المستقبل نت – متابعة خاصة
في الوقت الذي أعلنت فيه جماعة أنصار الله “الحوثيين”، تسليم ميناء الحديدة لقوات خفر السواحل بحضور رئيس اللجنة الأممية المشتركة الجنرال الهولندي المتقاعد باتريك كاميرت رفضت حكومة هادي، مساء السبت، أول خطوات تنفيذ اتفاق السويد بشأن الحديدة.
وقالت حكومة هادي إن انسحاب الحوثيين من ميناء الحديدة، وتسليم مهمة أمن الميناء إلى خفر السواحل التابعة للسلطة المحلية، خطوة شكلية وإعادة تموضع لأنصار الله، وهي كما وصفها نشطاء سياسيون محاولة من قبل حكومة هادي للتنصل من المسؤولية ونقضها لاتفاق السويد الذي يقضي بتسليم الميناء لقوات وطنية بحسب القانون.
وأضاف النشطاء أن حكومة هادي غير راغبة في الالتزام باتفاق السويد وأنها تبحث عن أي ذريعة للالتفاف عليه من أجل إطالة أمد الحرب التي تسببت في أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
وفي أول رد أبلغ رئيس وفد حكومة هادي في اللجنة المشتركة، العميد صغير بن عزيز، مساء السبت، رئيس اللجنة الجنرال كاميرت، احتجاجه على عدم التزام قوات الحوثيين بالانسحاب من موانئ الحديدة، ومن جانبه طالب المتحدث الرسمي باسم حكومة صنعاء، ضيف الله الشامي، الأمم المتحدة بإلزام الطرف الآخر بتنفيذ تعهداته بعد إعادة انتشار قوات الإنقاذ من ميناء الحديدة.
الأمم المتحدة كانت قد أشرفت أمس السبت على تسليم الميناء لقوات خفر السواحل لعلمها أن من مهام تلك القوات لا تشارك في المواجهات مع أي طرف، علاوة على أن تلك المهمة من صميم مهام خفر السواحل، التي لا تمتلك سلاحاً، وهو ما يؤكد قناعة الأمم المتحدة بحيادية تلك القوات.
وحذر الشامي، في تصريح صحفي، من تداعيات تنصل الفريق الآخر عن الالتزام باتفاق الحديدة، معتبراَ أنه إذا لم يتجاوب الفريق الآخر فإن الأمور ستتجه نحو التصعيد ولا أحد يمكنه خداع الشعب اليمني ولن يسمح بتمرير أي إجراء يخل باتفاق ستوكهولم.
ونفى الشامي اتهامات التحالف والقوات الموالية للإمارات بشأن إعاقة فتح طريق الإمداد الرئيسي الذي يربط مدينة الحديدة بخمس محافظات يمنية منها العاصمة صنعاء، عازياً عدم فتح طريق صنعاء-الحديدة حتى الآن إلى الطرف الآخر الذي لم ينسحب منها بعد.
إلى ذلك أكد مصدر عسكري في وزارة الدفاع بالعاصمة صنعاء، مساء السبت 29 ديسمبر/كانون الأول 2018، وصول خمس سفن تابعة للتحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن، إلى ميناء المخاء جنوب غرب محافظة تعز.
وأوضح المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه في تصريح لـ”المستقبل نت”، أن السفن التي وصلت عصر أمس السبت إلى ميناء المخاء تحمل على متنها مئات المدرعات العسكرية وأكثر من 15 آلية وأسلحة ثقيلة بالإضافة إلى ناقلات جند وسلاح.
وتتخذ قوات التحالف مدينة المخا قاعدة عسكرية منذ سيطرتها على المديرية ومينائها الاستراتيجي مطلع كانون الثاني/يناير 2017.
ويقول مراقبون أن حكومة هادي تسعى إلى إثارة الفوضى وإفشال خطوات الثقة التي تأتي تمهيدا للحل السياسي بين الطرفين، إذ أنها لا ترغب بإحلال السلام فالحرب بالنسبة لها مكسبا يغدق عليها ملايين الدولارات.
وينفذ تحالف تقوده السعودية، منذ 26 آذار/مارس 2015، عمليات لدعم قوات الشرعية الموالية لـ”عبد ربه منصور هادي” لاستعادة مناطق سيطرت عليها جماعة “أنصار الله” في كانون الثاني/يناير من العام ذاته.
وبفعل العمليات العسكرية المتواصلة، يعاني اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ قتل وجرح الآلاف بحسب الأمم المتحدة، كما يحتاج 22 مليون شخص، أي نحو 75 بالمئة من عدد السكان، إلى شكل من أشكال المساعدة والحماية الإنسانية، بما في ذلك 8.4 مليون شخص لا يعرفون من أين يحصلون على وجبتهم القادمة.