* المستقبل نت – متابعات
في مجمع فندقي في ريمبو على بعد نحو ستين كيلومترا إلى الشمال من العاصمة السويدية، ستوكهولم، تنعقد الآمال على نجاح مسؤولي الأمم المتحدة في خلق أجواء “لبناء الثقة” من أجل بدء عملية سلام، لإنهاء النزاع المستمر في اليمن منذ 2014، الذي أسفر عن مقتل نحو عشرة آلاف شخص ودفع 14 مليونا إلى حافة المجاعة.
وتفيد معلومات غير مؤكدة رسميا بأن مفاوضي الحكومة الشرعية وجماعة الحوثي لا يتبادلون الحديث بشكل مباشر، إلا عندما يتعلق الأمر بملف واحد هو الاتفاق على تبادل الأسرى الذي أبرم في بداية كانون الأول/ ديسمبر، وفي معظم الأوقات، يقوم الوسيط ومستشاروه بزيارات مكوكية بين الطرفين.
غير أن ذلك لم يمنع تصافح أفراد من الجانبين المتحاربين، أمام الصحفيين، في مشهد نادر يرتدي طابعا رمزيا كبيرا، قالت عنه صحفية، طلبت عدم الكشف عن هويتها خوفا من تعريض عائلتها للخطر في اليمن: “لم أر مثيلا لذلك من قبل”.
وصرح مصدر في الأمم المتحدة لوكالة فرانس برس أن الوسيط البريطاني مارتن غريفيث الذي دفع باتجاه هذه المفاوضات شاهد الصورة التي انتشرت بسرعة على شبكات التواصل الاجتماعي. وقد نشرتها وكالة “فرانس برس” أيضا وباتت متوفرة على العديد من المواقع الإلكترونية الإخبارية العربية الثلاثاء.
وقال مارتن غريفيث للصحفيين، مساء الاثنين “إنهم يختلطون ببعضهم ويلتقون. سمعنا قصصا رائعة —لا أريد كشفها هنا- عن الأحاديث التي يتبادلها الناس”، ويتقاسم مفاوضو الطرفين مقهى واحدا ومصلى واحدا.
ويقول غريفيث إن “المزاج العام جيد” لكن اليمنيون تعبوا من الشتاء السويدي والرياح والعتمة والثلوج، وهو ما ظهر في هيئة وزير الزراعة، عثمان مجلي، وهو يضع وشاحا حول رقبته ويعتمر قبعة، قائلا إن عليه التفاوض “في البرد”.
ويقيم المفاوضون اليمنيون في قصر جوهانسبرغ الذي بني في القرن السابع عشر على تلة حرجية تطل على ملعب للغولف، واختير الموقع بين ستوكهولم في الجنوب وأوبسالا في الشمال بسبب قربه من مطار أرلاندا الدولي.
ويضم القصر عدة أجنحة ومباني مستقلة يقيم فيها الوفدان اليمنيان تحت حراسة الشرطة وأجهزة الأمن والاستخبارات. ويسمع تحليق طائرة بلا طيار ليلا نهارا.
أما الصحفيون الـ250 المعتمدون لتغطية الحدث فيقيمون في بيت مبني بالخشب الأحمر يطل على أراض خضراء. واستقدمت المجموعة الإعلامية “سي.إف.آي ديفلوبمان ميديا” بدعم من وكالة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) صحفيين يمنيين لتغطية المحادثات.
وقال محمد الهاني المستشار لهذا المشروع: “لدينا هيئة تحرير من 12 صحفيا من الرجال والنساء يمثلون كل المناطق… وسائل الإعلام الدولية يمكنها الاهتمام بالطابع السياسي حصرا لهذه المشاورات، نركز نحن على القضايا التي تهم السكان”.
وأضاف أن “خروجهم من صنعاء بحد ذاته كان مغامرة. فمطار صنعاء مغلق منذ ثلاث سنوات ويجب التوجه إلى عدن في الجنوب ليستقلوا الطائرة”. وتابع الهاني قالاً “السفر بين المدينتين يمكن أن يستغرق 28 ساعة في بعض الأحيان بسبب نقاط التفتيش”.