المستقبل نت – متابعة خاصة
قال قيادي رفيع المستوى بجماعة “أنصار الله” (الحوثيين)، إن وفد الجماعة وافق على الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع ممثلين لحكومة عبد ربه منصور هادي، خلال الجولة الأخيرة من مفاوضات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة في السويد، بسبب تدهور الوضع الإنساني في اليمن.
وقال محمد علي الحوثي، رئيس اللجنة الثورية العليا في الجماعة، في مقابلة عبر الأقمار الاصطناعية مع شبكة “برس تي في” التلفزيونية، الثلاثاء، إنه على الرغم من بعض الانتهاكات التي ترتكبها السعودية وحلفاؤها، فإن اتفاق السلام الذي وقعه الطرفان في السويد لا يزال قائما بشكل ضعيف.
وتوصل الطرفان الحكومة الشرعية والحوثي، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، لجملة من الاتفاقات شملت وقف إطلاق النار على طول جبهة الحديدة وإعادة نشر القوات المسلحة خارج المدينة ومينائها؛ اتفاق بشأن تبادل السجناء؛ تفاهمات بشأن التهدئة وفتح المعابر في محافظة تعز”. ويتبادل الطرفان بشكل متكرر الاتهامات بانتهاك الاتفاق.
وخلال المقابلة أكد رئيس اللجنة الثورية العليا “جملة من المبادئ التي يتحلى بها الشعب اليمني في تعاطيه مع القضايا على الأصعدة المحلية والإقليمية والعالمية”.
وأوضح استمرار دول ما وصفه بـ”العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي” وحلفائها على اليمن في “ارتكاب الجرائم ضد الإنسانية وانتهاك القانون الدولي والإنساني”.
وانتقد مواصلة هذه الدول “حصارها المفروض على الشعب اليمني الذي تسبب بحدوث أكبر أزمة إنسانية على مستوى العالم، بالإضافة إلى المجاعة التي تهدد ثلثي الشعب اليمني وجعلتهم بحاجة إلى المساعدات”.
كما تناول القيادي مستجدات جهود إحلال السلام لا سيما إجراءات تنفيذ اتفاق ستوكهولم بشأن الحديدة، مشيرا إلى “مساعي دول التحالف والموالين لها لعرقلة تنفيذه، وارتكابها العديد من خروقات وقف إطلاق النار في الحديدة”.
وجدد الحوثي تأكيده “حرص الجانب اليمني على تنفيذ الاتفاق لإيمانه بالسلام، والأمل بأن تثمر جهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن بحل سياسي، مشددا على “الجاهزية الكاملة لمواجهة أي تصعيد من قبل قوى العدوان”.
ورفض رئيس اللجنة الثورية العليا ما قال إنه “جملة مغالطات تسوقها دول التحالف لتضليل الرأي العام الدولي لمحاولة تبرير عدوانها غير المشروع على اليمن”، قائلا إن “الشعب اليمني دفعته الضرورة لاستخدام أسلحته وصواريخه الباليستية من موقع الدفاع المشروع لمواجهة المعتدين”.
واعتبر الحوثي أن دول التحالف العربي الذي تقوده السعودية في حرب اليمن، وصلت إلى حالة يأس من إمكانية تحقيق أهدافها في اليمن خاصة مع مضي ما يقارب أربع سنوات مما اعتبره “حربها غاشمة وحصارا خانق”.
وأشار رئيس الثورية العليا إلى أن المجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة والعالم بأسره بات يدرك أنه لا حل عسكريا في اليمن، وأن الحل يجب أن يكون سياسيا عبر طاولة المفاوضات، موضحا أن أمريكا تستنزف أموال ومقدرات الدول العربية المشاركة في الحرب وفي مقدمتها السعودية.
وتقود السعودية تحالفا عسكريا عربيا في اليمن ينفذ، منذ 26 مارس/آذار 2015، عمليات لدعم قوات الجيش الموالية لـ”عبدربه منصور هادي” لاستعادة مناطق سيطرت عليها جماعة “أنصار الله” في كانون الثاني/يناير من العام ذاته.
وبفعل العمليات العسكرية المتواصلة، يعاني اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ قتل وجرح الآلاف بحسب الأمم المتحدة، كما يحتاج 22 مليون شخص، أي نحو 75 بالمئة من عدد السكان، إلى شكل من أشكال المساعدة والحماية الإنسانية، بما في ذلك 8.4 مليون شخص لا يعرفون من أين يحصلون على وجبتهم القادمة.