المستقبل نت – خاص
مجددا تكشف تصريحات المسؤولين الإماراتيين عن مطامع للبلد الخليجي الثري في جزيرة سقطرى، ما يشعل غضب اليمنيين ويثير مخاوفهم من استمرار تواجد القوات الإماراتية في الجزيرة، والقوات المشاركة في التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن.
هذه المرة تداول ناشطون يمنيون مقطع فيديو يظهر أحد مشائخ “إمارة عجمان” الإماراتية، في اجتماع مع مجموعة من أبناء سقطرى بحضور محافظ سقطرى الأسبق “سالم عبدالله السقطري” رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي في الجزيرة، المدعوم من دولة الإمارات، وتحدث الشيخ الإماراتي الذي يبدوا أنه أحد المقربين من الأسرة الحاكمة، عن أن جزيرة سقطرى هي جزء من الإمارات، ومسألة تجنيس كامل أبنائها مفروغ منه حد قوله، وهو ما أثار موجة من الغضب الكبيرة والاستهجان لدى اليمنيين.
رد اليمنيين لم يتأخر كثيرا حيث أبدى المجلس العام لأبناء المهرة وسقطرى إستياءه البالغ، واستنكر ما أسماه التوجه الإماراتي الإحتلالي للجزر والمناطق اليمنية واستغلال التحالف لدعم الشرعية لمآرب أخرى، وأكد بيان للمجلس الذي يقوده الشيخ “عبد الله بن عيسى آل عفرار”، المقرب من سلطنة عمان، أن سقطرى يمنية وستظل كذلك أرضاً وإنساناً، وأضاف البيان أن أبناء المحافظتين لن يسمحوا لأحد بانتهاك السيادة واستباحة وتدمير المقدرات.
وعبر الكثير من الناشطين اليمنيين في مواقع التواصل الاجتماعي، عن غضبهم تحت هاشتاغ #سقطرى_يمنية، كما نشروا صورا للعلم اليمني وقد تم رفعه في الكثير من مناطق ومعسكرات جزيرة سقطرى.
وشدد الأكاديمي “حسن ناصر سرار” على يمنية جزيرة سقطرى، وخاطب المسؤولين الإماراتيين شمروا عن سواعدكم وابحثوا عن جزركم التي بعتوها لإيران، قبل أن تلعنكم أجيالكم يا حفاة الأعراب ورعاة الشاه مهما تطاولتم في البنيان.
وقال كمال البعداني “أيها الحمقى لو كانت الحكاية بالجنسية لكانت حضرموت سعودية، فقادة وملوك رأس المال في المملكة هم من حضرموت ويحملون الجنسية السعودية، ومع ذلك لم تقل السعودية يوما من الايام ان حضرموت سعودية؟، وأضاف أيها الحمقى تاريخ شجرة دم الأخوين في الجزيرة أقدم من تاريخ دولتكم بألاف السنين، أنتم تمتلكون عقليات طفولية، أخذت عليكم إيران جزركم وتريدون أن تأخذوا جزيرة سقطرى اليمنية كتعويض، يا لكم من أغبياء.
أما الصحفي “صدام الكمالي” فقال لو جنستم كل أبناء الجزيرة و استغليتم حاجتهم ووضعهم، ستظل اسمها “جزيرة سقطرى اليمنية”، اعقلوا”.
وطالب ناشطون آخرون بإنهاء الدور الإماراتي في اليمن، وإنهاء التواجد الاماراتي وحذروا من صراع مسلح ضد السعودية والإمارات في سقطرى والمهرة قد تدعمه سلطنة عمان، لحماية مصالحها وأمنها القومي.
وقال الصحفي والناشط السياسي، عبدالرقيب الهدياني، “يعتقد شيوخ الامارات أنهم قادرون على ابتلاع اكبر الجزر اليمنية وأغناها، لمجرد أنهم خاضوا حربا فاشلة في بلدنا انحرفوا عن أهدافها وعطلوا مسارها، وقوضوا مؤسسات الدولة ونشروا العبث والفوضى والاغتيالات، ومزقوا لحمة الوطن”، وأضاف لم يستوعبوا حركة الجماهير اليمنية التي خرجت في الجزيرة وأكدت على يمنيتها واعتزازها بهذا الانتماء، ولا باحتجاجات الشارع في عدن وحضرموت والمهرة وشبوة واحراق صور شيوخ الامارات ودوسها بالنعال”.
