المستقبل نت – وكالات
أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الخميس، تشكيل آلية ثلاثية من بلاده وإيران وروسيا للتعاطي مع الملف السوري، بعد إعلان الولايات المتحدة الأمريكية سحب قواتها منها، مشدّداً على ضرورة عمل تلك الدول على إرساء الأمن في المنطقة.
وقال أردوغان في كلمة له، خلال منتدى الأعمال التركي الإيراني بأنقرة: “سنواصل رحلتنا بعقد القمة الرابعة حول سوريا؛ لأنه يجب علينا إرساء الأمن في المنطقة التي أصبحت تُلقي مسؤولية كبيرة علينا مع إيران”.
وبدأت القوات الأمريكية، يوم الأربعاء، المقدّر عددها بنحو ألفي جندي، بالانسحاب فعلياً من أماكن وجودها في شرقي سوريا، ضاربة عرض الحائط بالدعوات السعودية والإماراتية بشأن بقائها في البلد الذي يشهد حرباً منذ 8 سنوات.
وقال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الخميس: إن “واشنطن لا تريد أن تؤدّي دور الشرطي في الشرق الأوسط دون مقابل”، وذلك في أول تعليق على انسحاب قوات بلاده من سوريا.
وفي هذا السياق قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية: إن “قرار ترامب خطير ومفاجئ، وسيخلق فراغاً يمكن أن تملأه جهات متطرّفة فاعلة في المنطقة”.
وبيّن الكاتب ديفيد أغناتيوس المقصود بـ”جهات متطرّفة”، في مقالة له بالصحيفة، بالقول: “يمكن أن يملأ هذا الفراغ مسلحون من تنظيم الدولة”.
وتنظر تركيا إلى سوريا بوصفها قضية أمن قومي بالدرجة الأولى، وعمقاً استراتيجياً لها، خاصةً مع التطورات التي جاءت بحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، المصنَّف لدى تركيا تنظيماً إرهابياً، إلى الواجهة بدعم من واشنطن، وهو ما يثير قلق أنقرة.
وحول العلاقات التركية مع إيران قال أردوغان: “لا ينبغي لأحد أن يعتقد أننا سننهي علاقتنا الاقتصادية والتجارية مع إيران بسبب العقوبات الأمريكية”.
وجدّد أردوغان رفض تركيا للعقوبات الأمريكية على إيران، مؤكداً عدم قطع علاقة بلاده الاقتصادية والتجارية مع طهران.
وأشار إلى أن قيمة استثمار 77 شركة تركية في إيران بلغت قرابة 1.5 مليار دولار، والاستثمارات تتواصل رغم العقوبات الأمريكية.
وكان الرئيس الإيراني، حسن روحاني، قد وصل إلى العاصمة التركية أنقرة، الأربعاء، في زيارة رسمية التقى خلالها أردوغان.