المستقبل نت – متابعة خاصة
قالت صحيفة “نيويورك تايمز” إن المملكة العربية السعودية استقدمت مقاتلين من ولاية دارفور السودانية، مقابل آلاف الدولارات، للقتال إلى جانبها في اليمن، ضد المقاتلين الحوثيين.
وكشفت الصحيفة في التقرير الذي أعده “دافيد دي كيركباتريك”، أن من بين هؤلاء المقاتلين من لا يزالون أطفالا، غير أن العوز والفقر دفعهم للقتال هنالك.
وأكدت في هذا السياق أن بعض الأهالي التواقين للمال يقومون برشوة قادة المليشيات في دارفور للسماح لأبنائهم بالذهاب للقتال في اليمن. وذكرت أن السعودية تدفع 10 آلاف دولار لكل مقاتل.
وأضافت الصحيفة في تقرير لها من الخرطوم أنه منذ أربع سنوات يقاتل في اليمن نحو 14 ألفا من أفراد مليشيات سودانية، قُتل منهم المئات.
والتقى دي كيركباتريك أحد المقاتلين هنالك، في العاصمة السودانية الخرطوم، وتحدث معه عن الظروف التي أجبرته على الموافقة، رغم اعتراض العائلة.
ويشير التقرير إلى أن أغلب المقاتلين السودانيين ينحدرون من دارفور، التي مزقتها المعارك سابقا، وتعاني من الفقر، ومعظمهم من مليشيات كانت تعرف سابقا باسم “الجانجويد”، وأفرادها متهمون بارتكاب عمليات قتل ممنهج واغتصاب أثناء الصراع في دارفور.
وتتابع بأن هؤلاء المحاربين هم الذين يقودون عمليات نشر القوات السودانية في اليمن بشكل رسمي.
ويشارك إلى جانب المليشيات، مئات من الجنود السودانيين في اليمن في إطار التحالف السعودي الإماراتي الذي تقوده الرياض ضد جماعة الحوثيين (أنصار الله) دعماً لقوات عبدربه منصور هادي لإعادته إلى الحكم في صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون وأغلب المناطق شمالي البلاد منذ سبتمبر 2014.
وينفذ التحالف، منذ 26 مارس 2015، عمليات برية وجوية وبحرية ضد جماعة الحوثيين في اليمن، وتسبب الصراع بمقتل نحو 11 ألف مدني، وجرح مئات الآلاف، وتشريد ثلاثة ملايين شخص داخل البلاد وفرار الآلاف خارجها.
ووفقاً لتأكيدات الأمم المتحدة، بات اليمن يعاني “أسوأ أزمة إنسانية في العالم”، فضلاً عن أن أكثر من 22 مليون يمني، أي أكثر من ثلثي السكان، أصبحوا بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية العاجلة، بمن فيهم 8.4 مليون شخص لا يعرفون كيف سيحصلون على وجبتهم المقبلة، ويعاني نحو مليوني طفل من النقص الحاد في التغذية.
وأكدت الخرطوم على لسان وزير دفاعها الفريق أول ركن عوض محمد أحمد بن عوف في مايو الماضي إصرار الحكومة على إبقاء جنودها في اليمن، معتبرا أن ذلك “واجب والتزام أخلاقي”.
وقد ارتفعت مؤخرا أصوات سودانية وعبر البرلمان منادية بإعادة القوات السودانية من اليمن بعدما لم يعد مبرر لوجودها هناك، وخسارة مجموعة من الجنود في مواجهة مع الحوثيين.