المستقبل نت – خاص
اتهم الناطق باسم جماعة الحوثيين (أنصار الله)، محمد عبدالسلام، اليوم الأحد، رئيس لجنة التنسيق وفريق المراقبين الأممين، الجنرال الهولندي باتريك كاميرت، بالخروج عن مسار اتفاق ستوكهولم، وتنفيذ أجندة أخرى، معتبراً ذلك سبباً أساسياً في عدم إحراز أي تقدم في ما يخص محافظة الحديدة وفقاً للاتفاق الموقع بين طرفي الصراع في اليمن، في ختام مشاورات السلام التي جرت بينهما خلال ديسمبر كانون الأول الماضي في السويد.
وكتب عبد السلام اليوم الأحد، في تغريدة على حسابه بموقع “تويتر” رصدها “المستقبل نت” أن “عدم إحراز أي تقدم في الحديدة على صعيد تنفيذ اتفاق ستوكهولم يعود بالأساس إلى خروج رئيس لجنة التنسيق الأممية عن مسار الاتفاق بتنفيذ أجندة أخرى ويبدو أن المهمة أكبر من قدراته”.
وأضاف عبد السلام “ما لم يتدارك غريفيث الأمر فمن الصعوبة بمكان البحث في أي شأن آخر”.
يذكر أن طرفي الصراع في اليمن، جماعة الحوثيين (أنصار الله) والحكومة الشرعية المدعومة من السعودية، توصلا، خلال محادثات السلام التي جرت في السويد في ديسمبر كانون الأول الماضي، على وقف إطلاق النار في الحديدة وسحب القوات وتيسير إدخال المساعدات لملايين اليمنيين وذلك بعد شهور من المساعي الدبلوماسية والضغوط الغربية لإنهاء حرب تدور رحاها منذ نحو أربعة أعوام راح ضحيتها عشرات الآلاف.
وينص اتفاق ستوكهولم على نشر مراقبين دوليين. وسيشرف المراقبون بعد ذلك على الانسحاب الكامل لقوات الجانبين من المدينة التي ستديرها بعد ذلك “سلطات محلية تحت إشراف الأمم المتحدة”.
وبموجب الاتفاق كان يتعين على كل من الجانبين سحب قواتهما بحلول السابع من يناير كانون الثاني.
ومنذ التوصل للاتفاق، يتبادل الطرفان بشكل متكرر، الاتهامات بانتهاكه.
وكان مارتن غريفيث المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، أبلغ مجلس الأمن الدولي، يوم الأربعاء 9 يناير 2019، أن الطرفين، الحكومة الشرعية وجماعة الحوثيين (أنصار الله)، “ملتزمان بشكل كبير باتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه الشهر الماضي لكن الأمر يتطلب تقدما جوهريا قبل إجراء المزيد من المحادثات بشأن إنهاء الحرب”.
وقال المبعوث الأممي إلى اليمن في معرض إحاطته في مجلس الأمن الدولي، الأربعاء الفائت: “يسعدني القول إن الجانبين يتمسكان بشكل كبير بوقف إطلاق النار الذي اتفقنا عليه في ستوكهولم.. ثمة تراجع كبير في العمليات القتالية منذ ذلك الحين”.
وأبلغ غريفيث المجلس بأنه التقى مع زعماء الجانبين في الأيام القليلة الماضية وأن الطرفين عبّرا عن عزمهما على إحراز تقدم، لكنه يشترك مع زعماء الجانبين في الرأي “بضرورة إحراز تقدم ملموس خاصة بشأن الحديدة، قبل أن ندعو للمشاورات المقبلة”.
وتقود السعودية تحالفا عسكريا ينفذ منذ 26 آذار/مارس 2015، عمليات لدعم قوات الجيش الموالية لـ”عبد ربه منصور هادي” لاستعادة مناطق سيطرت عليها جماعة “أنصار الله” في كانون الثاني/يناير من العام ذاته.
وبفعل العمليات العسكرية المتواصلة، يعاني اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ قتل وجرح الآلاف بحسب الأمم المتحدة، كما يحتاج 22 مليون شخص، أي نحو 75% من عدد السكان، إلى شكل من أشكال المساعدة والحماية الإنسانية، بما في ذلك 8.4 مليون شخص لا يعرفون من أين يحصلون على وجبتهم القادمة.