عن مصدر مسؤول، قوله إن الولايات المتحدة ستتوقف عن تزويد طائرات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية، بالوقود في السماء.
ونقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن مصادر قولها إن ممثلي الحزبين طالبوا بمثل هذه الإجراءات على خلفية الانتقادات المتزايدة لأفعال المملكة العربية السعودية في اليمن.
ووفقا لتوقعات المصادر، فإنه يمكن الإعلان عن القرار رسميا في الأيام المقبلة. وإن هذه الخطوة ترجع جزئياً إلى تحسين قدرة القوات الجوية السعودية على إعادة التزود بالوقود من تلقاء نفسها.
وصرح ممثل عن وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون”، للصحيفة، بأن: “المفاوضات جارية مع الشركاء، ولكن ليس لدينا ما نعلنه حتى الآن”.
وفي السياق ذاته، قال التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، في نوفمبر العام الماضي إن التحالف طلب من الولايات المتحدة وقف تزويد طائراته بالوقود في اليمن.
وقال البيان الذي نشرته وكالة الأنباء السعودية (واس)، “تمكنت المملكة العربية السعودية ودول التحالف مؤخرا من زيادة قدراتها في مجال تزويد طائراتها بالوقود جوا بشكل مستقل ضمن عملياتها لدعم الشرعية في اليمن”.
وأضاف البيان “في ضوء ذلك، وبالتشاور مع الحلفاء في الولايات المتحدة الأمريكية، قام التحالف بالطلب من الجانب الأمريكي وقف تزويد طائراته بالوقود جوا في العمليات الجارية في اليمن”.
وتقود السعودية تحالفا عسكريا عربيا في اليمن ينفذ، منذ 26 مارس/آذار 2015، عمليات لدعم قوات الجيش الموالية لـ”عبدربه منصور هادي” لاستعادة مناطق سيطرت عليها جماعة “أنصار الله”، في كانون الثاني/يناير من العام ذاته.
وبفعل العمليات العسكرية المتواصلة، يعاني اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ قتل وجرح الآلاف بحسب الأمم المتحدة، كما يحتاج 22 مليون شخص، أي نحو 75 بالمئة من عدد السكان، إلى شكل من أشكال المساعدة والحماية الإنسانية، بما في ذلك 8.4 مليون شخص لا يعرفون من أين يحصلون على وجبتهم القادمة.