وخاطب “أحمد ماهر” الإمارات، ومن أسماهم مرتزقتها بالمحافظات الجنوبية، أعضاء المجلس الانتقالي، وقال إن أصغر شجرة بسقطرى أقدم من تاريخ الإمارات ومن فيها، وشدد سقطرى كانت وستظل يمنية ولن نفرط بأي شبر منها، وأضاف إذا لم تحترم الإمارات مشاعر اليمنيين، فسوف نطالب بإنهاء دور الإمارات بالتحالف العربي.
وطالب الناشط “هاشم المنصور” مجلس النواب اليمني بإعلان، باعتبار الإمارات مديريه يمنية تابعة لمحافظة سقطرى بحكم اعتراف القيادة الاماراتية بأن أصول الإماراتيين من سقطرى.
أما علي المراني فقال، لم تجروء بريطانيا أو روسيا أوأمريكا على إنكار يمنية سقطرى، رغم أطماعهم الاستعمارية فيها، وأضاف امتلاك الثروات الفاحشة لا يمكن أن يزور التاريخ.
يشار إلى أن الممارسات الإماراتية بأرخبيل سقطرى اليمني لم تختلف عن أطماع المستعمرين الذين مروا عليه من الاحتلال البرتغالي عام 1507 حتى عام 1511، ثم الاحتلال الإنجليزي من 1893 حتى عام 1967، وجميعهم رحلوا في النهاية، مثل أي احتلال يجبره أصحاب الأرض على الخروج صاغراً.
والقاسم المشترك بين المحتلين القدامى والحاليين هو شهوة التوسع والنفوذ على الأرخبيل، الذي أصبح منذ خمس سنوات محافظة، نظراً لأهمية موقعه الجغرافي والاستراتيجي والعسكري في الممر الدولي البحري، الذي يربط المحيط الهندي ببحر العرب، مروراً بمضيق باب المندب، على بعد 300 كم من سواحل اليمن.
وتوصف سقطرى بأكثر المناطق غرابة في العالم، وهي مصنفة من قبل اليونسكو، إحدى المحميات الطبيعية العالمية، ومن أهم مواقع التراث الإنساني، حيث يوجد فيها أكثر من 850 نوعاً من النباتات، منها 40 % نادرة ومستوطنة في الجزيرة، إضافة إلى 11 نوعاً من الطيور، لا توجد في أي مكان آخر من العالم.
وتتميز الحياة البحرية فيها بتنوع كبير مع تواجد 352 نوعاً من المرجان الباني للشعب، و730 نوعاً من الأسماك الساحلية، و300 نوع من السراطين، والكركند، والإربيان.
ولهذه الأهمية الفريدة والثروات المتنوعة، بدأت الأطماع الإماراتية على الجزيرة قبل حوالي عشر سنوات، عندما قام رجل الأعمال محمود فتح آل خاجة، بزيارات متكررة تحت لافتة العمل الخيري، ثم تطور لاحقاً إلى شراء أراضٍ شاسعة بملايين الريالات.
ومع تدخلها ضمن التحالف العربي، وجدت الإمارات الفرصة المناسبة لتعزيز نفوذها بالجزيرة إلى درجة تشبه ممارسات الاحتلال، مستغلة ضعف الشرعية، لتحقيق أهداف خاصة.
ومن بوابة العمل الخيري، جاء مندوب “مؤسسة خليفة”، خلفان مبارك المزروعي، المكنى بـ “أبو مبارك”، الرجل الأول للإمارات في الأرخبيل، الذي رسخ نفوذها بشراء ذمم وولاءات المسؤولين، وبعض القيادات العسكرية، ومشايخ القبائل، وشراء مساحات شاسعة في السواحل، بالقرب من الميناء، الذي شهد أيضاً هدم أحد المناطق الأثرية المطلة على البحر، لبناء قصور شخصية.
ومع مرور الوقت تعززت القبضة الأمنية الإماراتية بإنشاء “القوات الخاصة” التي يبلغ قوامها خمسة آلاف جندي، وتمددت لتصل المطار، الذي أوكلت إدارته للضابط الإماراتي سعيد الكعبي، لضمان دخول وخروج أية شحنات مغلفة من الجزيرة من دون رقابة أو تفتيش من الجمارك.
وبجوار المطار، شرعت ببناء قاعدة جوية، وعززت تحكمها بمنافذ الجزيرة، من خلال تغيير حرس الميناء بآخرين موالين لها، يستقبلون سفنها التي تفرغ حمولتها بالجزيرة، وتعود محملة بكميات من الأحجار والحيوانات النادرة.